وجوه عربية في كأس أمم أوروبا: المشاكس حاتم بن عرفة
٦ يونيو ٢٠١٢
تختلف الآراء في وصف اللاعب الدولي الفرنسي حاتم بن عرفة صاحب الرجل اليسرى الذهبية. فبينما يحضر في ذاكرة البعض كلاعب موهوب، يتذكره البعض الآخر كلاعب متقلب المزاج ومثير للمشاكل يصعب التعامل معه. وينتمي بن عرفة، الذي ولد في إحدى ضواحي العاصمة باريس عام 1987 من أبوين تونسيين، إلى الجيل الذهبي لمنتخب فرنسا للناشئين (أقل من 17 سنة)، الحائز على كأس الأمم الأوربية عام 2004. والذي كان يضم في صفوفه أيضا سمير نصري وكريم بنزيما وجيريمي مينيز.
البداية كانت مع أولمبيك ليون
وبعد لعبه في صفوف الفئات الصغرى لمجموعة من الأندية الفرنسية كان أبرزها كليرفونتن، التحق بن عرفة بمركز التأهيل لنادي أولمبيك ليون عام 2002. وخاض بن عرفة أول مباراة له في الدوري الفرنسي لصالح أولمبيك ليون في موسم 2004 / 2005، وكان عمره حينها 17 عاما تحت إشراف المدرب بول لوغين، الذي كان يمنح ثقته للاعبين الشباب الذين مروا من مركز التأهيل التابع للنادي. لكن بن عرفة لم يفرض وجوده كلاعب أساسي في تشكيلة ليون إلا مع قدوم المدرب ألان بيران في 2007، والذي تطور أداء بن عرفة تحت قيادته بشكل لافت. لتبدأ عروض فرق الدوري الفرنسي تنهال عليه، خاصة بعدما ساهم بشكل فعال في فوز فريق ليون في ببطولة الدوري الفرنسي في موسم 2007 / 2008، وهو نفس الموسم الذي أحرز فيه جائزة أحسن لاعب واعد في فرنسا.
الانضمام إلى أولمبيك مارسيليا
وبعد هذا الموسم الاستثنائي مع ليون، أصر بن عرفة على الانضمام لفريق أولمبيك مارسيليا رغم اعتراض نادي ليون على هذا الانتقال. وكان لبن عرفة ما أراد، بعد أخذ ورد مع إدارة نادي ليون، التي توصلت إلى اتفاق مع مارسيليا في صفقة بلغت 12 مليون يورو . لكن صفقة هذا الانتقال وما رافقها من مشاكل بين اللاعب وفريقه أثرت على صورة اللاعب لدى جماهير النادي.
وبعد انتقاله للعب في صفوف مارسيليا، واصل بن عرفة تقديم عروضه الجيدة في الدوري الفرنسي. لكن اللاعب الشاب لم ينجح في تفادي إثارة المشاكل مثل الدخول في مشادات مع مدربيه، أو رفضه الجلوس في مقاعد البدلاء، في حال عدم الاعتماد عليه كلاعب أساسي. ورغم كل ذلك، فقد كانت موهبة بن عرفة تشفع له ليعود إلى التشكيلة الأساسية لفريق مارسيليا، إذ ساهم في اللحظات الحاسمة في إحراز ممثل الجنوب الفرنسي للثنائية في موسم 2009 / 2010.
الانتقال إلى نيوكاسل الإنكليزي
وفيما كان مدرب مرسيليا، ديديي ديشان، يعتمد على بن عرفة للإبقاء على توازن الفريق في الموسم الموالي، خاصة بعد رحيل المهاجم السينغالي مامادو نيانغ عن مارسيليا في صيف 2010، كان بن عرفة يغازل فريق نيو كاسل الإنكليزي. وبنفس الأسلوب الذي غادر به فريقه السابق أولمبيك ليون، سيغادر بن عرفة مارسيليا في اتجاه "البريميرليغ"، بعد أسابيع حافلة بالمشاكل مع إدارة نادي مارسيليا، التي توصلت في آخر أيام الانتقالات الصيفية إلى حل مع النادي الإنكليزي، يقضي بلعب الدولي الفرنسي لمدة عام على سبيل الإعارة مع إمكانية شرائه في آخر الموسم.
الابتعاد عن الملاعب لمدة طويلة
وكانت أولى مباريات بن عرفة، مع فريقه الجديد في سبتمبر/ أيلول 2010 أمام فريق إيفرتون. وفيما كان القادم الجديد يستأنس بأجواء الدوري الإنكليزي، تعرض لكسر مزدوج في رجله اليسرى في الثالث من أكتوبر / تشرين الأول 2010 في مباراة فريقه أمام مانشيستر سيتي، إثر تدخل عنيف للاعب الهولندي نايغل دي يونغ. هذه الإصابة أبعدت بن عرفة لمدة ستة أشهر كاملة عن الملاعب. ورغم ذلك، وفي خطوة لرفع معنوياته، قررت إدارة نيوكاسل شراء عقده بصفة نهائية من فريقه مارسيليا.
ورغم فترة غيابه الطويل عن المنافسة، إلا أن بن عرفة لم يفقد موهبته الكروية، التي عاد ليظهرها بقوة خلال بطولة هذا الموسم. وأظهر أنه لاعب مهم بالنسبة لفريقه نيوكاسل إلى جانب مواطنه يوهان كاباي، ولاعبي البوندسليغا السابقين ديمبا با وبابيس ديمبا سيسي.
وبعد المستوى الراقي الذي قدمه حاتم بن عرفة مع فريقه نيوكاسل هذا الموسم، وجه له المدير الفني للمنتخب الفرنسي الدعوة للمشاركة في نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2012 UEFAِ. وسبق لحاتم بن عرفة أن حمل قميص المنتخب الفرنسي في ثمان مناسبات فقط منذ 2007. ويسعى لاعب خط وسط نيوكاسل، الذي يريد تحسين صورته كلاعب صعب المراس، إلى إيجاد مكان له ضمن التشكيلة الرسمية، التي سيخوض بها لوران بلان المباريات في هذه البطولة الأوروبية.
عـادل الشروعـات
مراجعة: محمد المزياني