مفاوضات جديدة للسلام حول سوريا تبدأ اليوم في جنيف
١٦ مايو ٢٠١٧وتنطلق الجولة الجديدة من المفاوضات دون وجود إشارات لتقارب طفيف بين وفدي النظام والمعارضة. ويرئس مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك بشار الجعفري وفد دمشق، فيما يرئس وفد الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية، الطبيب نصر الحريري، كما يتولى الحقوقي محمد صبرا مهمة كبير المفاوضين.
ويتمسك وفد الهيئة العليا بمطلب رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة في المرحلة الانتقالية، الأمر الذي ترفضه دمشق بالمطلق وتعتبره غير قابل للنقاش أصلاً. وقال الحريري إن "مفتاح النجاح في هذه العملية هو الانتقال إلى سوريا حرة لا مكان فيها لا لبشار الأسد ولا للإرهاب".
ونظم الموفد الخاص للأمم المتحدة لسوريا ستافان دي ميستورا خمس جولات من المحادثات منذ 2016 في جنيف، لكنها لم تسفر عن أي نتيجة لتسوية النزاع الذي أسفر عن مقتل 320 ألف شخص وأدى إلى نزوح نصف السوريين من بيوتهم ودمر اقتصاد البلاد وبنيتها التحتية.
كما شهد سلسلة من الفظائع، آخرها اتهامات من الولايات المتحدة للنظام السوري الاثنين بإقامة "محرقة للجثث" للتخلص من رفات آلاف المعتقلين الذين تمت تصفيتهم في السنوات الأخيرة. ونشرت وزارة الخارجية الأميركية صورا "رفعت عنها السرية" والتقطت عبر الأقمار الصناعية لمجمع سجن صيدنايا في شمال دمشق.
وتُظهر الصور عددا من المباني، ويعود تاريخها إلى نيسان/أبريل 2017 ونيسان/أبريل 2016 وكانون الثاني/يناير 2015 وآب/أغسطس 2013. وكُتب في أسفل إحدى الصور عبارة "السجن الرئيسي"، وفي أسفل صورة أخرى عبارة مبنى "يُحتمل أنه محرقة".
محادثات أستانا
ومنذ تولي دونالد ترامب الرئاسة في الولايات المتحدة، تراجع حضور واشنطن التي تدعم المعارضة السورية في مفاوضات السلام التي كانت في السابق ترأسها مع روسيا.
وتتالت الاجتماعات إثر ذلك في العاصمة الكازاخية أستانا، وصولا إلى توقيع الدول الثلاث الضامنة مذكرة قبل أقل من أسبوعين تقضي بإنشاء مناطق "تخفيف التصعيد" في ثماني محافظات سورية. بيد أن دي ميستورا أكد في مؤتمر صحافي في جنيف عن ارتياحه "لانخراط واهتمام الإدارة الأميركية المتزايد" بالملف السوري.
ويرى محللون أن الأمم المتحدة تبدو وكأنها في سباق مع محادثات أستانا التي تشهد زخما أكبر، خصوصاً بعد توقيع مذكرة في الرابع من الشهر الحالي تقضي بإنشاء أربع مناطق "تخفيف التصعيد" في الجبهات الأكثر عنفا في سوريا. وقد وضع الاتفاق موضع التطبيق.
ومنذ بدء سريان الاتفاق قبل أسبوع، تراجعت وتيرة القتال في مناطق عدة. ولكن في دمشق التي لا يشملها الاتفاق، تمكن قوات النظام السوري من تنفيذ اتفاقات إخلاء لثلاثة أحياء كانت تحت سيطرة المعارضة، لتقترب بذلك من السيطرة شبه الكاملة على العاصمة للمرة الأولى منذ العام 2012.
انتكاسة جديدة للمعارضة المسلحة
وكانت وسائل إعلام رسمية إلى جانب المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أفادوا أن أكثر من 1000 مسلح من المعارضة وأسرهم غادروا حي القابون في دمشق يوم أمس الاثنين ليكتمل بذلك اتفاق الإجلاء بين النظام والمعارضة المسلحة.
وقال المرصد إن أكثر من 3000 شخص غادروا القابون على مدى يومين، في خطوة تمهد الطريق لقوات الأسد لاستعادة السيطرة على المنطقة. وسينتقل هؤلاء إلى مناطق تابعة للمعارضة إلى الشرق من العاصمة أو إلى محافظة إدلب بشمال غرب البلاد.
ونقل التلفزيون الرسمي عن محافظ دمشق قوله إن "منطقة القابون أصبحت خالية تماما من الإرهابيين". وأضاف أن فرق المهندسين العسكريين دخلت الحي الواقع على الطرف الشمالي الشرقي لدمشق لبدء عمليات تطهيره من الألغام والعبوات الناسفة.
ويأتي هذا الاتفاق ضمن سلسلة من اتفاقات الإجلاء في الأشهر القليلة الماضية بين النظام وبين المعارضة المسلحة بدعم، في بعض الحالات، من إيران حليفة دمشق وقطر التي تدعم المعارضة. وتقول المعارضة إن الاتفاقات ترقى إلى حد التهجير القسري لمعارضي الرئيس السوري بشار الأسد من مناطق محيطة بدمشق وغالبا ما تم التوصل إليها بعد حصار من جانب القوات الحكومية وحلفائها استمر شهورا أو سنوات.
كما انتقدت الأمم المتحدة استخدام أساليب الحصار التي تسبق تلك الاتفاقات كما انتقدت عمليات الإجلاء نفسها باعتبارها ترقى إلى حد النزوح القسري.
و.ب/ح.ز (أ ف ب، د ب أ، رويترز)