اليهود الليبراليون يقارعون اللوبي الإسرائيلي في واشنطن
٢٣ مارس ٢٠١٠العمل السياسي الممارس لصالح طرف ما أصبح جزءا من النشاط اليومي في العاصمة الأميركية واشنطن، وهو نشاط أميركي متجذِّر ويحميه الدستور أيضا. لكن تعبير "اللوبي الإسرائيلي" اتسم في الفترة الأخيرة بطعم مزعج سببه صدور كتاب يحمل ذات العنوان وكشف فيه كاتباه جون ميرسهايمر وشتيفن والت عن أن نفوذ مجموعات اللوبي الإسرائيلي، وبشكل أخص منظمة "أيباك" ـ وهي الأحرف الأولى لاسم "لجنة النشاط العام الأميركي ـ الإسرائيلي" ـ كبير إلى درجة أن أي مناقشة نقدية لسياسة إسرائيل في الولايات المتحدة أصبحت غير مطروحة. ويعتقد الكاتبان بأن هذا الأمر لا يمكن أن يصبَّ في مصلحة إسرائيل.
"أي سياسي يريد الصعود بحاجة إلى دعم اللوبي الإسرائيلي"
وتأسست "أيباك" في خمسينات القرن الماضي وتضم حاليا 100 ألف عضو حسب بيانات المنظمة التي تحدِّد مهمتها بالدفاع عن أمن إسرائيل، والسهر على عدم تراخي الدعم الأميركي لها. وتقول المنظمة إنها تقدِّم سنويا نحو 100 مشروع قانون أو نشاط سياسي لهما رابط بالعلاقات الأميركية ـ الإسرائيلية. أما ميرسهايمر ووالت فيصفان الأمر بصورة أشدّ ويشيران إلى أن أي سياسي أميركي، وبغض النظر عن انتمائه الحزبي، غير قادر على أن يصبح شيئا ما إذا لم يحصل على دعم من اللوبي الإسرائيلي.
وحتى الحكومة الأميركية تجهد للحصول على رضى "أيباك". ففي عام 2009 تحدث نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في المؤتمر السنوي للمنظمة، وفي العام الجاري مثَّلت الحكومة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون.
منظمة "جي ستريت" تسعى لتحقيق التساوي مع الفلسطينيين
ويواجه النفوذ الكبير الذي تتمتع به "أيباك"وموقفها الأحادي الجانب الانتقاد في الولايات المتحدة حتى من الكثيرين من أصدقاء إسرائيل. ولذلك تم تأسيس منظمة "جي ستريت" قبل سنتين، ويحمل الإسم تلميحا إلى "كاي ستريت"، وهو شارع اللوبيين في واشنطن فيما لا يوجد شارع يحمل حرف "جي". ويريد يهود يساريون وليبراليون وأصدقاء لإسرائيل لا يرتاحون إلى المنظمات الأخرى السير في هذه المنظمة التي تسعى إلى تحقيق التساوي مع الفلسطينيين. وهم يؤكدون بأنهم لا يشكِّلون معارضة، وإنما يكمِّلون "أيباك"، لكن الاختلاف الحاسم بينهما يتمثَّل في أن المنظمة الجديدة تؤيد علنا أن تناقض الحكومة الأميركية إسرائيل إذا كانت تعتقد أن ذلك يصبّ في مصلحة الدولة العبرية.
بايدن: الصديق فقط قادر على قول الحقيقة المزعجة
وعلى كامل صفحة من جريدة "نيويورك تايمز" (عدد 22/3/2010) جاء في إعلان كبير أن على إسرائيل أن لا تسمح بعد الآن لمستوطنيها المتطرفين بتعريض الصداقة مع الولايات المتحدة إلى الخطر.
وقبل أسبوع من ذلك دعمت "جي ستريت" حملة لجمع التواقيع تأييدا لنائب الرئيس جو بايدن الذي أوضح التوتر الحاصل في العلاقات بين الحكومتين الأميركية والإسرائيلية بالقول "إن الصديق فقط قادر في بعض الأحيان على قول الحقيقة المزعجة".
ومعروف أن مؤسس "جي ستريت" جيريمي بن ـ امي كان مستشارا للرئيس الأسبق بيل كلينتون على مدى سنوات. ولذلك أرسلت حكومة أوباما ممثلا عالي المستوى إلى المؤتمر الأول للمنظمة الجديدة هو الجنرال جيمس جونز مستشار الأمن القومي. وحصد الأخير تصفيقا حماسيا عندما أعلن بأن حكومته ستتمثَّل في جميع نشاطات المنظمة لاحقا.
وقاطع المؤتمر السفير الإسرائيلي في واشنطن الذي رفض الدعوة الموجهة إليه على حدّ ما ذكرته "نيويورك تايمز". كما غاب عن المؤتمر نواب أميركيون سبق وأعلنوا دعمهم لمنظمة "جي ستريت".
الكاتبة: كريستينا برغمان/ اسكندر الديك
مراجعة: منى صالح