كلينتون تدعو إسرائيل لإنهاء صراع يهدد مستقبلها كدولة آمنة
٢٢ مارس ٢٠١٠قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون اليوم الاثنين بأن المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين يجب أن تكون جادة وموضوعية، وإن بناء مستوطنات إسرائيلية جديدة في القدس الشرقية والضفة الغربية يعرّض فرص إحراز تقدم للخطر.
وأضافت في كلمة أمام لجنة العلاقات العامة الأمريكية الإسرائيلية (ايبك)، وهي جماعة ضغط قوية موالية لإسرائيل إن "المستوطنات الجديدة في القدس الشرقية أو الضفة الغربية تقوض الثقة المتبادلة، وتعرض المحادثات غير المباشرة للخطر"، ووصفت كلينتون هذه المحادثات كخطوة أولى نحو المفاوضات الكاملة التي يحتاجها الجانبان. ورأت الوزيرة بأن قرارات الاستيطان تلحق الضرر بدور الوساطة الذي تقوم به الولايات المتحدة. وحذرت كلينتون من أن تفتح هذه القرارات مجالا قد يسعى آخرون إلى استغلاله.
كلينتون: خيارات "صعبة ولكن ضرورية"
من ناحية أخرى قالت كلينتون إن إسرائيل تواجه "خيارات صعبة لكنها ضرورية" على الطريق نحو السلام في الشرق الأوسط، لان الوضع القائم مع الفلسطينيين لن يدوم. وأضافت بأن تقدما نحو السلام "يتطلب ان تقوم كل الإطراف، بما فيها إسرائيل بهذه الخيارات"، مضيفة بأن من الأهمية بمكان قول الحقيقة للأصدقاء عندما يكون ذلك أمرا ضروريا.
وأكد خطاب كلينتون، الذي يأتي بعد خلاف بشأن إعلان إسرائيل عن خطط لبناء وحدات سكنية جديدة للمستوطنين هز العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، التزام إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما "الصلب" تجاه امن إسرائيل ومستقبلها، "بالنسبة إلى الرئيس اوباما ولي شخصيا ولكل الإدارة، فإن التزامنا بأمن إسرائيل ومستقبلها قوي"، قالت كلينتون وأضافت بأن "ضمان امن إسرائيل هو أكثر من موقف سياسي بالنسبة لي. انه التزام شخصي لن أتخلى عنه أبدا". وحثت إسرائيل على اتخاذ خطوات لإنهاء الصراع مع الفلسطينيين لأنه "يهدد مستقبل إسرائيل على المدى الطويل كدولة يهودية آمنة وديمقراطية".
ميتشل يدعو إلى ضبط النفس
ويأتي خطاب كلينتون في الوقت الذي يقوم فيه المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشل بزيارة لمنطقة الشرق الأوسط في محاولة لاستئناف المحادثات بين إسرائيل و الفلسطينيين. وحض ميتشل الاثنين الطرفين على ضبط النفس اثر الأحداث الأخيرة في الأراضي الفلسطينية بهدف المضي قدما نحو مفاوضات سلام غير مباشرة.
وقال ميتشل للصحافيين عقب لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمان ان "الرئيس عباس عبر عن قلقه حيال الأحداث الأخيرة بما فيها ما حدث في نابلس في الايام القليلة الماضية".
و اكد ميتشل الذي التقى عباس لنحو ساعة إن "اللقاء كان ايجابيا وبناء". مضيفا أن اللقاءات بينهما ستستمر في الأيام القليلة المقبلة "بهدف وضع الشروط التي تجعل من الممكن البدء بمفاوضات غير مباشرة والمضي قدما نحو تحقيق السلام والازدهار للجميع". وأعرب ميتشل عن أمله بان "تقود هذه المحادثات إلى مفاوضات مباشرة تفضي إلى اتفاق يطلق عملية السلام الشامل في الشرق الأوسط ويؤدي إلى دولتين وشعبين يعيشان جنبا إلى جنب".
الاتحاد الأوروبي يبحث في عملية السلام
و في هذه الأثناء يلتقي وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل اليوم لتدارس طرق الضغط على الإسرائيليين والفلسطينيين للدخول في مفاوضات غير مباشرة، وذلك وسط مخاوف حول مستقبل عملية السلام. وقالت كاثرين أِشتون الممثلة العليا للسياسات الخارجية للاتحاد الأوروبي بعد عودتها من الجولة الرسمية الأولى لها في الشرق الاوسط :"سنبحث الكثير من الأمور ، من بينها كيفية الضغط لتحريك المفاوضات عن قرب" مضيفة أنه "يتعين وقف بناء المستوطنات".
و يبدو أن الخلافات لا تزال قائمة بين وزراء الاتحاد حول كيفية ممارسة المزيد من الضغط على أطراف الصراع. غير أن المراقبين يستبعدون لجوء الاتحاد الذي يعد أكبر شريك تجاري لإسرائيل إلى فرض عقوبات تجارية عليها. كما سيجري وزراء الخارجية اليوم محادثات مع توني بلير ممثل اللجنة الرباعية الدولية الخاصة بالشرق الأوسط، والتي تضم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة وروسيا.
(ي ب / ا ف ب / رويترز/ د ب ا)
مراجعة: ابراهيم محمد