الأسد عازم على "تطهير البلاد من الإرهابيين" وعدد القتلى في ارتفاع
٧ أغسطس ٢٠١٢أعلن الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الثلاثاء (السابع من آب/ أغسطس 2012) تصميمه على المضي قدما في الحل الأمني حتى "تطهير البلاد من الإرهابيين"، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" إثر أول ظهور علني له منذ فترة. تزامن ذلك مع ارتفاع حدة المواجهات في حلب وغيرها من المناطق السورية بين قوات الجيش النظامي ومسلحي المعارضة المنضوين في صفوف الجيش الحر. وفي هذا الإطار قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، إن نحو 130 شخصا معظمهم من المدنيين قتلوا في مختلف أنحاء سورية اليوم الثلاثاء.
وأوضح المرصد في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) نسخة منه اليوم أن 29 شخصا بينهم خمسة أطفال قتلوا في محافظة حمص إثر القصف الذي تعرض له حي دير بعلبة. وتابع المرصد، الذي يتخذ من لندن مقرا له، أن واحدا وعشرين شخصا قتلوا في حلب وبقية الضحايا من درعا وإدلب وريف دمشق ودمشق. يشار إلى أنه لم يتم التحقق من صحة هذه المعلومات من مصادر مستقلة.
"إيران لن تسمح بكسر محور المقاومة"
ومن جهته أكد سعيد جليلي أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران للرئيس الأسد اليوم أن سوريا شريك حيوي في تحالف طهران الإقليمي المناهض لإسرائيل والذي لن تسمح إيران بأن ينكسر نتيجة للانتفاضة التي قال إنها مدعومة من الأعداء المشتركين للبلدين. ونقل التلفزيون السوري الحكومي عن جليلي قوله للأسد إن "إيران لن تسمح بأن ينكسر بأي طريقة محور المقاومة الذي تعتبر جزءا أساسيا منه." في إشارة إلى محور سوريا وإيران وحزب الله اللبناني.
يشار إلى أن اجتماع جليلي مع الأسد، الذي عرضه التلفزيون السوري، هو أول ظهور تلفزيوني للرئيس السوري منذ أسبوعين. وظهر الأسد على شاشات التلفزيون مرتين فقط منذ انفجار 18 يوليو/ تموز الذي قتل فيه أربعة من الدائرة المقربة منه وهي أكبر ضربة تعرض لها أثناء الانتفاضة المسلحة.
وتعهد الرئيس السوري اليوم بـ "تطهير البلاد من الإرهابيين ومكافحة الإرهاب دون تهاون". وشدد الأسد خلال لقاء مع المسؤول الإيراني ووفد مرافق له على أن "سورية ماضية في الحوار الوطني وهي قادرة بإرادة شعبها على إفشال المشاريع الخارجية التي تستهدف محور المقاومة في الشرق الأوسط ودور سورية فيها"، حسب وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا".
وزير الخارجية الإيراني يتقرب من تركيا
قال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي اليوم الثلاثاء (السابع من آب/ أغسطس 2012) أثناء زيارة لتركيا إنه لا يمكن إلا لتركيا وإيران إذا عملتا معا حل الصراعات الإقليمية وخصوصا الصراع في سوريا. وقال صالحي للصحافيين في المطار "دون أي من هاتين الدولتين الأساسيتين اعتقد أن تحقيق السلام والاستقرار أو إحلالهما في المنطقة سيكون أمرا بالغ الصعوبة ولاسيما في دول مثل سوريا." وأضاف انه سيناقش مع وزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو وضع 48 إيرانيا يحتجزهم مقاتلو المعارضة في سوريا.
وجاءت تصريحات وزير الخارجية الإيراني بعد تنديد وزارة الخارجية التركية اليوم بتصريحات مسؤول إيراني اتهم تركيا بالمسؤولية عن إراقة الدماء في سوريا وحذرها من أنها ستكون التالية ووصفت الوزارة هذه التصريحات بأنها غير مقبولة وغير لائقة وحثت إيران على الحفاظ على علاقات الجيرة. وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان "من غير المقبول وغير اللائق أن يواصل مسؤولون إيرانيون في مناصب مختلفة استهداف بلدنا بتصريحاتهم على الرغم من أن سياستنا الخارجية القائمة على المبادئ معروفة للجميع". وأضافت "الجميع يعرفون من المسؤول في سوريا وخارجها عن المأساة الإنسانية التي سببها النظام السوري. وسيحاسبهم التاريخ والضمير الإنساني."
كلينتون تحذر من إرسال عملاء أو إرهابيين
وفي سياق متصل، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الثلاثاء إنه لا يجب السماح بأن تنزلق الأزمة في سوريا إلى حرب طائفية وحذرت من إرسال "عملاء أو مقاتلين إرهابيين" للانضمام إلى الصراع. وأضافت في مؤتمر صحفي في بريتوريا عاصمة جنوب إفريقيا "يجب أن نبعث بإشارات واضحة جدا بشأن تجنب حرب طائفية. من يحاولون استغلال الوضع بإرسال عملاء أو مقاتلين إرهابيين يجب أن يدركوا أنه لن يتم التسامح مع هذا الأمر".
ولم تعط كلينتون تفاصيل بشأن إشارتها إلى "عملاء أو مقاتلين إرهابيين" ولم تسم أي بلد أو جماعة. لكن الحرب المتصاعدة في سوريا أدت إلى تقسيم المنطقة على نحو مطرد على أساس طائفي، إذ تدعم تركيا ودول الخليج مقاتلي المعارضة في مواجهة حكومة الأسد المدعومة من إيران وحزب الله اللبناني.
وشددت كلينتون على أنه يجب على المجتمع الدولي تصعيد العمل بشأن التخطيط لسوريا ما بعد الأسد. وأضافت "يجب أن نحدد وسائل للإسراع باليوم الذي تنتهي فيه إراقة الدماء ويبدأ الانتقال السياسي... يجب أن نتأكد تماما أن تبقى مؤسسات الدولة سليمة".
(م.س / د ب أ، رويترز، أ ف ب)
مراجعة: أحمد حسو