عباس: "لا مفاوضات من دون وقف كامل للاستيطان"
٢١ نوفمبر ٢٠١٠شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على ضرورة أن يكون وقف الاستيطان شاملا لجميع الأراضي الفلسطينية، وشدد أيضا على رفض السلطة الفلسطينية وقف الاستيطان إذا لم يتضمن القدس الشرقية. وقال عباس عقب لقائه الرئيس المصري حسني مبارك بالقاهرة، إنهما بحثا قضيتين، الأولى تتعلق بإمكانية استئناف المفاوضات المباشرة، والثانية تتعلق بتطورات الحوار الفلسطيني - الفلسطيني.
وفيما يتعلق بالمفاوضات المباشرة أوضح عباس أنه حتى الآن لم يصل إلى الجانب الفلسطيني أو الإسرائيلي أي مقترحات رسمية من الإدارة الأمريكية حتى يمكن التعليق عليها، مشيرا إلى أن بعض التقارير الصحافية تناولت صفقة يتردد إبرامها بين الإدارة الأمريكية وإسرائيل وتتضمن تزويد إسرائيل بمعدات عسكرية متطورة مقابل تمديد وقف الاستيطان لفترة محدودة. وقال عباس إنه أكد للجانب الأمريكي أنه "لا علاقة للفلسطينيين بهذه الصفقة المزمعة، لأن تلك الصفقة تدخل في إطار العلاقات الإستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل"، مؤكدا رفض الجانب الفلسطيني الربط بين هذه الصفقة وبين استئناف المفاوضات.
قضايا الحدود والأمن على رأس أولويات السلطة الفلسطينية
وأضاف عباس أن الفلسطينيين أوضحوا موقفهم المتمثل بأنه لابد من التركيز على قضيتي الحدود والأمن في حالة استئناف المفاوضات المباشرة، مشددا على رفض السلطة الوطنية الفلسطينية استئناف أي مفاوضات مباشرة في حالة استمرار إسرائيل في أنشطتها الاستيطانية.
وحول ما إذا كان هناك إطار زمني تضعه السلطة الفلسطينية لاستئناف المفاوضات المباشرة قبل اللجوء إلى مجلس الأمن، قال عباس إن "لدينا سبعة خيارات أولها المفاوضات المباشرة، ولابد أن نعطي هذا الخيار الوقت الكافي، وإذا فشلنا فإن الخيارات الأخرى ستأتي فيما بعد متتابعة زمنيا". كما أشار إلى أن الجانب الفلسطيني ما زال ينتظر الرد الأمريكي الرسمي، الذي من المتوقع أن يصدر في أقرب فرصة، وفى هذه الحالة ستتم مناقشته أولا على المستوى الفلسطيني، ثم التوجه إلى لجنة المتابعة العربية لبحث الموقف.
وفضلا عن ذلك أشار عباس إلى أن مباحثاته مع الرئيس مبارك تناولت أيضا المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية، ونتائج جولة الحوار الفلسطيني في دمشق، موضحا أنه حتى الآن لم يتم التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس، حيث"تراجعوا عن بعض مواقفهم التي كانوا قد وافقوا عليها في بداية الحوار في الجولة قبل الأخيرة بدمشق". غير أنه أكد أنه "رغم هذا التراجع من حركة حماس إلا أننا سنواصل الحوار مع حماس على كل المستويات حتى نستعيد الوحدة الوطنية الفلسطينية".
خيارات فلسطينية بالتنسيق مع الجامعة العربية
وحول وجود أمل في عملية السلام برمتها رغم الصعوبات التي تواجهها حاليا، قال عباس :"نحن نحافظ على الأمل إلى أن نصل إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، ونحن نعلم أن هناك صعوبات بالغة بسبب الموقف الإسرائيلي، فما وصلنا إليه من حوار لا يوحي بشيء، لكننا نقول إنه إذا حدث حوار رسمي فسوف نجرب ونعمل كل ما باستطاعتنا من أجل الوصول إلى النتيجة التي تفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وحل كل قضايا المرحلة النهائية الست، بالإضافة إلى قضية الأسرى على حد تعبيره.
القضايا التي تشغل الجانب الفلسطيني"
وكان عباس التقى الليلة الماضية في القاهرة عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية. وعقب اللقاء أوضح موسى أنه اتفق مع عباس على الخطوات، التي يجب اتخاذها فور إعلان الإدارة الأمريكية عن تفاصيل صفقتها مع إسرائيل. يذكر أنه في لقاء عقد في الحادي عشر من تشرين الثاني/نوفمبر مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، وافق نتانياهو على أن يعرض على حكومته تجميدا جديد للبناء في المستوطنات مدته تسعين يوما مقابل عرض أميركي سخي يتضمن إجراءات دعم أمنية ودبلوماسية. وتنص تلك الإجراءات على أن تسلم واشنطن إسرائيل عشرين طائرة مقاتلة إضافية لتحريك مفاوضات السلام المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين التي استؤنفت مطلع أيلول/سبتمبر لكنها تعثرت بعد ثلاثة أسابيع مع استئناف الاستيطان في الضفة الغربية بعد تجميد جزئي ومؤقت لعشرة أشهر.
تظاهرة جديدة في القدس ضد تجميد الاستيطان
وفي سياق متصل تظاهر ألاف المستوطنين اليهود اليوم في القدس أمام مكتب رئيس الوزراء نتانياهو احتجاجا على احتمال تجميد البناء في المستوطنات لثلاثة أخرى في الضفة الغربية. وبالتزامن مع التظاهرة أعلنت المجالس البلدية في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) إضرابا لمدة 24 ساعة الأحد لممارسة الضغط على نتانياهو. كما أعلن قادة المستوطنين أن هذه التظاهرة تعد احتجاجا "تحذيريا" ضد قبول تجميد بناء المستوطنات.
(ل. م / د ب ا، أ.ف.ب)
مراجعة: طارق أنكاي