هل حقا يثير الأحمر مشاعر الحب رغم اختلاف الثقافات؟
١٤ سبتمبر ٢٠٢٠كشفت دراسة حديثة أن الألوان تثير مشاعر متماثلة بين الناس في أنحاء العالم. وأظهرت الدراسة أن الناس في أنحاء العالم يتفقون على أن الأحمر يثير مشاعر الحب وكذلك الغضب، وأن الأصفر يعبر عن السرور، بينما يثير اللون البني العواطف على نحو أقل.
وقال الباحث دانيل أوبرفيلد - تفيستل من معهد علم النفس التابع لجامعة يوهانس جوتنبرغ في مدينة ماينز الألمانية، والذي شارك في دراسة دولية عن الارتباط بين المشاعر والألوان: "الدراسة أظهرت أن هناك توافقا عالميا كبيرا في هذا الأمر".
وشملت الدراسة نحو 4600 شخص من 30 دولة في القارات الستة. وطُلب من المشاركين تصنيف 12 لونا وفقا لـ20 شعورا في درجات مختلفة من الحدة. وبناء على ذلك شكل الباحثون قيما متوسطة على المستوى الوطني، ثم قارنوها مع المتوسط العالمي. ولم يتم إجراء دراسة مماثلة بهذا الحجم من قبل، وفقا لأوبرفيلد – تفيستل.
وبالإضافة إلى أوجه التشابه العالمية التي تم رصدها، هناك أيضا خصائص تعتمد على الثقافة والمجتمع، كما ذكر الباحثون في الدراسة التي نُشرت في دورية "علم النفس" اليوم الاثنين (14 أيلول/ سبتمبر 2020). فعلى سبيل المثال، يرتبط اللون الأبيض بالحداد على نحو أكبر في الصين مقارنة بالبلدان الأخرى، وينطبق الأمر نفسه على اللون البنفسجي في اليونان. يقول أوبرفيلد - تفيستل: "قد يكون هذا بسبب ارتداء الملابس البيضاء في الجنازات في الصين واستخدام اللون البنفسجي في الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية للتعبير عن الحداد".
ووفقا للدراسة، فإن الاختلافات في الربط بين المشاعر والألوان تزداد كلما تباعدت البلدان عن بعضها البعض.كما أن مدى اختلاف اللغات عن بعضها البعض يلعب دورا في ذلك أيضا. ويبدو أن المناخ وطبيعة الطقس لهما تأثير في ذلك أيضا، إذ تبين للباحثين أن اللون الأصفر يرتبط بالبهجة في البلدان ذات أشعة الشمس الخفيفة أكثر من المناطق المشمسة.
ولا تزال الأسباب الدقيقة لأوجه التشابه والاختلاف العالمية غير واضحة،حيث قال أوبرفيلد تفيستل: "هناك مجموعة كاملة من العوامل المؤثرة المحتملة: اللغة، والثقافة، والدين، والمناخ، وتاريخ تطور البشرية، ونظام الإدراك البشري"، مضيفا أنه لا تزال العديد من الأسئلة الأساسية بحاجة إلى توضيح.
ع.خ/ (د ب ا)