وساطة أوباما بين إسرائيل وتركيا: نجاح ديبلوماسي أم دعاية إعلامية؟
٢٥ مارس ٢٠١٣سلطت الصحف الألمانية الضوء على الاعتذار الذي تقدمت به إسرائيل إلى تركيا، بسبب الأزمة الدبلوماسية التي نجمت عن مقتل الناشطين الأتراك في هجوم فرق خاصة إسرائيلية على أسطول المساعدات الإنسانية الذي كان يريد كسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة في مايو/ آيار/ 2010.
وفيما اعتبرت بعض هذه الصحف أن هذا الاعتذار، الذي لعب فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما دور الوساطة، بمثابة قرار تاريخي سيخرج إسرائيل من عزلتها في المنطقة، رأت أخرى أن هذا التقارب الإسرائيلي التركي، قد بدأ منذ أسابيع ووساطة أوباما لا تكاد تخرج عن نطاق الدعاية الإعلامية. بينما لفتت صحف أخرى الانتباه على ضوء هذا الحدث إلى أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لم يعد يحظى بالأولوية في المنطقة.
ونبدأ هذه الجولة مع صحيفة برلينر تسايتونغ التي أشادت بالتقارب بين إسرائيل وتركيا. إذ وصفت الصحيفة البرلينية الإعتذار الإسرائيلي لتركيا بأنه "كان خطوة تاريخية بالنسبة لإسرائيل التي تعتذر لأول مرة، على الإطلاق، على عمل عسكري" (...). وتابعت تقول بخصوص إيجابياتهذه الخطوة :"سيكون بمقدور إسرائيل التغلب على عزلتها المتزايدة في المنطقة، وكسب الثقة في ظل تهديدات البرنامج النووي الإيراني والحرب الأهلية في سوريا".
دي فيلت: يجب على تركيا التحرك هي الأخرى
وفي المقابل، طالبت صحيفة دي فيلت اليومية من الجانب التركي التجاوب إيجابيا مع الاعتذار الإسرائيلي، وكتبت تقول: "انتظر الأمريكيون وقتا طويلا ليقرروا مواجهة خطاب الكراهية لأوردوغان المعادي لإسرائيل. والسؤال الحاسم الآن هو ما إذا كان اعتذار إسرائيل واستعدادها لتعويض عائلات الضحايا سيقابله استعداد مماثل من الجانب التركي لتصحيح مسار السنوات الماضية بشكل دائم".
تاغس تسايتونغ تثمن الاعتذار الإسرائيلي
ومن جهتها أثنت صحيفة تاغستسايتونغ على الاعتذار الإسرائيلي، وقالت: "... وبذلك تتحمل إسرائيل قدرا كبيرا من المسؤولية في هذا التصعيد. وفي نفس الوقت تم تجاهل كل أولئك الذين ألقوا اللوم على الناشطين لوحدهم داخل وخارج إسرائيل".
وذكرت صحيفة لوبيكر ناخريشتن أن معالم التقارب بين إسرائيل وتركيا كانت قد لاحت منذ أسابيع في الأفق. وجاء في تعليق الصحيفة: " ظهرت منذ أسابيع ملامح العودة إلى التقارب بكل تأن بين إسرائيل وتركيا. وبذلك فإن دور الوساطة الذي قام به أوباما بدا وكأنه من باب الدعاية الإعلامية (...)". واعتبرت الصحيفة أن "العلاقات التركية الإسرائيلية لا تدخل ضمن المشاكل الأكثر سخونة في هذه المنطقة المضطربة".
لايبتسيغر فولكس تسايتونغ: تراجع أولوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
أما لايبتسيغر فولكس تسايتونغ فقد نوهت أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لم يعد يحظى بالأولوية. وجاء في تعليق الصحيفة: "الولايات المتحدة الأمريكية - على عكس ما حثت عليه كلمات أوباما الجادة - فقدت اهتمامها بالبحث عن حل سلمي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. فما كان يعتبر نواة الصراع في الشرق الأوسط أصبح موضوعا هامشيا". وتابعت الصحيفة: "سوريا وإيران ومصر هي القضايا الساخنة التي تشغل بال أوباما. هذا التحول في الأولويات يستوجب الآن التضحية بقيام دولة فلسطينية".
وأخيرا، اعتبرت صحيفة أوغسبورغر ألغماينه أن أوباما قد حقق نجاحا دبلوماسيا في إسرائيل. وعلقت الصحيفة قائلة: "على كل حال، تمكن أوباما بوده الكبير، من كسب إسرائيل. ما سيجعله يطمئن على جبهة دبلوماسية أخرى: فهو لن يخشى في الوقت الراهن الخطوات الأحادية الجانب لنتنياهو فيما يخص إيران".