ميونيخ تقاوم التحرش الجنسي بالتوعية والقوانين الرادعة!
٤ يوليو ٢٠١٤يوجد في بلدية ميونيخ مكتب خاص يهتم بقضايا التحرش الجنسي، يعمل به عدد من الموظفين مهمتهم تقديم التوعية والدعم والمساعدة للنساء اللواتي يتعرضن لحالات مختلفة من التحرش سواء كان ذلك في العمل أو في الشارع أو في الجامعة.
المكتب علي اتصال مباشر بالشرطة والنيابة العامة وهو يوفر كل المعلومات القانونية للضحايا بالمجان، ويمكن لأي سيدة زيارة المكتب أو الاتصال به تليفونيا أو التواصل معه عبر موقعه على شبكة الإنترنت .
وفي سياق متصل، نبه تقرير صادر من وزارة شؤون الأسرة الاتحادية إلى أن أكثر حالات التحرش التي تم رصدها في المجتمع الألماني هي التي تقع في محيط العمل. ومدينة ميونيخ تضم عددا كبيرا من الشركات العالمية ، ذلك أن بيئة العمل تمنح الكثير من الثقة والآمان التي قد يستغلها البعض في التحرش، خاصة عندما تنحرف الحوارات الودية واللطيفة عن سياق العمل إلى الحياة الشخصية دون أن تدري الضحية بذلك.
التحرش يتسبب في إصابة الضحايا بأمراض
التوعية التي تقدمها بلدية ميونيخ في هذا الإطار تتشعب إلى عدة اتجاهات، تشمل الإنترنت والمنشورات المطبوعة والمقابلات الشخصية. ويتسبب التحرش في إصابة الضحايا بأمراض نفسية وعضوية، وفق ما تقوله السيدة انيتا ايركارد من جمعية حماية المرأة في ميونيخ. وترى أن مكتب ميونيخ يقدم خدمات جيدة للنساء، حيث أن كل خدماته بالمجان. وتتفق مع توصيات المكتب بسرعة الإبلاغ الفوري عن حالات التحرش، لأنها تعتبر أن الصمت عنها حماية للمتحرش دون قصد.
في هذا السياق، يدعو مكتب ميونيخ أرباب العمل أخذ شكاوى التحرش علي محمل الجد والتحقيق الفوري فيها. كذلك يهيب بالنساء في الأماكن العامة عدم التردد في طلب المساعدة من الناس في حالة التعرض للتحرش. وتنبه السيدة ايركارد النساء الي ان بداية التحرش اللفظي تبدأ بالانحراف في الحديث إلى الإعجاب بأجزاء معينة من الجسم سواء بالإيحاء أو الإيماء أو الملامسة، لهذا يتوجب الإبلاغ مباشرة عن ذلك حتى يتم وقف التمادي فيه.
الشابات هن الأكثر تعرضا للتحرش
وترى السيدة ايركارد أن النساء في السن بين 18 إلى 24 سنة هن الأكثر تعرضا للتحرش بنسبة الضعف عن النساء بين 35 إلى 44 سنة ، وهذه النسبة تأخذ في الاعتبار كل أنواع التحرش سواء بالنظر والإيماء والإيحاء ولمس الجسد، فيما تتعرض نسبة تسعة بالمائة منهن للعنف الجسدي.
وتحذر السيدة ايركارد من التراخي في مقاومة التحرش وتقول: "في أماكن العمل يقود التحرش إلى خلق بيئة غير سوية بين الزملاء، تصل في بعض الأحيان إلى رهن العمل بقبول استمرار الإيحاءات الجنسية الغير مرغوب بها خاصة إذا كان المتحرش هو مدير العمل. وتنبه السيدة ايركارد في هذا الخصوص إلى سرعة الإبلاغ عن تلك الحالات أو الاتصال بالجمعيات الحقوقية التي تساعد النساء من خلال تقديم الاستشارة القانونية. وتقول : "في حالات معينة نقوم بإبلاغ الشرطة، غير أن المشكلة تكمن في إثبات تهمة التحرش التي تستدعي تقديم شهود علي الواقعة ."
مكتب جامعي لحماية الطالبات
وفي جامعة ميونيخ، هناك مكتب أيضا مختص في تقديم المساعدة للطالبات اللواتي تتعرضن للتحرش. وفي المنشور الذي يتم توزيعه على الطالبات يحث على سرعة الإبلاغ الفوري عن حالات التحرش سواء كان ذلك من قبل الأساتذة أو الطلاب.
من جهة أخرى، دعا المكتب الطالبات إلى عدم تجاهل التحرش وصده بحسم وحزم والتأكيد بأن ما يقوم به هو سلوك مرفوض، مشددا على ضرورة الإبلاغ الفوري عن واقعة التحرش، حتى في حالة الشك في حدوثها.
وتري اندريا اوتو، وهي طالبة في جامعة ميونيخ، أن الأمر ليس بهذا السوء، فالنساء في الجامعة يستطعن مواجهة وإيقاف المتحرش. وفي الحالات الأسوأ، فإن بعضهن يتلقين دروسا في الكاراتيه والجودو ويستطعن مفاجأة المتحرش. وتؤكد أن الطالبات اللواتي يتمتعن بالثقة في النفس يستطعن الدفاع بشكل أفضل عن أنفسهن مقارنة بالطالبات المنطويات على أنفسهن.
من جهته، يقول سابستيان، وهو طالب جامعي، أن ميونيخ مدينة آمنة للغاية، لافتا إلى إمكانية وقوع بعض الحالات التي لا تتعدى الإيماء والإطراء علي بعض أجزاء الجسد، لكنها لاتصل إلى حد لمس الجسد الذي يعرض صاحبه إلى المساءلة القانونية.
وعلى الصعيد الأوروبي بشكل عام دفعت قضية التحرش المفوضية الأوروبية إلى بحث سن قانون جديد يتم من خلاله مقاضاة المتحرش في الدول الأوروبية، في حال تقديم شكوى في حقه أثناء العمل. وهذا من شأنه أن يشجع النساء العاملات على الإفصاح عن أية تحرشات جنسية يتعرضن لها أثناء العمل.