مصادر أمنية : سيناريوهات الهجمات الإرهابية ضد ألمانيا "جديرة بالتصديق"
٢١ نوفمبر ٢٠١٠أكدت هيئة مكافحة الجريمة الألمانية أن السيناريوهات المحتملة لتنفيذ هجمات إرهابية داخل ألمانيا باتت "منطقية لحد بعيد ويمكن تصديقها في إطار المعلومات المتوفرة حاليا". وذكر تقرير محطة (إس.دبليو.أر) الألمانية للإذاعة والتلفزيون اليوم الأحد استنادا لوثيقة سرية لهيئة مكافحة الجريمة أن السيناريو الأول حذر من كوماندوز انتحاري يتكون من أربعة أشخاص سافروا من ألمانيا إلى شمال باكستان للتجهيز لتنفيذ مذبحة في العاصمة الألمانية برلين قد تشمل مبنى "الرايخستاج"، الذي يضم البرلمان الألماني (البوندستاج)، وذلك على غرار مذبحة مدينة مومباي الهندية عام 2008 والتي أسفرت عن مقتل 171 شخصا على الأقل. وتشير الوثيقة في السيناريو الثاني إلى عودة اثنين من الإرهابيين إلى ألمانيا قبل فترة تتراوح بين 6 و 8 أسابيع لتنفيذ هجمات بقنابل موقوتة على تجمعات غفيرة للمواطنين في إحدى المدن الكبرى دون الاضطرار إلى انتحار منفذي العملية.
وتأتي هذه التفاصيل بعد أن شهدت ألمانيا في الأيام الأخيرة إجراءات أمنية مشددة في المطارات ومحطات القطارات وعلى الحدود تحسبا لوقوع هجمات محتملة. وفي هذه الإطار قالت صحيفة "بيلد آم زونتاج" الصادرة اليوم أن عمليات المراقبة شملت أيضا الطرق الرئيسية والمعابر على ما يسمى بـ "خط البلقان" لاصطياد العناصر الإرهابية القادمة إلى ألمانيا عبر حدود تركيا واليونان. غير أن هيئة مكافحة الجريمة حذرت من تفشي حالة من الذعر والهستريا بين المواطنين على خلفية التقارير، التي تحدثت عن خطط لتنظيم القاعدة لشن هجوم يستهدف مبنى البرلمان الألماني المعروف بـالرايخستاج.
رئيس هيئة مكافحة الجريمة: "لا توجد مدعاة للذعر والهيستريا"
ومن جانبه قال يورج تسيركه، رئيس هيئة مكافحة الجريمة، أمس السبت في هامبورج إنه "لا توجد مدعاة للذعر والهستريا مؤكدا أنه "ليس هناك سبب لإلغاء أي ندوة عامة". كما أكد تسيركه أن الأنباء عن التقارير بشأن خطط لاستهداف مبنى (الرايخستاج) تؤثر في التحقيقات السرية التي تجريها أجهزة الأمن، لذا فهو لا يريد أن يتحدث عن هذه التقارير، لأن مثل هذه التصريحات من شأنها أن تهدد "التحقيقات والمصادر". واعترف تسيركه بإمكانية أن تدخل الأهداف الرمزية في ألمانيا في مجملها في بؤرة الخطر "لذا فهناك تواجد إضافي من قبل الشرطة في مثل تلك الأماكن".
وكانت مجلة "دير شبيجل" الألمانية الصادرة غدا الاثنين قالت في تقرير لها إن إسلامويا ألمانيا أبلغ هيئة مكافحة الجريمة وحذرها من أن قيادة تابعة لتنظيم القاعدة تعتزم بمساعدة مجموعات متحالفة معها مهاجمة مقر البرلمان الألماني واحتجاز رهائن وتنفيذ مذبحة دموية باستخدام أسلحة نارية.
تأييد للإجراءات الأمنية
وفي سياق متصل رفضت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الحديث عن تقارير ملموسة حول خطط لتنظيم القاعدة لشن هجوم على مبنى البرلمان الألماني. وقالت ميركل أمس في أعقاب مشاركتها في قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في لشبونة: "حتى هيئة مكافحة الجريمة أوضحت مرة أخرى أنه لا توجد تفاصيل حول هذه الخطط يمكن ذكرها الآن". وفضلا عن ذلك أكدت المستشارة الألمانية أن سلطات بلادها تبذل ما في وسعها لضمان أمن المواطنين، مشيرة إلى أن الحكومة أعطت معلومات بشكل إجمالي عن الوضع الأمني، لكنها لا تستطيع أن تقول المزيد عن ذلك.
من ناحية أخرى أعرب حزب الخضر المعارض عن تأييده للإجراءات الأمنية، التي يتخذها وزير الداخلية توماس دي ميزير في إطار مكافحة الإرهاب، إذ مدح رئيسه جيم أُوزديمير وزير الداخلية كونه ينأى بنفسه عن الصراعات الحزبية حول سبل مكافحة الإرهاب. وقال أُوزديمير خلال مؤتمر يعقده حزبه حاليا في مدينة فرايبورغ في جنوب غرب ألمانيا: "أنا سعيد، لأن وزير الداخلية لا يوظف المخاوف الحالية من وقوع اعتداء إرهابي في خدمة حملات سياسية حزبية"، مؤكدا أن حزبه "يدعم كل الإجراءات الضرورية للحفاظ على أمن البلاد".
(ل. م / د ب ا)
مراجعة: طارق أنكاي