"يورو 2008": لاعبون أوروبيون من أصول أجنبية
١٧ يونيو ٢٠٠٨باتت ظاهرة استقطاب وتجنيس لاعبي كرة قدم أجانب في أوروبا أمراً طبيعياً ومقبولاً، طالما وأن الهدف من ذلك هو إحراز كأس أوروبية أو عالمية. وتعتبر البرازيل الدولة المصدرة الأولى للاعبي كرة القدم إلى أوروبا، فأغلب المنتخبات الأوروبية تضم في صفوفها لاعبين كانوا يحملون الجنسية البرازيلية في يوم ما. ولعل من المفارقة أن أحد السياسيين البولنديين وهو ميروسلاف اورزيشوفسكي طالب بسحب الجنسية البولندية من اللاعبين الذين يلعبون تحت علم بلد أخر غير بولندا، في إشارة إلى لاعبي المنتخب الألماني البولنديين الأصل ميروسلاف كلوزة صانع هدفي ألمانيا ضد بولندا ولوكاس بودولسكي الذي سجل هدفي الفوز في الدقيقتين 20 و72 ليمنحا بلديهما "الجديد" الفوز بهدفين نظيفين على وطنهما "القديم". علماً أن بولندا كانت قد منحت البرازيلي روجر جيريرو الجنسية البولندية حتى يتمكن من المشاركة في يورو 2008، على الرغم من أنه سافر إلى بولندا في عام 2006.
بصمة برازيلية على ملاعب كرة القدم الأوروبية
البرازيلي اورليو بريتو دوس برازيريس لاعب فلامنجو السابق والمعروف حالياً بمحمد اورليو ترك بلده الأصلي واختار اللعب تحت لواء العلم التركي. وكذلك هناك 4 لاعبين من مواليد البرازيل يشاركون في يورو 2008 وهم ديكو وبيبي (البرتغال) وكيفين كوراني (ألمانيا) وماركوس سيينا (أسبانيا). فيما غاب البرازيلي أماوري مهاجم جوفنتوس الإيطالي عن يورو 2008 حيث أكد أنه كان يتطلع للحصول على جواز سفر إيطالي. وصرح أماوري لوسائل الإعلام الإيطالية الأسبوع الحالي قائلا "إذا كنت قد حصلت على جواز سفر قبل شهرين، ربما كان (المدير الفني روبرتو) دونادوني سيصطحبني إلى النمسا وسويسرا (الدولتان المستضيفتان ليورو 2008) . أريد أن أسافر إلى جنوب أفريقيا (التي تستضيف نهائيات كأس العالم 2010). أنا و(لوكا) توني سوياً لن نكون سيئين على الإطلاق".
القارة السوداء ترفد كرة القدم الأوروبية على الدوام
وتعد القارة الإفريقية بدورها أهم مورد للاعبين ليس فقط بالنسبة للمنتخب الفرنسي، الذي اعتاد على الاعتماد على اللاعبين الأفارقة في تدعيم صفوف الفريق، ولكن أيضا للعديد من الدول الأخرى التي ضمت لاعبين أفارقة في صفوف منتخباتها. ويشارك في صفوف المنتخب الفرنسي من اللاعبين الأفارقة باتريس إيفرا (المولود في السنغال) وستيف مانداندا (المولود في الكونغو) وجين آلان بوسمونج (المولود في الكاميرون) وباتريك فييرا (المولود في السنغال) وكلود ماكاليلي (المولود في الكونغو). ورغم أن ديفيد أودونكور لاعب المنتخب الألماني لم يولد في غانا ولكن ينحدر والده من أصول غانية بينما ولد المدافع السويسري يوهان ديورو في العاصمة الإيفوارية أبيدجان. ويشارك لاعب أخر في صفوف المنتخب السويسري ينحدر من أصول أفريقية وهو جيلسون فيرنانديز من الرأس الأخضر (كاب فيردي).
لاعبون من أوروبا الشرقية
وإلى جانب البرازيل والقارة الأفريقية تعتمد العديد من دول أوروبا على لاعبين من مواليد بلد أوروبية شرقية أخرى مثل النمساويين إيفيكا فاستيك (المولود في سبليت) وجيورجي جاريسس (المولود في المجر) بينما يشارك إلدين ياكوبوفيتش (المولود في البوسنة والهرسك) مع المنتخب السويسري. وفضل العديد من لاعبي شرق أوروبا المشاركة مع البلدان التي تنحدر منها أصولهم وليس الدول التي ولدوا بها، والعديد منهم أطفال لأسر استقرت في أوروبا الغربية من أجل حياة أفضل. ويشارك إيفان راكيتيتش (المولود في سويسرا) مع المنتخب الكرواتي الذي يعتمد أيضا على جهود نيكو وروبرت كوفاكتش وإيفان كلاسنيتش من مواليد ألمانيا. فيما يلعب التركي هاكان ياكين بين صفوف المنتخب السويسري.
اللاعبون الأجانب في صفوف المنتخب الألماني
تضم تشكيلة الفريق الألماني المشاركة حالياً في يورو 2008 ثمانية لاعبين من جذور غير ألمانية، واللافت للنظر أن كل هدافي المنتخب الخمسة ليسوا من أصول ألمانية. فإلى جانب ميروسلاف كلوزة ولوكاس بودولسكي هناك أيضاً بيوتر تروخوفسكي وتيم بوروفسكي اللذان ينحدران من أصول بولندية. اللاعب أوليفر نوفيل مولود في سويسرا من أم إيطالية. وكذا اللاعب ماريو غوميس من أب إسباني، واللاعب دافيد أودونكور من أب غاني. وقد أشادت في وقت سابق المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بهذه الفسيفساء، معتبرةً إياها مثالاً صارخاً على نجاح اندماج الأجانب في المجتمع الألماني.