وقف إطلاق النار بعيد المنال.. باريس تجمع مليار دولار للبنان
٢٤ أكتوبر ٢٠٢٤اجتمع نحو 70 وفدا حكوميا و15 منظمة دولية في باريس، الخميس (24 أكتوبر/تشرين الأول 2024)، في مؤتمر دولي لمساعدة لبنان، لكن الحضور الأمريكي منخفض المستوى واقتراب انتخابات الرئاسة الأمريكية بددا آمال وقف القتال سريعا.
وناشد نجيب ميقاتي، رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، العالم في باريس دعم جيش بلاده الذي سيساعد في التوصل إلى أي اتفاق لوقف إطلاق النار.
وقال جان نويل بارو، وزير الخارجية الفرنسي، في مؤتمر صحفي: "الرسالة (لإسرائيل) بسيطة: أوقفوا إطلاق النار!"، مكررا أن المقترح الفرنسي الأمريكي لتطبيق هدنة مؤقتة لا يزال مطروحا على الطاولة.
وأضاف بارو أنه تم جمع ما يزيد على 800 مليون دولار، منها 300 مليون من واشنطن، لتقديم يد المساعدة بالأساس لما يصل إلى مليون نازح بالأغذية والرعاية الصحية والتعليم.
وسيجري منح 200 مليون أخرى للجيش اللبناني، الذي يعد ضامن الاستقرار الداخلي والضروري أيضا لتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة رقم 1701 لعام 2006 الذي يدعو إلى أن يكون جنوب لبنان خاليا من أي قوات أو أسلحة غير تلك التابعة للدولة اللبنانية.
ولفرنسا علاقات تاريخية مع لبنان وتعمل مع واشنطن في محاولة للتوصل لوقف إطلاق النار، إلا أن الحليفين مختلفان بشأن النهج المتعلق بالقرار 1701. وبعد رفض إسرائيل خطة لوقف إطلاق النار لمدة 21 يوما في سبتمبر/أيلول، أصبح نفوذ باريس محدودا منذ أن شنت إسرائيل هجوما واسع النطاق على جماعة حزب الله المدعومة من إيران.
وتعتبر دول عديدة حزب الله، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية من بينها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كمنظمة إرهابية.
وقال نجيب ميقاتي للوفود "العاصفة التي نشهدها حاليا ليست كغيرها، لأنها تحمل بذور الدمار الشامل، ليس لوطننا فحسب، بل للقيم الإنسانية جمعاء أيضا".
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في افتتاح المؤتمر إنه يتعين عدم العودة إلى دوائر العنف السابقة. وأضاف "لن يؤدي مزيد من الدمار والضحايا والهجمات إلى التمكين من إنهاء الإرهاب أو ضمان أمن الجميع". وعلى الرغم من الدعوات المتكررة لوقف إطلاق النار، لم تظهر أي مؤشرات اليوم على تراجع حدة الصراع.
ولم يحضر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مؤتمر باريس وبدا أنه لم يحرز تقدما يُذكر خلال جولة في الشرق الأوسط، في محاولة أخيرة لوقف إطلاق النار قبل الانتخابات الأمريكية التي ستجري الشهر المقبل، بينما أرسلت السعودية، المترددة في الانخراط في الشأن اللبناني، وكيل وزارة لحضور الاجتماع.
دعم قوات الأمم المتحدة والجيش اللبناني
لم يُطبق قرار مجلس الأمن الدولي بشكل كامل قط ولا يملك الجيش اللبناني ثقلا حقيقيا ليؤدي دوره في جنوب البلاد وسط فراغ في السلطة السياسية مستمر منذ عامين وانهيار الاقتصاد.
وقال مصدر دبلوماسي إيطالي إنّ "الهدف النهائي هو تجنيد وتدريب وتسليح ستة آلاف وحدة جديدة في القوات المسلحة اللبنانية"، مضيفا أن روما سترتب قريبا مؤتمرا خاصا بها يركز على تلك النقطة.
ولإيطاليا نحو ألف جندي يشاركون في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) التي يقدر عدد أفرادها بنحو عشرة آلاف. ويقول دبلوماسيون إن تلك القوة ستحتاج إلى تقويتها أكثر بمجرد التوصل لوقف إطلاق النار.
من جانبه قال جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي: "دعونا لا نعيد اختراع العجلة. علينا إنجاح ذلك"، مضيفا أن تعديل التفويض سيتطلب تصويتا جديدا في مجلس الأمن الدولي. وذكر بوريل أن هناك نطاقا لزيادة عدد قوات اليونيفيل إلى 15 ألفا بموجب الاختصاص الحالي.
في المقابل قال وزير الخارجية الفرنسي بارو "الهدف في هذه المرة هو إيجاد الظروف التي تضمن دوام تطبيق القرار 1701 ليعود السلام إلى كلا الجانبين"، وهو شيء قوله أسهل من فعله.
بيد أنّ دبلوماسيين اثنين قالا إن مندوب واشنطن أنحى باللائمة بشكل مباشر على جماعة حزب الله حينما خاطب الوفود، قائلا إن الوقت حان لنزع سلاح حزب الله، مما يبرز الاختلافات في النهج بين باريس وواشنطن.
وتنتقد دول أوروبية وعربية عدم دعوة واشنطن إلى وقف فوري لإطلاق النار وتخشى ألا تغير الإدارة موقفها قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني.
وقال دبلوماسي من الشرق الأوسط "تريد فرنسا وقف إطلاق النار وتعتقد أن حزب الله لن يتم القضاء عليه". وأضاف "تريد الولايات المتحدة تدمير حزب الله وتشجع الإسرائيليين على المضي قدما".
ف.ي/أ.ح/ م.ع.ح (د ب ا، ا.ف.ب، رويترز)