مدرب رياضي شخصي من أجل جسد رشيق
١٧ أبريل ٢٠١٠تتصبب قطرات العرق من وجه بيرند ويتقطع نفسه وهو يلهث تعبا من التمارين الرياضية التي تأمره المدربة مادلين بالقيام بها. ويحاول بيرند القيام بحركات رياضية خاصة لتمرين البطن. ولكن يبدو أن هذه التمارين مرهقة جدا، فقد احمر وجهه وتقطع نفسه بينما تعد المدربة مادلين، التمارين بشكل تنازلي: "تسعة، ثمانية، خمسة، أربعة." وهكذا دواليك. وبيرند يواظب منذ الخريف الماضي على القيام بتمارين رياضية تحت إشراف المدربة الشخصية مادلين.
آمال كبيرة قد يصعب تحقيقها على أرض الواقع!
بيرند في 45 من عمره ويعاني من السمنة، إذ يبلغ وزنه 110 كيلوغرامات. وقد تمكن بمساعدة المدربة الرياضية الشخصية من تخفيض وزنه بمقدار ثمانية كيلوغرامات. كما يسعى إلى التخفيف من بروز بطنه. ويؤكد بيرند أنه لا يسعى إلى أن يتحول إلى "أدونيس"، أي أن يصبح نحيفا ورشيقا، إنما إلى أن يشعر براحة نفسية وجسدية عندما يرتدي بدلات أنيقة مثلا وألاّ يشعر بأنها ضيقة. لكن الوصول إلى هذا الهدف يتطلب منه أيضاً اتباع نظام غذائي معين، الأمر الذي يطبقه بشكل اضطراري. أما مادلين فيلزنر، فقد درست العلوم الرياضية وقامت بتكوين إضافي يؤهلها لممارسة مهنة المدرب الرياضي الشخصي. وهي تقول إن غالبية زبائنها يسعون إلى تحسين لياقتهم البدنية، مشيرة إلى أن الكثيرين لا يعرفون أن هناك إمكانيات محدودة فيما يتعلق بالآمال المعلقة على التدريبات الرياضية، وأن الكثيرين لديهم تصورات عن المدرب الشخصي أخذوها من بعض المجلات التي تصور بعض نجوم هوليود أو عارضات الأزياء الشهيرات، على غرار عارضة الأزياء الألمانية هايدي كلوم، التي صُورت وهي تمارس الرياضة برفقة مدربها الشخصي على أحد الشواطئ الأمريكية.
وظيفة تتجاوب مع النزعة الاجتماعية نحو التفرد
وتحاول المدربة في أول لقاء مع الزبون معرفة إمكانية التفاهم معه والهدف الذي يسعى إلى تحقيقه: تخفيف الوزن أم تقوية العضلات أم التدرب على الجري في سباق الماراتون مثلا؟ ويحدد المدرب انطلاقا من هذه المعلومات نوعية التمارين التي يدرب الزبون عليها. وتعزو مادلين فيلزنر الإقبال المتزايد على المدربين الرياضيين الشخصيين إلى عدد من المعطيات المرتبطة بالحياة العصرية، على غرار الضغط النفسي في مكان العمل والأرق، إلى جانب المتطلبات الحياتية والاجتماعية وغيرها، والتي تعرض جسد المرء الى مزيد من التعب والضغوط.
وتقول مادلين إن "هناك في المجتمع نزعة متزايدة نحو الانفراد والتفرد، وبالتالي فإن الناس أصبحوا يريدون أيضا تدريبات رياضية خاصة بهم وتتناسب مع متطلباتهم وميولهم، ويتضح هذا الميل بشكل خاص لدى الشريحة الاجتماعية الميسورة التي يمكنها دفع ما يتراوح بين 50 و120 يورو في الساعة أجرا للمدرب الرياضي الشخصي، ويشغل غالبية هؤلاء مناصب عليا أو يعملون بصفة مستقلة لحسابهم الخاص، وبالتالي فهم يفتقدون إلى الوقت الكافي للذهاب بشكل منتظم إلى التدريبات الرياضية.
المدرب الرياضي الشخصي - حكر على شريحة اجتماعية معينة
بيرناديت، واحدة من هؤلاء، اضطرت بسبب ضيق وقتها إلى الانقطاع عن تدريبات رياضية جماعية بصفة مبكرة رغم أنها دفعت ثمنها مسبقا. وهي لا تستمتع بممارسة الرياضة لوحدها وبالتالي تفضل البقاء في البيت على الخروج للجري مثلا. ولذلك قررت قبل ستة أشهر ممارسة الرياضة على يد المدربة الشخصية إيزابيل غيشفاتنر"أعرف أنها تنتظرني بعد أن حددنا موعدا، وهذا دافع كبير بالنسبة لي، وبالتالي لا أستطيع التقاعس عن ممارسة الرياضة". ويمكن فهم هذا الاندفاع من قبل بيرناديت فالمدربة الشخصية تكلفها ما بين 200 و300 يورو شهريا. وتؤكد بيرناديت أن ممارسة الرياضة بشكل منتظم هي أهم شيء بالنسبة لها، بينما تعتبر تخفيف الوزن والمحافظة على رشاقة جسدها تأثيرات إيجابية جانبية فقط. وتؤكد المدربة الرياضية إيزابيلا على أن غالبية زبائنها لا يسعون إلى ممارسة الرياضة بغرض تخفيف الوزن فحسب، وإنما يلعب الجانب الصحي دورا مهما بالنسبة اليهم أيضاً وتقول:" إن دور المدرب الرياضي الشخصي لا يقتصر على تقديم تمارين رياضية، بل هو في الوقت نفسه طبيب نفسي ومختص في التغذية". ويبقى الأمر متعلقا بمدى انخفاض الأجور التي يتعين دفعها لمثل هؤلاء المدربين الشخصيين حتى تصبح هذه الظاهرة شعبية ولا تبقى حكرا على شريحة اجتماعية معينة.
الكاتبة: مارليز شاوم / شمس العياري
مراجعة: منى صالح