واشنطن وتل أبيب تريدان المزيد من الرئيس الأسد
اختلفت ردود الأفعال على خطاب الرئيس السوري بشار الأسد وإعلانه سحب قواته من لبنان على مراحل دون تحديد فترة زمنية لذلك. ففي واشنطن اعتبرت ايرن هيلي الناطقة باسم مكتب الرئيس بوش أن الإعلان غير كاف ولا يشكل سوى "نصف حل". وأوضحت دارلا جوردان المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية " أن المجموعة الدولية أوضحت بجلاء أن على القوات السورية والمخابرات الانسحاب الكامل والفوري من لبنان.". وجاء ت ردود الفعل الإسرائيلية مشابهة للأمريكية. فقد صرح وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم بأن دمشق تفعل كل ما وسعها كي لا تطبق القرار 1559 معتبراً ما أعلن عنه الأسد شكلي وغير مقبول. وأضاف شالوم أن انسحاباً كاملاً وفورياً سيفتح المجال أمام انتخابات حرة وربما يؤدي إلى توقيع اتفاق سلام بين لبنان وإسرائيل.
ترحيب عربي وأوروبي
عربياً عبر عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية عن ارتياحه لقرار الأسد واعتبره تطوراً إيجابياً باتجاه دعم العلاقات السورية- اللبنانية. كما رحبت مصر على لسان وزير خارجيتها بإعلان الأسد كخطوة أولى نحو الانسحاب الكامل. وفي الرياض رحب مسؤول سعودي بقرار الأسد الذي يعني تطبيق اتفاق الطائف. واعتبرت قطر القرار خطوة هامة نحو تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1559.
أوروبياً رحب الاتحاد الأوروبي وروسيا وبريطانيا بإعلان الأسد على أساس أنه خطوة أولى على طريق الانسحاب الكامل. غير أن وزير الخارجية البريطاني جاك سترو جدد مطالبته لدمشق بانسحاب فوري من كامل الأراضي اللبنانية. وطالبت الخارجية الفرنسية بتشكيل حكومة لبنانية جديدة وإجراء انتخابات حرة وشفافة تحت إشراف دولي.
اختلاف ردود الأفعال اللبنانية
لبنانياً اختلفت ردود الأفعال بين مؤيد لسورية ومعارض لها، فقد صرح الرئيس اللبناني أميل لحود أن خطاب الأسد وضع النقاط على الحروف للرد على ما وصفها بمزايدات تسيء إلى سورية وإلى العلاقات بين البلدين. أما المعارضة فأبدت حذراً تجاه ما ورد في الخطاب لاسيما وأنه لم يحدد الجدول الزمني للانسحاب. وقال الزعيم المعارض ميشيل عون من باريس إن على السوريين الانسحاب إلى ما وراء الحدود وليس فقط إلى الحدود الدولية. وحذر وليد جنبلاط وهو زعيم معارض أيضاً من أن خطاب الأسد قد يكون لعباً في الكلمات رغم ترحيبه المبدئي بما جاء فيه عن الانسحاب.
ميدانياً احتفل لبنانيون اعتصموا في ساحة الشهداء وسط عاصمتهم بيروت بإعلان الأسد عن سحب قواته. مقابل ذلك خرج مئات اللبنانيين إلى الشوارع ليعبروا عن دعمهم لسورية. وأفادت مراسلة الجزيرة أن وسط بيروت شهد تراشقاً بالحجارة بين مؤيدون ومعارضين لسورية. ويخشى بعض اللبنانيين من عودة شبح الحرب الأهلية اللبنانية بعد سحب القوات السورية من بلدهم.
الأسد يعلن عن انسحاب مرحلي
وقد ألقى الرئيس بشار الأسد يوم أمس خطاباً أمام برلمان بلاده أعلن فيه عن سحب وحدات الجيش السوري إلى منطقة البقاع شرق بيروت ومن ثم إلى الحدود السورية اللبنانية. وذكر الأسد أنه اتفق مع الرئيس اللبناني اميل لحود على عقد اجتماع للمجلس الأعلى السوري اللبناني خلال هذا الأسبوع من أجل وضع جدول زمني للانسحاب. وفي هذا السياق اعترف الأسد بارتكاب بلاده لأخطاء في لبنان. وأضاف أنه لا يجوز البقاء يوماً واحداً هناك إذا أراد اللبنانيون ذلك. واضاف أن الوضع الطبيعي أن تكون القوات السورية في سورية وليس في مكان آخر. وبخصوص القرار 1559 قال الأسد أنه لا يرى مشكلة فيه وإنما في آلية تنفيذه. ورأى أنه يكرّس تدخل أطراف دولية في لبنان بشكل مخالف لميثاق الأمم المتحدة. ويتساءل المراقبون الآن فيما إذا كان تعهد الرئيس السوري والانسحاب سيخففان من الضغوط الأمريكية على دمشق. يأتي ذلك في الوقت الذي جدد فيه الرئيس بوش مطالبته إياها بسحب قواتها فوراً من الأراضي اللبنانية.