وصول شحنة نفايات نووية إلى ألمانيا وسط احتجاجات صاخبة
١١ نوفمبر ٢٠٠٨
عاد الجدل حول طرق التخلص من مخلفات الطاقة النووية إلى ألمانيا، بعد أن عطلت مظاهرات عنيفة وصول نفايات نووية إلى مستودع ألماني لدفن النفايات النووية لساعات طويلة. وكانت الشرطة قد بدأت بعد ظهر أمس الاثنين 10 نوفمبر/تشرين الثاني في إبعاد نحو ألف متظاهر نصبوا مخيماً على الطريق خارج منشأة النفايات النووية في جورلبين، بولاية سكسونيا السفلى، وسدوا الطريق إليه منذ يوم السبت الماضي، متسببين بذلك في تأخير كبير في وصول شحنة النفايات النووية.
ومن جانبه، طالب ماركوس سودر، وزير البيئة في ولاية بافاريا، باتخاذ القرار بأن تكون منشأة جورلبين مخزناً نهائياً للنفايات النووية. وأكد سودر في مقابلة مع جريدة برلينر تسايتنونج أنه ليس هناك سبباً علمياً لتأخير قرار جعل جورلبين مخزن نهائي للنفايات، لأنها المكان المناسب على حد قوله. وأضاف: "ليس هناك سبباً للتأجيل المستمر من جانب وزير البيئة الألماني زيجمار جابريل، حيث أن تقرير علمي صدر مؤخراً من المدرسة الاتحادية لعلوم الجيولوجيا والمواد الخام أثبت أن جورلبين موقع مناسب لهذا الغرض، كما أن إنشاءه تكلف 1.5 مليار يورو، مما يعني أن تغيير هذا الموقع ليس مجدياً من الناحيتين البيئية والاقتصادية".
ولاية سكسونيا السفلى تطالب باقتراح بدائل
أما هانز هاينبريش ساندر، وزير البيئة في ولاية سكسونيا السفلى، فقد طالب جابريل باقتراح بدائل للتخلص من النفايات النووية، وأضاف في مقابلة مع جريدة هانوفريشه ألجيماينن تسايتونج، أن نقل النفايات بهذه الطريقة ليس مناسبا لولاية سكسونيا السفلى ولا لسكانها. وطالب ساندر الحكومة الألمانية باتخاذ خطوات واضحة لحل إشكالية نقل النفايات النووية والتخلص منها. من ناحية أخرى، اعترض وزير الداخلية في ولاية سكسونيا السفلى، أوفه شونيمان، على تحمل ولايته وحدها مهمة تأمين الطريق أمام الشحنة التي تحمل النفايات، مؤكداً أن الأمر تكلف أكثر مما كان متوقعاً، نتيجة المظاهرات العنيفة التي اضطر رجال الشرطة لمواجهتها. وأضاف شونيمان في حوار مع الجريدة نفسها، أن مهمة حماية نقل الشحنات يجب أن تقع على كافة الولايات.
المظاهرات تؤخر وصول شحنة المخلفات النووية
وكانت رحلة الشحنة القادمة من فرنسا قد تأخرت طويلاً بسبب المظاهرات التي نظمتها الحركة المناهضة للطاقة النووية. وبدأ القطار رحلته من فرنسا إلى ألمانيا يوم الجمعة الماضي، لكنه تأخر نحو 13 ساعة بعد أن ثبت ثلاثة محتجين أنفسهم على قضبان القطار على الحدود الفرنسية الألمانية يوم السبت. ووصل القطار إلى بلدة داننبرج صباح أمس الاثنين، لتكمل الشحنة طريقها على ناقلات خاصة إلى المنشأة النووية تحت حماية الشرطة. وأقام المحتجون متاريس في محاولة لمنع نقل النفايات النووية إلى المنشأة الخاصة بتخزينها، ونام الكثير منهم على الطريق كما أقاموا الخيمات مما عطل المرور على الطريق. كذلك تظاهر مئات المعارضين للطاقة النووية صباح أمس الاثنين على الطريق المؤدي للمستودع المذكور الذي يراه المسئولون الألمان حتى الآن محطة مؤقتة وغير نهائية للنفايات المشعة، وتراص المتظاهرون جلوسا بالقرب من مدخل المستودع.
الجدل مستمر حول مدى خطورة دفن نفايات الطاقة النووية
ورأى توماس أوبرروت، رئيس قوة الشرطة المكلفة بتأمين الشحنة أن المشاركين في هذه الاحتجاجات يميلون للعنف بشكل كبير وقال إن ثلاثة منهم نجحوا في اعتلاء القطار الذي يحمل شحنة الحاويات أثناء سيره، مما أخر نقلها لعدة ساعات. وأضاف أوبرروت أن هذا التصرف يمثل خطرا كبيرا وأن عدد العمليات التي ينفذها المحتجون لعرقلة وصول النفايات النووية إلى محطتها المؤقتة أكثر بكثير منها عام 2006 . وردا على أي خطر محتمل من وراء هذه الحاويات، أكد أوبرروت أن نسبة الإشعاع المنبعث من الحاويات "ضئيلة جدا" وأن تأثيرها معدوم على بعد 5.6 متر من الحاويات. أضاف أن الاقتراب كثيرا من هذه الحاويات لمدة أكثر من ثلاثة ساعات ونصف يمثل خطرا على الشخص المقترب.
لكن منظمة السلام الأخضر "جرينبيس" كانت قد انتقدت ما وصفته بخطر إشعاعي أكبر مما يدعيه المسئولون الألمان. وقال نشطاء بالمنظمة إن الحاويات الجديدة المصنعة في فرنسا تسمح بنسبة إشعاع أكبر من الحاويات التي كانت مستخدمة من قبل. ومن جانبها، تسعى الحركة المناهضة للطاقة النووية إلى الإغلاق الفوري لكافة محطات الطاقة النووية، وهي تعتقد أن نقل النفايات النووية وتخزينها إجراء غير آمن. وكانت هذه المشكلة قد أثارت موجة من الجدل بعد أن تكشف أن منجما آخر للملح يستخدم للنفايات قد تسبب في حدوث تسريبات وتصدعات.