وفاة باول شبيغل رئيس المجلس الأعلى لليهود في ألمانيا

أعلن المجلس الأعلى لليهود في ألمانيا اليوم، 30 نيسان/أبريل 2006، أن رئيسه باول شبيغل قد وافته المنية صباح اليوم في دوسلدورف. وكان باول شبيغل قد عاني في مطلع شهر شباط/فبراير 2006 من أزمة قلبية تم على اثرها ادخاله في غيبوبة اصطناعية فاق منها في مطلع شهر نيسان/أبريل 2006. وكان باول شبيغل يعد الممثل الأعلى لأكثر من مائة ألف مواطن يهودي في ألمانيا، وذلك من خلال منصبه كرئيس للمجلس الأعلى لليهود في ألمانيا منذ عام 2000 خلفاً لايغناتس بوبيس.

ذكريات أليمة

وكانت حياة شبيغل مرتبطة بالآلام والذكريات القاسية كما هو الحال لدى الغالبية العظمى من اليهود الألمان. ولد باول شبيغل في الـ 31 كانون الأول/ديسمبر 1937 في مدينة فارندروف بغرب ألمانيا. وفي عام 1939 فر مع عائلته إلى بلجيكا بسبب ملاحقة النازيين. واختبئ الطفل باول عند أحد الفلاحين بالقرب من نامور حتى نهاية الحرب العالمية الثانية. أما والده فكان معتقلاً في معسكرات الابادة الجماعية في بوخنفالد واوشفيتس وداخاو، إلا أنه نجا من الموت بعد انتهاء الحرب. لكن روزا، أخت باول شبيغل الكبرى، كان مصيرها مختلفاً فقد اختفى كل اثر لها بعد أن اقتاداها النازيون إلى معسكر الإبادة في بيرغين - بيلسين.

.

خدمة الطائفة اليهودية

وكما فعل أبوه من قبل كرس باول شبيغل حياته لخدمة الطائفة اليهودية في ألمانيا. فبعد انهاء دراسته الثانوية عمل لعدة باول شبيغل سنوات بالصحافة في إحدى الجرائد اليهودية في ألمانيا. وفي عام 1986 قام بإفتتاح وكالة فنية في دوسلدورف. ومنذ الصغر كان شبيغل من الناشطين في المنظمات اليهودية في ألمانيا، فلقد كان عضواً بارزاً عام 1967 في الجالية اليهودية بدوسلدورف، الذي تولى رئاستها عام 1984. وفي عام 1993 تم انتخابه كنائب لرئيس المجلس الأعلى لليهود في ألمانيا، والذي يعد أكبر هيئة دينية وسياسية ألمانية تمثل المواطنين اليهود، الذين يزيد عددهم عن 100 ألف مواطناً. وبعد وفاة الرئيس السابق للمجلس بوبيس عام 1999 تم انتخاب شبيغيل عام 2000 كخليفة له.

مشيد جسور التسامح

وخلال توليه مهام منصبه حذر شبيغل باستمرار من مغبة تصاعد قوة الحركات اليمينة والمعادية للسامية والعنف في المجتمع الألماني. ولم يكن باول شبيغل من المحذرين من التوجهات المعادية للسامية وممن كفاحوا من أجل ترسيخ قيم الديمقراطية في المجتمع الألماني فحسب، بل كان أيضاً مشيدأ لجسوار التسامح والحوار مع غير اليهود. ومن أهم انجازات شبيغل توقيع "اتفاق دولة" مع الحكومة الألمانية عام 2003. ويقضي هذا الاتفاق بتخصيص الحكومة الألمانية مبلغ 3 مليون يورو سنوياً كمعونة مالية للطائفة اليهودية. وشهدت فترة رئاسة شبيغل للمجلس مشاركة رئيس إسرائيلي للمرة الأولى في حفل افتتاح كنيس يهودي على الأراضي الألمانية. وكانت تصريحات ومنشورات السياسي الراحل يورغن موليمان من الحزب الديمقراطي الحر، الذي أظهر فيها العداء تجاه إسرائيل، مصدر ألم واسنياء شبيغل.

وكان باول شبيغل متزوجاً وأباً لابنتين.

دويتشه فيله + وكالات