هيلغولاند الألمانية ـ جزيرة ساحرة معفية من الجمارك بقانون بريطاني
على بعد 50 كم (31 ميل) من ساحل بحر الشمال من جهة ألمانيا، يقع أرخبيل هيلغولاند، الذي يتميز بهدوء رائع، بعيدا عن ضوضاء السيارات وحتى الدراجات الهوائية. الزائر للمنطقة يستمتع بالهواء الطلق النظيف.
الوصول إلى هيلغولاند
تستقبل هيلغولاند حوالي 3 آلاف سائح يومياً. إذ تستغرق الرحلة بالسفينة من البر الرئيسي عبر بحر "فادن" حوالي 3 ساعات. ولا ترسو السفن في الميناء، وإنما في الخليج. فيما يتم نقل السياح إلى الشاطئ بواسطة قوارب خشب البلوط التقليدية القوية منذ قرنين. وقد أدرجت قوارب البلوط هذه ضمن قائمة التراث العالمي الثقافي غير المادي لليونيسكو منذ عام 2018.
استقبال ملون
يرحب هذا المتنزه الملون بجميع زوار الجزيرة الجدد. استخدمت هذه الأكشاك الملونة في الأصل من قبل الصيادين كمخازن، أما في الوقت الحالي فقد تحولت إلى مطاعم ومتاجر ومحلات بيع التذكارات. وقد يكون هذا المكان مثالياً للأشخاص الذين يعانون من دوار البحر، حيث يمكنهم التعافي قليلاً قبل متابعة رحلتهم.
مأكولات بحرية شهية
تعتبر هيلغولاند مكاناً رائعاً لعشاق المأكولات البحرية. صيادو جراد البحر أو"الكركند" ما يزالون هنا. في الصورة وجبة اسمها "مخالب السلطعون"، التي تصنف ضمن أشهى الأطباق، وتقدم مع صلصات متنوعة ولذيذة. كما يقدم للضيوف مطرقة في بعض الأحيان لمساعدتهم على تقشيرها.
المَعلم الأحمر
يؤدي مسار المشي عبر هضبة صخرية إلى "لانغه آنا" أو ما يعني باللغة العربية "آنا الطويلة" وهو نتوء صخري في الطرف الشمالي الغربي للجزيرة، وتمثل معلم هيلغولاند، حيث تعشش العديد من أنواع الطيور، التي يقوم بعضها بمحاولات الطيران الأولى غالباً في المساء مما يزيد المشهد الطبيعي روعة.
العالم الآخر داخل الصخور
لا أحد يشك بوجود ملجأ ضخم داخل الصخرة. بني من قبل النازيين في الحرب العالمية الثانية، وتحول إلى قاعدة بحرية وقلعة فيما بعد. وما يزال من الممكن زيارة ملجأ المدنيين الذي نجا من تدمير القوات الجوية البريطانية الذي طال تقريبا كافة المنشآت العسكرية الأخرى في عام 1947.
بدايات السياحة
هيلغولاند التي وجدت قبل الحرب العالمية الثانية لم تعد موجودة الآن إلا على البطاقات البريدية. تحولت هيلغولاند إلى منتجع صحي على شاطئ البحر في عام 1826، ازدهرت السياحة آنذاك وباتت مصدر دخل قوي وانتهت باندلاع الحرب العالمية الثانية. ولكن عندما أعيدت الجزيرة إلى السيطرة الألمانية في عام 1952 وسُمح للسكان بالعودة إليها، انتعشت السياحة خلال سنوات قليلة من جديد.
ميزة فريدة لألمانيا: لا رسوم جمركية
من وجهة نظر الجمارك، تعتبر هيلغولاند دولة أجنبية ولا تخضع لقانون الضرائب في الاتحاد الأوروبي. إذ يمكن للضيوف التسوق دون رسوم جمركية، ودون ضريبة القيمة المضافة. يعود هذا القانون الخاص للفترة التي كانت فيها هيلغولاند تحت السيطرة البريطانية (1807-1890). وعندما سلمت إلى الرايخ الألماني، تقرر الإبقاء على الإعفاءات الضريبية المقدمة بموجب القاعدة الإنكليزية، والتي لا تزال سارية حتى اليوم.
جوهرة خفية
لا يمكن الوصول إلى جزيرة "دونه" الصغيرة المجاورة إلا بالعبّارة. فقد فصلتها عاصفة مدمرة عن الجزيرة الرئيسية منذ حوالي 300 عام. تضم هذه الجزيرة الصغيرة مطاراً، ومخيماً، وأكواخاً للعطلات، والعديد من الشواطئ، حيث يقصدها محبو السباحة، كما تشكل موطناً لأكبر مستعمرة من الفقمات الرمادية في بحر الشمال.
صغار الفقمة
في فصل الشتاء، ينطلق المصورون الهواة إلى جزيرة "دون"، حين يولد صغار الفقمة. وتوفر المسارات الخشبية ومنصات المشاهدة مشهداً جيداً للحيوانات على بعد مسافة مقبولة. إذ يجب ألا ينزعج الصغار تحت أي ظرف من الظروف. الأشخاص الذين يحجزون لأنفسهم جولة في الطبيعة سيكون بإمكانهم مشاهدة الحيوانات الظريفة بأمان دون إزعاجها.
منظر غروب بديع
قد يكون الحظ حليف البعض ليتواجدوا في المكان المناسب وفي الوقت المناسب. ففي نهاية مسار الجرف الذي يؤدي إلى"لانغه آنا"، يوجد أفضل مكان لمشاهدة غروب الشمس، حيث تجعل الشمس المنخفضة السماء وصخور الحجر الرملي الأحمر يبدو متوهجاً. آن تيرمشه/ ريم ضوا