ألمانيا تحترم بطلة أوروبا إسبانيا لكنها لا تخشاها
٥ يوليو ٢٠١٠يخوض المنتخب الألماني لكرة القدم الدور نصف النهائي في نهائيات كأس العالم للمرة الثانية عشرة في تاريخه، عندما يلاقي نظيره الإسباني يوم الاربعاء في مدينة دوربن الجنوب إفريقية في ثاني مباريات المربع الذهبي لمونديال جنوب إفريقيا 2010. وهذا بالطبع رقم قياسي عالمي، وبذلك تتقدم ألمانيا على البرازيل، صاحبة الرقم القياسي في الفوز بألقاب بطولة العالم التي بلغت نصف نهائي المونديال 10 مرات وبطلة العالم ثلاث مرات إيطاليا التي تأهلت إلى المربع الذهبي 8 مرات. أما خصم ألمانيا يوم الأربعاء المنتخب الإسباني فلم يتأهل إلى نصف النهائي في نهائيات كأس العالم إلا مرتين حتى الآن.
على الرغم من ذلك يرى مدرب المنتخب الألماني يواخيم لوف أن المنتخب الإسباني من أبرز الفرق المرشحة للظفر بلقب بطولة العالم 2010 في جنوب إفريقيا. ولكن وخلافاً للوضع في نهائي بطولة أمم أوروبا 2008 التي خسرتها ألمانيا أمام إسبانيا بهدف لصفر، يرى لوف أن الظروف الآن مختلفة تماماً عن البطولة الأوروبية الأخيرة. فكلا الفريقين قدّما خلال النسخة الحالية للمونديال عروضاً قوية تجعل فُرص الفريقين متقاربة إلى حد ما. وفيما يتعلق بهزيمة ألمانيا أمام إسبانيا في كأس أوروبا 2008 بهدف أحرزه توريس، رفض المدرب الألماني الحديث عن مباراة ثأرية يوم الأربعاء، مشيراً إلى أن ألمانيا خسرت آنذاك النهائي لأن إسبانيا كانت في ذاك الوقت أفضل منتخب أوروبي على الإطلاق. وفي المنافسة على لقب بطولة العالم الحالية قال لوف إن الفريق الألماني الحالي أقوى بكثير من الفريق الذي خاض نهائي كأس أوروبا 2008. لذا هناك آمال كبيرة ومُستحقة في مواصلة الحلم بتحقيق لقب بطولة العالم.
لوف يتوقع مباراة أصعب من مبارتي إنجلترا والأرجنتين
لكن أكثر ما يُقلق المدرب الألماني يواخيم لوف هو وجود أكثر من لاعب من عيار الأرجنتيني ليونيل ميسي في صفوف المنتخب الإسباني. لذا فهو يتعبر أن المباراة المرتقبة بين فريقه ونظيره الاسباني يوم الأربعاء ستكون اختبارا أصعب بكثير للاعبيه الشباب من مبارتي إنجلترا في ثمن النهائي والأرجنتين في ربع النهائي. ويرى لوف أن الخطر الذي سيواجهه لاعبوه يتمثل في أن المنتخب الإسباني يضمّ في صفوفه كوكبة من نجوم كرة القدم العالمية، من أمثال دافيد فيا وتوريس وإنييستا وتشافي. هذا بالإضافة إلى حارس المرمى المتألق كاسياس.
وأكد لوف الذي يأمل في أن يقود ألمانيا الى نهائي بطولة العالم لكرة القدم للمرة الثامنة في تاريخها، أكد أن على لاعبيه بذل قصارى جهدهم وتقديم أفضل ما لديهم لتحقيق الفوز على المنتخب الإسباني الذي لا يرتكب أخطاء كثيرة، مثل المنتخبين الإنجليزي والأرجنتيني، والذي يلعب بشكل منظم جدا من الناحيتين الهجومية والدفاعية. لكن ما يُثير مخاوف كبيرة لدى لوف هو ثنائي خط وسط برشلونة تشافي هيرنانز وأندريس إنييستا، لكنه في الوقت نفسه واثق من قدرة فريقه على إيقافهما ومن قدرة الهجوم والفريق بأكمله على تسجيل الأهداف، على الرغم من غياب نجم المنتخب الشاب توماس مولر بسبب الإيقاف بعد حصوله على البطقاة الصفراء الثانية.
بيكنباور متفائل بالفريق الألماني الشاب
أعرب القيصر الألماني فرانتس بيكنباور عن تفاؤله بالفريق الألماني الشاب الذي يُقدّم عروضاً ولا أروع من ذلك خلال بطولة العالم الحالية. وأعرب بيكنباور الذي فاز بلقب بطولة العالم كلاعب عام 1974 وكمدرب عام 1990 عن إعجابه بطريقة لعب المنتخب الألماني الرائعة. ففي المباريات التي خاضها المنتخب الألماني في البطولة الحالية حتى الآن أبدى اللاعبون الألمان روحاً معنوية رائعة وتركيزاً عاليا ولعبوا بروح قتالية كبيرة. وفي خط الوسط الألماني لفت لاعب بايرن ميونخ باستيان شفينشتايغر الأنظار بفضل أدائه القوي الذي أظهره بشكل خاص أمام الأرجنتين في ربع النهائي حيث قاد "شفايني" فريقه إلى فوز كبير تكلل بأربعة أهداف نظيفة. وبذا يرى الكثيرون أن شفاينشتايغر هو النجم الجديد للمنتخب الألماني، كما يُرشّحه الكثيرون أيضاً للفوز بجائزة الكرة الذهبية فضل لاعب في البطولة. وما يُميز الفريق الألماني الحالي عن الماضي هو وجهه الجديد بفضل وجود عدد من اللاعبين من أصول غير ألمانية، مثل نجم خط الوسط المتألق التركي الصل مسعود أوزيل، لاعب فيردر بريمن، والتونسي الأصل سامي خظيرة، لاعب فريق شتوتغارت، والغاني الصل جيروم بوتينغ، لاعب فريق هامبورغ.
دل بوسكي لن يُغير أسلوبه في اللعب
أكد مدرب المنتخب الإسباني لكرة القدم دل بوسكي أن المنتخب الإسباني سيبقى وفياً لأسلوب لعبه أمام ألمانيا أيضا في نصف نهائي بطولة العالم، متمنياً أن يكون فريقه أكثر انتظاماً من المباريات السابقة. وأشاد بوسكي بالمنتخب الألماني الذي نجح في تجديد دماء الفريق الذي خاض غمار كأس أوروبا 2008 والذي استعاد الآن بريقه بعروضه القوية التي قدمها في المونديال حتى الآن. وأعرب بوسكي عن بالغ سعادته بتأهل فريقه إلى الدور نصف النهائي، مؤكداً سعيه إلى بلوغ المباراة النهائية التي ستُقام في 11 من يوليو / تموز الحالي على ملعب "سوكير ستي" في جوهانسبيرغ والفوز بلقب بطولة العالم في كرة القدم لأول مرة في تاريخ كرة القدم الإسبانية. لكن هذا ما يتطلع إليه المنتخب الألماني أيضا الذي يحلم بالظفر بلقب بطولة العالم للمرة الرابعة في تاريخه.
علاء الدين موسى البوريني
مراجعة: حسن زنيند