هدوء حذر في العاصمة التونسية بعد ليلة من أعمال السلب والنهب
١٥ يناير ٢٠١١بدا وسط العاصمة التونسية مقفراً في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت (15 كانون الثاني/ يناير) بعد ليلة من التدمير والنهب في العديد من الأحياء، في حين ساد الغموض بشان موعد انتهاء حظر التجول بسبب معلومات متضاربة من وسائل الأنباء الحكومية. وعاشت عدة أحياء قريبة من وسط العاصمة ليلة من الرعب بسبب أعمال تخريب ونهب قامت بها عصابات ملثمين، بحسب شهادات سكان مذعورين نقلتها القنوات المحلية طوال الليل.
"كل السيناريوهات ممكنة"
وأطلقت نداءات للجيش الذي يحمي بموجب حالة الطوارئ المعلنة الجمعة المباني العامة، للتدخل العاجل ضد هذه العصابات. كما حلقت مروحيات للجيش ليلاً فوق العاصمة في الوقت الذي تعددت فيه الروايات بشأن هوية المسؤولين عن أعمال العنف والنهب. وأشار بعض السكان إلى عناصر ميليشيات سابقة على علاقة بمقربين من الرئيس الفار زين العابدين بن علي. وقال آخرون إنها من فعل مساجين حق عام فروا من مراكز اعتقالهم، واتهم البعض الآخر عناصر من الشرطة.
وقال محمد الغنوشي الرئيس التونسي بالإنابة في تصريحات الليلة الماضية لقناة تونس7 العامة إن إعادة النظام العام تشكل "أولوية قصوى". ولاحقاً ورداً على سؤال لقناة الجزيرة القطرية عن هوية المخربين الذين أُشير إلى تحركهم في عدة مدن تونسية أخرى، قال الغنوشي إن كل السيناريوهات ممكنة في ما يتعلق بانتماء تلك العصابات.
السعودية تستضيف بن علي
وكان بن علي غادر مساء الجمعة تونس تحت ضغط حركة الاحتجاج الشعبي المستمرة منذ شهر. وأعلن الديوان الملكي السعودي في بيان بثته وكالة الأنباء السعودية أن بن علي (74 عاما) في المملكة. ورحبت حكومة المملكة العربية السعودية فجر السبت بقدوم زين العابدين بن علي وأسرته إلى المملكة "نظراً للظروف الاستثنائية التي يمر بها الشعب التونسي". وذكر البيان: "انطلاقاً من تقدير حكومة المملكة العربية السعودية للظروف الاستثنائية التي يمر بها الشعب التونسي الشقيق، وتمنياتها بأن يسود الأمن والاستقرار في هذا الوطن العزيز على الأمتين العربية والإسلامية جمعاء، وتأييدها لكل إجراء يعود بالخير على الشعب التونسي الشقيق، فقد رحبت حكومة المملكة العربية السعودية بقدوم فخامة الرئيس زين العابدين بن علي وأسرته إلى المملكة".
وأضاف البيان "وإن حكومة المملكة العربية السعودية إذ تعلن وقوفها التام إلى جانب الشعب التونسي الشقيق لتأمل ـ بإذن الله ـ في تكاتف كافة أبنائه لتجاوز هذه المرحلة الصعبة من تاريخه".
وقبل وصوله إلى جده سرت شائعات مفادها أن بن علي قد يكون توجه إلى فرنسا أو ايطاليا أو مالطا إلا أن هذه الدول سارعت إلى النفي.
(ع.غ/ د ب أ/ أ ف ب/ رويترز)
مراجعة: عبده جميل المخلافي