مظاهرات تجتاح القاهرة ومدن أخرى وأنباء عن اعتقال المئات

استخدمت قوات مكافحة الشغب المصرية قنابل الغاز المسيل للدموع ورشاشات المياه ضد آلاف المتظاهرين الذين نزلوا اليوم الثلاثاء (25 يناير/ كانون ثاني) إلى الشوارع للاحتجاج على حالة الفقر، والبطالة، وغلاء الأسعار، مرددين هتافات تندد بالرئيس حسني مبارك. وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن الشرطة المصرية أطلقت الغاز المسيل للدموع من أعلى المباني المرتفعة المحيطة بميدان التحرير في القاهرة، بعد أن فشلت في تفريق المتظاهرين باستخدام خراطيم المياه، مضيفة أن هناك عدداً من حالات الاختناق بين المتظاهرين جرى علاجها في موقع المظاهرة.

وقال احد مراسلي وكالة الأنباء الألمانية المتواجد في المكان إن قوات الأمن أطلقت رصاص مطاطي في الهواء لتفريق المتظاهرين، وبدأت في رشق المتظاهرين بالحجارة ورد المتظاهرون عليها. وأضاف أن هناك ما يشبه "عمليات الكر والفر" بين المتظاهرين والشرطة التي تحاول تنفيذ اعتقالات بجذب المتظاهرين إلى شوارع فرعية ، وقدر من اعتقلتهم الشرطة بالمئات.

هتافات ضد مبارك

في الوقت نفسه، أعلنت "جبهة الدفاع عن متظاهري مصر"، وهي منظمة حقوقية معنية بالدفاع عن المتظاهرين، أن الشرطة اعتقلت عشرات النشطاء في عدد من المحافظات. وأكد عضو الجبهة المحامي أحمد راغب تسارع وتيرة الاعتقالات بين المتظاهرين، مشيراً إلى أن منظمته استطاعت "التأكد من اعتقال وتوقيف نحو 50 ناشطاً، لكن العدد أكبر من ذلك".

وكانت مصادر أمنية مصرية ذكرت لوكالة فرانس برس أن خمسة من المتظاهرين أصيبوا في اشتباكات مع قوات الأمن، مما أدى إلى تحرك المتظاهرين من أمام مجمع التحرير وسط العاصمة المصرية القاهرة إلى شارع كورنيش النيل أمام مقر الحزب الوطني الحاكم، وسط انتشار ما بين 20 إلى 30 ألف شرطي في وسط القاهرة.

وهتف متظاهرون أمام دار القضاء العالي بوسط العاصمة قائلين "يسقط يسقط حسني مبارك"، محاطين بطوق من أفراد الشرطة. وتم تشديد الإجراءات الأمنية في أنحاء القاهرة حتى لا تجتذب الاحتجاجات أعداداً كبيرة، إلا أن حوالي خمسة آلاف محتج طافوا شوارع وسط المدينة.

الاحتجاجات تعم مدناً مصرية

وفي مدينة السويس شارك مئات الأشخاص في مظاهرة رددوا خلالها هتافات تقول "بن علي بيناديك.. فندق جدة مستنيك"، في إشارة إلى هروب الرئيس التونسي من بلاده إلى مدينة جدة السعودية في وجه مظاهرات احتجاج عنيفة.

وقال شهود عيان إن المتظاهرين كسروا طوقاً أمنياً ضرب حولهم وساروا في الشوارع مرددين الهتافات المناوئة. وكانت قوات مكافحة الشغب قد منعت في السنوات الماضية متظاهرين من السير في الشوارع.

كما وشارك أكثر من ألف متظاهر في مدينة المنصورة بدلتا النيل، في مسيرة رددوا خلالها هتافاً يقول "حسني مبارك بره بره قبل ما تقلب تبقى ثورة". وانضم مئات المصريين إلى مظاهرتين بمدينة دمياط التي تقع على البحر الأحمر، مرددين نفس هتاف المحتجين في القاهرة "يا جمال قول لأبوك كل الشعب بيكرهوك".

وكانت وزير الداخلية المصري حبيب العادلي قد حذر المحتجين في وقت سابق من أنه سيجري التعامل مع أي شخص يخالف القانون، مضيفاً في مقابلة مع صحيفة الأهرام: "الأمن قادر على ردع أي خروج أو مساس بأمن المواطن ولن يتهاون على الإطلاق في حالة المساس بالممتلكات أو الإخلال بالأمن، لكن الشرطة ستقوم بتأمينهم وحمايتهم في حالة إذا كانت تلك الوقفات للتعبير عن الرأي".

(ي.أ/ د ب أ/ أ ف ب/ رويترز)

مراجعة: عبده جميل المخلافي