"Gottlose" Busse: Streit um Werbung in Deutschland
٦ مايو ٢٠٠٩كانوا يريدون الترويج لـ"حياة سعيدة بدون رب" ولكن الكثير من بلديات المدن الألمانية قالت لهم "لا". القائمة التي تضم مدنا ألمانية رفضت السماح بهذه الحملة عبر حافلات مدنها، قائمة طويلة وتضم: برلين وميونيخ و شتوتجارت وهامبورج و لايبتسيج و دورتموند وريجنسبورج و بريمن و كولونيا و فرانكفورت. فقد رفضت إدارات هيئات النقل الجماعي لجميع هذه البلديات أن تجول حافلاتها حاملة شعارات من قبيل:"ليس هناك رب بشكل يقيني لا يحتمل الشك".
وأثار ت الحملة التي تدعو للإلحاد في ألمانيا حربا ثقافية صغيرة خاصة بعد أن تلقى أصحابها، و بعد بحث طويل، موافقة من هيئة النقل الجماعي بمدينة إيسن. فقد جمع "اللادينيون" في البلاد عشرات الآلاف من اليورو من خلال حملتهم أطلقوها على الانترنت منذ بداية آذار/مارس الماضي. واستوحى أصحاب هذه الحملة فكرتهم من حملات مشابهة نظمت في بريطانيا وأسبانيا و إيطاليا. وحيث إنه لم تجرؤ أي من المدن الألمانية على التجاوب مع هؤلاء حتى الآن سوى مدينة ايسن، فإن نشطاء الحملة استأجروا حافلة من طابقين في برلين ولصقوا عليها شعاراتهم. ويعتزم منظمو الحملة القيام بجولة عبر مختلف المدن الألمانية بهذه الحافلة وذلك بدءا من يوم 30 أيار/مايو الجاري.
"السماح بالدعوة لعدم الإيمان من قبيل حرية الرأي"
وعبر أصحاب هذه الحملة وعلى رأسهم فيليب مولر عن دهشتهم وذهولهم إزاء الرفض الواسع الذي قوبلت به خططهم. ويدفع مولر بالقول إنه مادامت ألمانيا سمحت بالترويج للدين من خلال قنوات عامة مثل مترو الأنفاق على سبيل المثال والذي لا يعدم مرتادوه قراءة عبارة مثل:"اليسوع يحبك" على أحد عرباته فلابد من السماح من قبيل حرية الرأي بالدعوة لعدم الإيمان بالرب. ويضيف مولر الذي يتحدث باسم "حملة الحافلات": "نحن لا نريد سوى أن نكون صوتا عاما لأولئك الذين يفكرون مثلنا".
الجدير بالذكر أن نحو 35 في المائة من الألمان لا ينتمون لعقيدة دينية بعينها وإن كان ذلك لا يعني بالضرورة أن جميع هؤلاء ملحدون وبالتالي مشككون في وجود الرب، ولكن أصحاب "حملة الإلحاد" يقصدون هذه النسبة من الناس بحملتهم الداعية للإلحاد، ويقولون إنهم لا يريدون سوى أن تصبح عقيدتهم مرئية وظاهرة.
"نحن أصحاب قضية"
ويؤكد مولر أنه هو وأقرانه أصحاب قضية ألا وهي رؤية مادية للأشياء وأنهم لا يريدون محاربة الأديان مضيفا: "لا نريد أن "نهدي" أحدا لعقيدتنا". وعبر مولر بشكل خاص عن استيائه جراء الرفض الذي قوبل به من قبل بلديات مثل بريمن وقال:"رفض المسئولون هناك حملتنا من خلال الهاتف مبررين هذا الرفض بخشيتهم من أن تتضرر سمعة المدينة جراء هذه الحملة في ضوء اقتراب موعد الاحتفال السنوي بيوم الكنيسة في أيار/مايو الجاري".
وربما كان خوف هيئات النقل الجماعي التي رفضت التجاوب مع هذه الحملة غير مبرر، فهناك بعض المتدينين على سبيل المثال لا يتفهمون التعجل في رفض هذه الحملة حيث قال القس الكاثوليكي جاري لوكاس ألبريشت، مفوض أسقفية ايسن لشئون الطوائف والعقائد:"رغم أني غير متعاطف مع هذه القناعات الملحدة إلا أني لم أكن لأنزعج من مثل هذه الحملة التي تدعو للإلحاد على جدران الحافلات". وأضاف ألبريشت: "لن يمنعني ذلك أبدا من الإيمان رغم ذلك بالرب الذي يزعمون أنه غير موجود، فكما يقول نيتشه: مات الرب فإن الرب يقول:مات نيتشه".
"الإلحاد جزء من الطيف الاجتماعي ويجب احترامه"
كما أن المجلس الأعلى لليهود في ألمانيا ينظر للقضية نفسها دون اكتراث ظاهر حيث يقول الأمين العام للمجلس شتيفان كريمر:"نحن نعيش في مجتمع حر للمرء فيه الحق في التعبير عن رأيه بحرية". ويرى كريمر أن الإلحاد جزء من الطيف الاجتماعي وأن هذا الجزء واجب الاحترام "وإن كنت شخصيا أختلف مع أصحابه". كما أعرب كريمر أنه ينظر لهذه المسألة بروح رياضية مادام أنه لا يصب في الإساءة لجميع مضامين الطوائف الدينية ورموزها.
ونفس السياق يؤكد كريمر أنه لا يوجد في هذه الحملة أي مؤشر على وجود شيء من هذا القبيل وقال:"أعتقد أن باستطاعة جميع أتباع الطوائف الدينية في ألمانيا أن يتعاملوا مع هذه القضية بدون توتر". غير أن لهذه الحملة الداعية للإلحاد عاقبة بعيدة المدى لدى هيئة النقل الجماعي في برلين حيث كان هناك من الناقدين من اتهم الهيئة بأنها تفضل المسيحيين لأنها سمحت لأصحاب مبادرة "برو ريلي" المؤيدة للدين بجمع توقيعات في مترو الأنفاق لصالح هذه المبادرة في حين أنها رفضت الحملة الدعائية التي أراد أصحابها الترويج بها للإلحاد. وأدى ذلك إلى أن وضعت الهيئة قيودا على نشر إعلانات في قطاراتها وحافلاتها ومحطاتها حيث قال أحد مسئوليها:"لن نسمح مستقبلا بأي نوع من الإعلانات ذات الصلة بالدين".
(ع.ج.م/ د ب أ)
تحرير: طارق أنكاي