تأهل تاريخي للماتادور الإسباني بعد فوزه على ألمانيا
٧ يوليو ٢٠١٠أقيمت مساء اليوم الأربعاء (7 يوليو/ تموز 2010) المباراة الثانية في الدور قبيل النهائي لبطولة الفيفا - كأس العالم التي تستضيفها جنوب أفريقيا، وذلك على ستاد موزيس مابيدا بمدينة ديربان بين المنتخب الألماني ونظيره الإسباني. وتعتبر هذه المباراة، المباراة الرابعة بين المنتخبين على مدى اشتراكهما في نهائيات كأس العالم، كما أنها نسخة من مباراة المنتخبين في نهائي بطولة كأس الأمم الأوروبية عام 2008 والتي فازت فيها إسبانيا بهدف نظيف ولقب البطولة.
وبدأت المباراة بتركبيز قوي للاعبي المنتخب الإسباني في الاستحواذ على الكرة وتنظيم الهجمات على مرمى المنتخب الألماني الذي قابل لاعبوه ذلك بالتركيز على الدفاع عن منطقة المرمى ورقابة مفاتيح لعب المنتخب الإسباني. وشهدت الدقيقة السابعة أول خطورة حقيقية على مرمى "المانشافت"، عندما نظم منتخب الـ "فوريا روخا" هجمة سريعة وصلت فيها الكرة خلف قلب الدفاع الألماني فريدريش ليلحق بها المهاجم فيا.
سيطرة شبه كاملة
وحاول فيا تسديدها في المرمى، لتصطدم بساق الحارس نوير وترتد إلى الملعب. وفي الدقيقة الثالثة عشرة ومن ضربة ركنية للاعبي إسبانيا وصلت الكرة يسار وسط ملعب المنتخب الألماني إلى لاعب الوسط إنييستا الذي أرسلها أمامية في منطقة المرمى لتجد رأس المدافع المتقدم بويول يجولها إلى المرمى ولكنها تعلو العارضة. واستمر مجرى المباراة تفوقا في الاستحواذ على الكرة وتنظيم الألعاب والضغط على المرمى من قبل لاعبي إسبانيا ولكن بدون خطورة حقيقية، وسط دفاع محكم وهجمات مرتدة سريعة للاعبي ألمانيا.
وفي الدقيقة الثلاثين أخذ لاعبو "المانشافت" في مبادلة منافسيهم الاستحواذ على الكرة والضغط على المرمى، ولكن ذلك لم ينه سيطرة لاعبي المنتخب الإسباني على مجرى اللعب وسط محاولات منافسيهم خطف هدف التقدم قبل أن يعلن حكم المباراة المجري فيكتور كاساي نهاية الشوط الأول للمباراة بالتعادل السلبي.
هجوم مكثف يقود إلى التقدم
ومع بداية الشوط الثاني لم يتغير مجرى اللعب؛ إذ واصل لاعبو "الـمانشافت الاعتماد على الدفاع وتحويله إلى هجمات مرتدة، ربما تثمر عن هدف التقدم، بينما واصل لاعبو الـ "فوريا روخا" اللعب الهجومي المنظم، ولكن مع التسديد على المرمى من خارج منطقته تجنبا للتكتل الدفاعي الألماني فيها.
وشهدت الدقيقة الثامنة والخمسون فرصتين ثمينتين للمنتخب الإسباني، عندما صوب المهاجم بيدرو من مسافة ثمانية عشر مترا تسديدة قوية تصدى لها الحارس نوير بصعوبة وارتدت في منطقة المرمى لتصل إلى لاعب الوسط المهاجم إينييستا الذي توغل في اتجاه المرمى ومررها عرضية، غير أن زميله فيا لم يلحق بها. وفي الدقيقة التالية سدد المهاجم بيدرو في اتجاه مرمى نوير ولكن الكرة تمر بجوار القائم الأيسر.
ورد لاعبو "المانشافت" على ذلك في الدقيقة التاسعة والستين بهجمة مرتدة سريعة وصلت فيها الكرة يسار ملعب المنتخب الإسباني إلى لاعب الوسط مسعود أوزيل الذي توغل بها في المنطقة ومررها عرضية لتصل إلى زميله توني كروس( نزل إلى الملعب في الدقيقة الثانية والستين بدلا من زميله تروخوفسكي) الذي سدد على المرمى ولكن ضعيفة في يد الحارس كاسياس.
ويعود لاعبو إسبانيا إلى السيطرة على مجرى المباراة والتحكم في وتيرتها وتهديد مرمى ألمانيا، لتشهد الدقيقة الثالثة والسبعون ضربة ركنية لهم نفذها لاعب الوسط تشافي هيرناندز بإرسال الكرة عالية إلى وسط منطقة المرمى ليتلقفها رأس زميله بويول ويسكنها شباك المرمى مسجلا هدف التقدم لإسبانيا.
وبعد هذا الهدف تخلى لاعبو المنتخب الألماني عن طريقتهم الدفاعية وأخذوا في الهجوم والضغط على مرمى منافسيهم لإدراك التعادل، لتشهد الدقائق الأخيرة للمباراة محاولات مستميتة من المنتخب الألماني لتعديل النتيجة، وهجمات سريعة للاعبي إسبانيا لتعزيز التقدم، إلى أن أعلن الحكم كاساي نهاية المباراة بفوز إسبانيا وتأهلها لنهائي بطولة كأس العالم لأول مرة في تاريخ اشتراكها في البطولة، وفشل ألمانيا للمرة الثانية على التوالي في التأهل للمباراة النهائية في البطولة، لتخوض، كما حدث في مونديال 2006، مباراة تحديد المنتخب الفائز بالمركز الثالث.
الكاتب: محمد الحشاش
مراجعة: طارق أنكاي