وزير العمل الألماني يطالب حكومة بلاده بالتدخل لإنقاذ شركة أوبل
٢١ مارس ٢٠٠٩
طالب وزير العمل الألماني أولاف شولتز حكومة بلاده بإنقاذ شركة أوبل الألمانية للسيارات، المملوكة لمجموعة جنرال موتورز الأمريكية المتعثرة. وقال الوزير في حديث تنشره صحيفة "بيلد آم زونتاج" في عددها الصادر غدا الأحد "إن التخلي عن أوبل وتركها تنهار سيعني فشل الحكومة الألمانية بشكل لن يمكن تبريره".
وأضاف أن أوبل شركة واعدة ولها فرص كبيرة في المستقبل وعلى الحكومة الألمانية ألا تخشى من شراء حصص فيها إذا تطلب الأمر. وأوضح: "يجب ألا تخشى الحكومة من اتخاذ مثل هذا القرار ولكن هذا لا يعني استمرار وضع المساعدة على المدى الطويل".
وحذر الوزير الألماني من عواقب ضياع الوقت دون التوصل إلى حل، وفي مقدمة تلك العواقب ـ في رأيه ـ اضطرار الاقتصاد الألماني لتحمل المزيد من الأعباء بالمليارات في حال إشهار أوبل إفلاسها. وأشار إلى تحمل الدولة في هذه الحالة لتكاليف معاشات التقاعد لعمال الشركة وأعباء البطالة وغيرها من التكاليف التي ستفوق بكثير المبالغ التي قد تدفعها الدولة لإنقاذ أوبل.
العاملون مستعدون للتنازل لإنقاذ شركتهم المتعثرة
ومن جانبهم، أعرب العاملون في شركة أوبل عن استعدادهم للتنازل عن حقوقهم المتعلقة بالأجور مثل الزيادة السنوية والعطلات مدفوعة الأجر من أجل إنقاذ الشركة. و قالوا إنهم على استعداد للتخلي عن زيادة أجورهم عن العام الحالي 2009 والتي وصلت حسب الاتفاق بين مجلس الإدارة ومجلس العمال إلى 4.2 بالمائة. كما أكد كلاوس فرانس، رئيس مجلس عمال الشركة، على استعداد العمال للتفاوض بشأن التنازل عن أجور العطلات والأعياد بالإضافة إلى تخفيض ساعات العمل لمواجهة تداعيات الأزمة الاقتصادية الراهنة.
وقال فرانس أمس الجمعة أمام تجمع عمالي ضم 9000 عامل في مدينة روزلسهايم التي يقع فيها مقر الشركة، أن العمال رغم ذلك لن يقبلوا بإغلاق المصانع أو شطب الوظائف المتعلقة بالإنتاج، و شدد على رفض العمال لتخفيض أجورهم، مشيرا إلى أنهم لا يتمتعون بأية تخفيضات في قيمة الإيجارات التي يدفعونها و التكاليف المعيشية الأخرى "فقط لأنهم يعملون في أوبل".
من ناحية أخرى، ربط العاملون بالشركة والبالغ عددهم 25 ألف شخص، عرضهم المذكور بشرط أن تصبح شركة أوبل شركة أوروبية مستقلة منفتحة على كل الأسواق العالمية. الجدير بالذكر أن شركة أوبل مملوكة لمجموعة جنرال موتورز الأمريكية وأن منتجات أوبل لم تزل تعرض في أسواق هامة بآسيا وأمريكا الجنوبية تحت أسماء ماركات أخرى تابعة للمجموعة الأمريكية.
رابطة موزعي سيارات أوبل تريد أيضاً التدخل لإنقاذ الشركة
ومن جانبهم، قرر موزعو سيارات شركة أوبل المشاركة في جهود إنقاذ الشركة من خلال تأسيس صندوق لجمع 150 يورو عن كل سيارة مباعة. وأعرب موزعو الماركة المعروفة ووكلائها يوم الخميس الماضي عن أملهم في أن يجمع الصندوق في أوروبا نحو 500 مليون يورو يمكن أن تساعد في إخراج أوبل من عثرتها وفي تأمين 35 ألف وظيفة في ألمانيا وحدها.
وتسعى رابطة موزعي سيارات أوبل إلى المساهمة بحصة في أوبل/فاكسهول الأوروبية بنسبة 20 بالمائة. تأتي هذه الخطوة في ظل الغموض الذي يحيط بمصير شركة أوبل على الرغم من زيارة وزير الاقتصاد الألماني كارل تيودور تسوجوتنبرج الأخيرة للولايات المتحدة، والتي ركز فيها على بحث سبل إنقاذ الشركة الألمانية مع قيادة الشركة الأم والمسؤولين الأمريكيين.
وعود حكومية
كان الوزير الألماني قد قال، في ختام زيارته الأولى للولايات المتحدة يوم الأربعاء الماضي، إن المباحثات مع الإدارة الأمريكية وقيادات جنرال موتورز أحيت الآمال في إنقاذ شركة أوبل، لكنه أشار إلى ضرورة موافقة الحكومتين الأمريكية والألمانية على خطة الإنقاذ التي سيتم طرحها نهاية الشهر الجاري، حول مستقبل الشركة والتعديلات الهيكلية لضمان تحقيق الأرباح. وأكد الوزير عقب لقاء مع نظيره الأمريكي تيموتي جايتنر أن الحكومتين الأمريكية والألمانية ليستا على استعداد لضخ المليارات في شركة غير مؤهلة للبقاء في مجال المنافسة على المدى الطويل، ولكنه أكد الاتفاق على التعاون للتغلب على الأزمة التي تواجه جنرال موتورز وتشكيل مجموعة عمل مع تعيين منسق ألماني للمساعدة في إيجاد مستثمر لجنرال موتورز والشركات المملوكة لها.
ومن جانبها، أعربت المستشارة أنجيلا ميركل عن سعادتها لنجاح زيارة وزير الاقتصاد الألماني الجديد لواشنطن ونيويورك ووعدت على لسان المتحدث باسم حكومتها ببذل الجهد خلال الأسابيع المقبلة لإنقاذ أوبل في حدود الإمكانيات المتاحة.
س.ك/ ع.ج.م/ د.ب.ا