بدء معركة حلب وعمّان تؤكد وصول رئيس الوزراء السوري المنشق
٨ أغسطس ٢٠١٢ذكرت مصادر إعلامية متابعة للحدث السوري أن معركة حلب بدأت فعليا اليوم الأربعاء (الثامن من آب/ أغسطس 2012) مع اقتحام القوات النظامية السورية بالدبابات حي صلاح الدين معقل المعارضة المسلحة. وبينما أعلنت وسائل الإعلام التابعة للنظام السوري سيطرة الجيش النظامي على الحي، نفى الجيش السوري الحر ذلك. كما سجلت مواجهات هي الأعنف منذ ثلاثة أسابيع في ثاني أكبر المدن السورية. وبدأ الهجوم غداة إعلان الرئيس بشار الأسد يوم أمس تصميمه على المضي قدما في الحل الأمني حتى "تطهير البلاد من الإرهابيين"، بعد أن حصل على دعم كامل من إيران التي زارها أمس سعيد جليلي الذي أكد ان بلاده لن تسمح "بكسر محور المقاومة" الذي تشكل سوريا "ضلعا أساسيا فيه".
كما أكد قيادي في الجيش السوري الحر في محافظة حلب أن القوات النظامية بدأت هجوما موسعا اليوم الأربعاء على شمال المدينة. وقال شخص قدم نفسه على أن اسمه أبو عمر الحلبي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عبر الهاتف إن المعارك تشير إلى أن معركة الحسم قد بدأت. وأضاف أن القوات الحكومية تستخدم المدفعية والطائرات وقاذفات الصواريخ في الهجوم.
تضارب الأنباء
ووفق الرواية الرسمية السورية، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" إن القوات النظامية "أحكمت اليوم سيطرتها الكاملة على حي صلاح الدين في حلب". لكن رئيس المجلس العسكري في منطقة حلب التابع للجيش السوري الحر المعارض عبد الجبار العكيدي أكد أن "الهجوم همجي وعنيف، لكن النظام لم يسيطر على الحي". وأبلغ مصدر أمني في دمشق وكالة "فرانس برس" أن الجيش النظامي "يتقدم من أجل تقسيم الحي (صلاح الدين) إلى شطرين"، متوقعا أن "استعادته ستستغرق وقتا قصيرا، حتى لو بقيت بعض جيوب المقاومة فيه".
من جهته، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حي صلاح الدين يشهد معارك وصفها بأنها "الأعنف" منذ بدء المواجهات في حلب قبل ثلاثة أسابيع. ولفت المرصد إلى أن أحياء هنانو وطريق الباب والشعار في المدينة تتعرض بالتزامن مع اقتحام صلاح الدين إلى "القصف من قبل القوات النظامية"، مضيفا أن اشتباكات عنيفة دارت كذلك في حيي ميسلون والصاخور بمدينة حلب.
يشار إلى أنه يتعذر التأكد من صحة المعلومات حول الأحداث الميدانية والأمنية من مصادر مستقلة بسبب القيود المفروضة على تحركات الصحافيين والوضع الأمني. ونددت منظمة العفو الدولية بالقصف العنيف الذي يشنه الجيش السوري على مدينة حلب استنادا إلى صور بالأقمار الاصطناعية أظهرت أكثر من 600 فجوة نتيجة القصف في حلب وعندان المجاورة.
وصول رئيس الوزراء السوري المنشق إلى الأردن
في تطور آخر أعلن وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية سميح المعايطة وصول رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب إلى الأراضي الأردنية "في الساعات الأولى من فجر اليوم الأربعاء .. وبرفقته عدد من أفراد عائلته". يذكر أنه ومنذ إعلان انشقاق حجاب والمعلومات متضاربة حول مكان وجوده لأن الحكومة الأردنية نفت وجوده على أراضيها بينما أكدت المعارضة السورية وجوده هناك.
دبلوماسيا، أكدت وزارة الخارجية الفرنسية الأربعاء أن فرنسا ستنظم اجتماعا وزاريا في مجلس الأمن الدولي في 30 آب/ أغسطس "خصوصا لبحث الوضع الإنساني في سوريا وفي الدول المجاورة". وصرح فنسان فلورياني مساعد المتحدث باسم الوزارة أنه "وعلى الرغم من الانقسامات السائدة في الأشهر الماضية، فإن مجلس الأمن الدولي لا يسعه الوقوف ساكتا أمام المأساة التي تشهدها سوريا"، مؤكدا بذلك معلومات أوردها دبلوماسيون الثلاثاء.
وكان دبلوماسيون في الأمم المتحدة أشاروا إلى أن مشاركة روسيا والصين في الاجتماع ليستا مؤكدتين. وقد استخدم البلدان حق الفيتو ثلاث مرات لاعتراض قرارات في مجلس الأمن الدولي تهدد بفرض عقوبات على نظام بشار الأسد. من ناحية أخرى سيعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الست اجتماعا "استثنائيا" الأحد المقبل في مدينة جدة غربي السعودية لمناقشة تطورات الوضع في سورية.
وفي تحرك أخر، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي قوله إن 12 إلى 13 دولة ستشارك في "الاجتماع التشاوري" الخميس في طهران حول سوريا. وقال صالحي إن "حجتنا الرئيسية هي نبذ العنف وإجراء حوار وطني" موضحا أن "إيران ترغب في إنهاء العنف في أقرب فرصة في سوريا".
(ي ب/ ا ف ب، رويترز، د ب أ)
مراجعة: أحمد حسو