310111 Interview Westerwelle Ägypten
٣١ يناير ٢٠١١الإذاعة الألمانية (DLF): السيد فيسترفيله، هل غض الغرب، بما فيه ألمانيا، الطرف طويلا عن انتهاكات حقوق الإنسان التي حصلت في مصر؟
فيسترفيله: أعتقد أن هذا النقد محق في جزء منه. لكن وفيما يتعلق بالحكومة الألمانية يمكنني القول، إننا لم نغض الطرف عن قضايا حقوق الإنسان والحقوق المدنية. وأذكر جيدا أنني عندما قمت بزيارتي الأولى إلى القاهرة - ورغم الصداقة التي طالما أكدنا عليها، ومنها الدور البناء لمصر في عملية السلام في الشرق الأوسط - فإنني تحدثت عن احترام حقوق الإنسان والحقوق المدنية.
لكنك أثناء زيارتك القاهرة في العام الماضي، وصفت الرئيس المصري حسني مبارك بأنه رجل يملك تجربة هائلة وحكمة عظيمة ونظرة مستقبلية راسخة، فهل مازال هذا رأيك فيه اليوم أيضا؟
فيسترفيله: لقد قلت هذا في سياق حديثي عن عملية السلام في الشرق الأوسط، وإذا أردنا تقويم التاريخ حقا - وأنا موجود الآن في تل أبيب – فإن مصر لعبت دورا بناء وكانت عامل استقرار في عملية سلام الشرق الأوسط. لكن وفيما عدا ذلك فإننا لم نترك مجالا للشك، بأننا نعتبر احترام حقوق الإنسان أمرا لا غنى عنه. ولذلك سارعت الحكومة الألمانية، مع بدء موجة الاحتجاجات التي انطلقت من تونس، إلى التأكيد مرارا على وقوفنا إلى جانب الديمقراطية.
الآن هناك فرصة لنشر الديمقراطية، وقد دعونا ومازلنا ندعو إلى عدم استخدام العنف لإجهاض الرغبة المشروعة للمواطنات والمواطنين المطالبين بمستقبل أفضل وبالحرية والحقوق المدنية. ونحن نخشى كذلك من أن يكون المستفيد من مواصلة استخدام العنف ضد المظاهرات، تلك الجهات التي لا نريد تقويتها: الإسلاميين والأصوليين، أي المتطرفين.
هل يعني هذا في رأيك أن الرئيس مبارك لم يعد صالحا لإدارة دولة؟
هذا ليس من شأننا، هذا شأن يجب نقاشه في مصر أولا عبر الحوار، وهذا ما دعونا الرئيس مبارك إليه.
هل تقف إذن إلى جانب أولئك المطالبين بالحرية في مصر والقاهرة والمدن الأخرى، هل تقف إلى جانب المحتجين؟
نحن لا نقف إلى جانب أي جهة داخلية، نحن نقف إلى جانب قيم حقوق الإنسان والديمقراطية والحقوق المدنية وحرية التظاهر وحرية الرأي والإعلام. هذه قيم أساسية يقوم عليها نظام قيمنا الديمقراطية في أوروبا. ولهذا لا يوجد أدنى شك بأن سياستنا الخارجية تحتكم إلى هذه القيم التي ندعو الجميع إلى احترامها. وكل الذين انتقدوا سياستنا الخارجية المستندة على هذه القيم ووصفونا بالمثاليين والحالمين، يقرون الآن بأن ضمان الحرية يعني الاستقرار في المجتمع، وخاصة في مجتمعات تشهد الطبقة الوسطى فيها حراكا، وأن قمع الحريات يؤدي إلى عدم استقرار المجتمعات.
السيد فيسترفيله، هل كان مضاعفة صادرات السلاح إلى مصر في عام 2009 مقارنة مع العام الذي سبقه، جزءا من الصداقة الألمانية المصرية؟
لا يمكنني هنا الدخول في تفاصيل صفقات أبرمت في عهد الحكومة السابقة. لكن ما يمكنني التأكيد على صحته هو أننا نريد أن تبقى علاقتنا مع مصر متينة في المستقبل أيضا. نحن نريد شراكة اقتصادية وتنموية مع مصر، فمصر دولة هامة ولها وزنها. ونحن في المقابل لدينا علاقات قوية مع الشعب المصري، وهي علاقات قديمة ومتجذرة وليست وليدة السنوات القليلة الماضية، وهذه العلاقات بالنسبة إلينا خارج كل مناقشة. لكن وفي الوقت نفسه أوضحنا للحكومة المصرية بأن تمتين علاقاتنا والتعاون السياسي بيننا رهن بتطورات بالوضع الديمقراطي الداخلي في مصر.
هل يعني هذا أنكم تنوون إعادة النظر في مساعدات التنمية التي تقدمها الحكومة الألمانية إلى مصر، مع العلم أن مصر تأتي في المرتبة الثانية من حيث مساعدات التنمية الألمانية؟
كلا، ليس الآن، فمساعدات التنمية التي نقدمها إلى مصر يستفيد منها أفقر الفقراء وتصرف من أجل التنمية وعلى مشاريع طبية ومشاريع الطاقة. نحن لا ندفع أموالا إلى الحكومة ولا ندعم بنيتها، بل ندعم مشاريع تنموية محددة، وإذا أوقفنا هذا الدعم فسوف يتضرر أولئك الذين يتظاهرون الآن من أجل مستقبل أفضل، وبذلك سندمر آمالهم.
حذرتَ في بداية حديثنا من المتشددين الإسلاميين المستعدين لاستخدام العنف في مصر، وهناك سياسيون آخرون ينهجون نفس النهج، هل من أساس لهذا التحذير؟ وما هي أدلتك على أن الإخوان المسلمين، على سبيل المثال، لا يريدون المشاركة في العملية الديمقراطية؟
أنا موجود الآن في تل أبيب، وقد أجريت مساء أمس محادثات مطولة مع نظيري الإسرائيلي (أفيغدور ليبرمان)، ويمكنني أن أقول لك بأن لدينا قدرا كبيرا من القلق في المنطقة بأسرها طبعا، وقلقنا هو أن الرغبة المشروعة من أجل الحرية والرغبة المشروعة في الحقوق الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير، قد تصب بسرعة في صالح جهات أخرى تنتظر فرصتها. بكلمات أخرى: نخشى أن يستغل الإسلاميون والأصوليون ذلك. وهذا أمر مقلق يجب علينا طبعا مراقبته. نحن نريد دعم التطور الديمقراطي، لكن ما لا نريده، وحين يستعمل العنف مثلا، أن يتحول احتجاج من أجل الحرية إلى احتجاج يستفيد منه الأصوليون والمسلمون المتشددون.
ياسبر بارينبيرغ/ عبد الرحمن عثمان
مراجعة: أحمد حسو