ميركل تكتشف الانترنيت للتواصل مع المواطنين
١٣ فبراير ٢٠١٢منذ عشرة أيام تحول الموقع الإليكتروني الجديد حوار حول ألمانيا www.dialog-ueber-deutschland.de إلى فضاء للنقاش والحوار السياسي. وتجاوزت الاقتراحات المقدمة من قبل مواطنين حول تصوراتهم المستقبلية إلى حد الآن 400 اقتراح، يشمل كل واحد منها في هوامشه العديد من التعليقات. فرواد الموقع يمكنهم تقييم كل اقتراح على حدة من خلال إعطاء نقطة معينة. وقد وصل عدد الزوار إلى 50.000 زائر بعد مرور يومين فقط من إطلاق الموقع، وهذا يمكن اعتباره نجاحا كبيرا مقارنة بمحاولات مشابهة للبحث عن الحوار السياسي وتكريسه مع المواطنين عبر الانترنيت. لكن أصواتا متشككة تعتبر أن المستشارة الألمانية بدأت في استخدام هذه الوسيلة بغية كسب ود المواطنين وإعطائهم الانطباع بأنها قريبة منهم، وذلك على خلفية حملتها الانتخابية في العام المقبل.
المستشارة الألمانية تظهر في حلة جديدة
"لقد أديت اليمين وأقسمت أن أخدم ألمانيا ومواطنيها على أحسن وجه، وهذا ما دفعني لأسألهم كيف يتصورون مستقبل ألمانيا في السنوات العشر القادمة"، هذا ما أعلنته ميركل في أحد اللقاءات معها على الهواء مباشرة يوم الخميس الماضي على صفحات موقع "حوار حول ألمانيا"، محاولة منها الدفاع عن نشاطها السياسي الجديد عبر الإنترنيت. وخلافا لحواراتها السابقة أطلت المستشارة هذه المرة على مشاهدي تلفيزيون الموقع الإلكتروني في هيئة مسترخية جدا، وأجابت على الأسئلة بدون تكليف وبمزاج مرح. كما تخللت الحوار ابتسامات المستشارة، من أجل تحقيق قرب أكثر إلى وجدان المواطنين الألمان.
الرهان هو الإقتراب أكثر من المواطن
"دعونا نفكر سويا في الكيفية التي نريد أن نعيش عليها مستقبلا في ألمانيا خلال العقد القادم"، هذا هو العنوان الرئيسي لموقع "حوار حول ألمانيا". ويمكن تقسيم الاقتراحات والأفكار إلى المحاور التالية: ما هي الكيفية التي نريد أن نعيش عليها سويا؟ من أية مصادر نريد ضمان العيش؟ كيف نريد أن نتعلم؟. وقد تم عمدا صياغة الأسئلة بشكل عام لربح أكبر عدد من تعليقات القراء على حد تعبير المستشارة. ويمكن تقديم الاقتراحات إلى حدود 15 أبريل/ نيسان القادم، وسيتم بعدها إجراء عملية انتقاء للاقتراحات ليتم لاحقا دعوة أصحاب الاقتراحات العشر المنتقاة للقاء المستشارة الألمانية شخصيا في مكتبها.
والخلل الذي يعتري عادة مثل هذه المدونات، هو أن الاقتراحات المتميزة ليست بالضرورة هي التي تحصل على نقاط جيدة أثناء تقييمها من طرف الزوار. لكن المستشارة الألمانية تستعين بفريق من الخبراء والمتخصصين الذين سيقيمون أيضا بعض الاقتراحات المتميزة في المدونة وعرضها على المستشارة.
الديمقراطية وعصابات المخدرات
في المدونات الإلكترونية من هذا النوع تحاول عصابات القنب الهندي جذب تعاليق الزوار وكسب إعجابهم من خلال اقتراحات تجيز استهلاك المخدرات. وأوضحت ميركل أنها تحترم تنوع المجتمع وكل مجموعة تحاول الدفاع عن مطالبها، حتى ولو كانت تخالفها الرأي.
يتساءل الصحفي شتيفن فنزل عما اذا كانت المدونات في الانترنيت تعتبر أيضا طريقا إلى مزيد من الديمقراطية؟ وردت أنغيلا ميركل على ذلك بالقول إن " الحوار هدفه تحقيق حد كبير من التواصل بين المواطنين وأصحاب القرار، لكن المدونات ليست شكلا جديدا لاتخاذ القرارات". فالانترنيت حسب أنغيلا ميركل ليس معيارا لقياس درجة الديمقراطية، لأسباب عديدة، من بينها كون الكثير لا يتوفرون على إمكانية ولوج عالم الانترنيت.
الحملة الإنتخابية في الانترنيت أقل تكلفة
تبلغ تكاليف المبادرة على الإنترنيت عدة آلاف من اليورو، لكنها أرخص بكثير من تكاليف الحملات الانتخابية في الجرائد والمجلات على حد تعبير أنغيلا ميركل، إضافة إلى هذا يكون التحاور عبر الانترنيت أسرع بكثير. وأقرت المستشارة الألمانية أن المشاركة السياسية عبر الانترنيت ستتزايد في المستقبل. فالحوار مع المواطنين، خصوصا فيما يتعلق بمشاريع البنية التحتية سيكون مهما، وهذا ما استخلصته المستشارة من قضية الاعتراض الشعبي على بناء محطة القطار بمدينة شتوتغارت والضجة التي صاحبتها.
الأحزاب تحذو حذو حزب القراصنة
هذه الوسيلة السياسية الجديدة للتواصل مع المواطنين استخدمها حزب القراصنة الألماني في السنة الماضية وحقق من خلالها نجاحا كبيرا. ويتضح من اعتراف المستشارة بنجاعة استخدام الانترنيت، من خلال موقع "حوار حول ألمانيا" أن الحملة الانتخابية قد انطلقت. فالتقديرات تعطي حزب القراصنة نسبة 5 بالمائة من الأصوات، وهي تمنحه فرصة دخول البرلمان الألماني سنة 2013.
كاي أليكساندر شولس، عبد الرحمان عمار
مراجعة: محمد المزياني