ألمانيا وأسبانيا تطمحان لتحقيق إنجاز تاريخي في لقائهما اليوم
٧ يوليو ٢٠١٠بحماسة شديدة، يترقب عشاق المستديرة الساحرةالمباراة النارية التي ستجمع مساء اليوم الإربعاء (7يوليو/تموز2010)علىملعب"موسيس مابهيدا"في مدينة دوربان بطل أوروبا المنتخب الإسباني بنظيره الألماني المتألق.
وخلال المؤتمرات الصحفية التي عقدها كل من المدير الفني للمنتخب الألماني يوآخيم لوف والإسباني فانسيت دل بوسكي، أبديا ثقة كبيرة، تدل على أن كل منهما يعتزم إزاحة الآخر وبلوغ نهائي جنوب إفريقيا؛ ورغم ذلك رشح كل واحد منهما الآخر للفوز بمباراة اليوم، بنبرة تدل على مدى الإحترام الكبير الذي يكنه كل مدرب للمنتخب المنافس.لوف قال إن "الاسبان أقوى من انكلترا والأرجنتين معا"، في حين رجح دل بوسكي كفة الألمان، معتبرا أن المانشافات "أفضل منتخب على الإطلاق في الوقت الحالي".
ويدرك مدربا المنتخبين لوف ودل بوسكي معا أن موقعة الإربعاء لن تكون سهلة، ومن ثم سيسعى كل منهما إلى تقديم خطة مثالية تكسر مفاتيح لعب المنتخب المنافس، وتحرمه من نقاط قوته.ومن المنتظر أن ينصب تركيز لوف، على إيجاد الوصفة السحرية لإيقاف أسلوب التمريرات الناجحة والمتقنة التي يتميز بها المنتخب الإسباني.ولا يعني ذلك أنه سيعتمد على خطة دفاعية صرفة، بل وكما صرح في آخر مؤتمر صحافي عقده يوم أمس، سيركزعلى"شقي الدفاع والهجوم معا".
ومن المتوقع أن يعتمد مرة أخرى لوف على الهجمات المرتدة السريعة والمنظمة، والتي كانت السر وراء إحراز المانشافت لثمانية أهداف كاملة، أمام كل من انكلترا في دور الستة عشر والأرجنتين في ربع النهائي.وساعده في ذلك التقدم المبكر الذي أحرزه المنتخب الألماني في كلتا المبارتين، والذي لعب دورا حاسما في الإطاحة بمنتخبين عملاقين وبرصيد غير متوقع.
هل سيستفيق توريس؟
ويرجح بعض المراقبين أن لوف سيحاول أمام الإسبان الاعتماد على ذات الطريقة التي انتهجها أمام الأرجنتين والمتمثلة في الضغط بقوة في منطقة الوسط مع تضييق المساحات أمام نجوم "الماتادور"، الذين يعتمدون في طريقة لعبهم على الاستحواذ الكبير على الكرة والسيطرة على مجريات اللعب والسرعة في التمرير، وهي خصائص تميز بالأساس أندريس إنييستا وتشافي هيرناندز من خط الوسط.
في المقابل، بات أمام دل بوسكي مدرب المنتخب الإسباني الاختيار بين إشراك نجم ليفربول الانجليزي فيرناندو توريس، الغائب الحاضر في النسخة الحالية من المونديال، بحكم تراجع مستواه بسبب العملية الجراحية التي أجريت له مؤخرا، إشراكه في التشكيل الأساسي إلى جانب دافيد فيا في خط الهجوم.أم أن دل بوسكي سيعتمد على فيا فقط كقلب هجوم، كما حدث في مستهل الشوط الثاني لمباراة ربع النهائي أمام البراغواي، بعد استبدال فرناندو توريس بفابريغيس نجم أرسنال الانكليزي.
ورغم أن توريس لم يقدم إلى غاية اللحظة عرضا يؤكد أنه أحد أفضل المهاجمين في العالم ومرعب حراس المرمى بالدوري الانكليزي، فإن دل بوسكي، وإلى جانب الآلام التي يعاني منها فابريغاس،لا يزال يراهن على استفاقة توريس أو كما يلقب "بالنينيو" العملاق. فيكفي أن توريس يوصف "برجل المناسبات الكبرى"وهو الذي أحرز هدف الفوز أمام ألمانيا في نهائي بطولة الأمم الأوروبية 2008، مؤَمِنًا بذلك الفوز لمنتخب بلاده بكأس أوروبا للمرة الثانية في تاريخه والأولى منذ عام 1964.وإذا أعاد توريس في دوربان سيطرته على الكرة من جديد فإنه سيعيد حتما كتابة تاريخ الكرة الإسبانية.
تعطش إلى انجازات تاريخية
وبكل تأكيد، أن "فوريا روخا"متعطش لبلوغ النهائي يوم الأحد المقبل على ملعب "سوكر سيتي"بجوهانيسبورغ، وانتزاع أول ألقاب المونديال في تاريخه، وحينها سيصبح ثان منتخب يجمع بين اللقبين العالمي والأوروبي، بعد منتخب ألمانيا الغربية سابقا الذي أحرز 1972اللقب الأوروبي و1974العالمي.
لكن قبل ذلك عليه إزاحة المنتخب الألماني المفعم بالمواهب الشابة التي أقنعت عشاق كرة القدم حول العالم بأدائها الرائع وعبقريتهاعلى الملعب.في المقابل، ورغم وصول بطل أوروبا إلى المربع الذهبي لبطولة جنوب إفريقيا، لم يكشف إلى غاية اللحظة عن امكانياته وقوته الحقيقية، بل إنه لم يطح بالباراغواي في الدور ربع النهائي، إلا بشق الأنفس (1-0)،ومن ثم عليه إثبات جدارته كبطل إذا أراد بالفعل انتزاع بطاقة النهائي على حساب تشكيلة يوآخيم لوف.
الكاتبة: وفاق بنكيران
مراجعة: منصف السليمي