غابرييل يشبه اختفاء خاشقجي بما كان يجري إبان الحرب الباردة
١٩ أكتوبر ٢٠١٨ما زل اختفاء الصحفي جمال خاشقجي في مبنى القنصلية السعودية بإسطنبول واقعة بلا أثر، فيما يفترض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه قد مات. ويرى وزير الخارجية الألمانية السابق، زيغمار غابرييل، أن هذا الوضع ينبغي أن لا يبقى دون رد فعل، متحدثاً بهذا الخصوص عن ضرورة تبني خط واضح تجاه السعودية مؤكداً أنه "لا يجوز للغرب، وبخاصة أوروبا أن تغض الطرف تحسباً من تهديدات دبلوماسية واقتصادية"، كما نقلت عنه صحيفة بيلد القول "نحن لسنا ضعفاء" .
ولفت كبير الدبلوماسية الألمانية السابق الأنظار إلى جسامة الموضوع الذي يكشف "كم هو مدمر أن تشعر السعودية بالأمان بسبب دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لدرجة أنها (المملكة) باتت تشعر بالامتنان (من ترامب لهذا الموقف)".
وكان ترامب قد كشف بعد مكالمة هاتفية مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان "أنّ هذا التطور يستدعي تدخلاً". وكان وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو قد أجرى محادثات يومي الثلاثاء والأربعاء في الرياض وأنقرة، كما التقى بولي العهد السعودي.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن غابرييل قوله "لدينا نحن الألمان خبرة بهذا النوع من العنف إبان أحلك أوقات الحرب الباردة، حيث كان جهاز أمن دولة ألمانيا الشرقية لا يتورع عن الخطف والقتل".
من جانبه طالب الحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي) بموقف دولي موحد، إذ "على ألمانيا ومجموعة الدول السبع، وطبقا لإعلانهم المشترك، مطالبة سفراء السعودية في بلدانهم بإجراء تحقيق شامل (في القضية)"، كما طالب نائب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب، غراف لامبسدورف، بامتناع الاقتصاد الألماني عن دعم مؤتمر مزمع عقده في المملكة العربية السعودية خلال الاسابيع المقبلة، ما لم تتضح قضية خاشقجي.
في السياق نفسه، انتقد حزب الخضر مشاركة ألمانيا في مؤتمر الرياض المنتظر، ودعا رئيس شركة سيمنس، جو كايزر، إلى إلغاء مشاركته في المؤتمر المذكور.
دوليا، نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف قوله إن روسيا لا يجدر بها أن تتدخل في الوضع حول الصحفي السعودي المفقود (جمال خاشقجي)، وإن موسكو تعول على حل هذه القضية في الإطار القانوني.
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد صرح أمس الخميس، أنه من الضروري انتظار نتائج التحقيق في اختفاء خاشقجي في تركيا، قبل تخريب العلاقات مع المملكة العربية السعودية.
م.م/ ع.ج (أ ف ب، د ب أ)