رسام الكاريكاتور الألماني غيرهارد زيفريد يصدر كتابا جديدا
١٥ فبراير ٢٠٠٩تخصّص رسام الكاريكاتور الألماني غيرهارد زيفريد في رسم صور، وصفت بأنها ذات تفاصيل مكثّفة وذات إيماءات ساخرة، وكان هذا الأسلوب يُعدّ جديدا في ألمانيا، حين ظهر على السّاحة الفنية في السبعينات. ويقول رسام الكاريكاتور الألماني غيرهارد زيفريد إن رسام الكاريكاتور الألماني فيلهيلم بوش والذي يعتبر من الرّواد في هذا المجال، يُعدّ مثله الأعلى. كما تأثّر غيرهارد كثيرا بأسلوب الفنان الألماني كارل فالنتين، الذي اُشتهر برسوماته الكاريكاتورية في منتصف القرن العشرين.
الداغر الهزلي
ونشأ الفنان غيرهارد زيفريد في مدينة ميونيخ وحصل فيها على تأهيل مهني في مجال التصوير التجاري في إحدى مصانع المثلّجات. ثمّ اتجه إلى برلين الغربية، حيث أصبح رسّاما للمشهد الفوضوي الثوري هناك. وأطلق زيفريد على نفسه لقب "الداغر الهزلي" وهي تسمية تنطوي على نظرته على الأمور من منظور هزلي ساخر. كما أن "العصابة الهزلية" تمثّل شكلا من أشكال المقاومة الفنية آنذاك، التي لم تكن تستخدم العنف ولا تؤذي أحدا، وإنّما هي طريقة للسخرية من الحكومة وانتقادها بطريقة غير مباشرة، بحسب زيفريد، الذي أصدر مجلّدا يضم كل أعمالها في فن الكاريكاتور والرسم والكارتون وغيرها من أعماله الفنية.
ويضم المجلّد الجديد لرسام الكاريكاتور زيفريد والذي يحمل عنوان "أعمالي. كلها!" كل ما لم يتسنّ له نشره من رسومات في كتابه "رسومي الكاريكاتيرية. كلّها" والذي حقق نجاحا كبيرا. ذلك أن المجلد يحتوي على ملصقات ورسوم كارتون وصور صارخة الألوان ومليئة بالفكاهة. وتعدّ هذه المجموعة استعراضا للسنوات الأربعين الأخيرة لألمانيا والتغيرات السياسية التي طرأت عليها على مدار هذه الفترة والتي أراد زيفريد توثيقها في كتابه بشكل ساخر وفوضوي.
رفض للانصياع وسباحة ضد التيار
ويقول زيفريد في هذا الإطار: "أردنا آنذاك أن نجعل الناس تضحك". وكان "حذر الألمان من الحكومة وهيبتها" ومحاولة هدم رموز هذه الحكومة، من بين الموضوعات التي ركز عليها رسام الكاريكاتور آنذاك. واكتشف زيفريد أن: "هذه الرموز قد اختفت تماما مع مرور الوقت". بيد أنه يؤكّد في الوقت نفسه أن هذه التطورات تبعث على سعادته. ويرى زيفريد، الذي عُرف بأنه فنان يسبح ضد التيار، أنه لم يضع خطة لحياته العملية، بل على العكس ترك الظروف تتحكّم في حياته، إذ تطوّرت رسوماته واتجاهاته السياسية والفنية شيئا فشيئا. ويضيف زيفريد بالقول: "لا أحب أن يجرح الناس، وأنّه يرفض العنف". كما يرى في "الفكاهة سلاحا حادا وقاطعا إذا اُستخدم بطريقة صحيحة"، مشدّدا في الوقت نفسه على أن "الضحك يدفع المرء أحيانا إلى التفكير والتمعّن."