Als Beriln gespalten wurde: Erinnerungen
١٣ أغسطس ٢٠٠٩يحتفل سكان برلين هذه السنة بالذكرى العشرين لسقوط "الجدار" لكن الكثيرين لا يزالون يحملون ذكرى ذلك اليوم من صيف 1961 عندما شطر هذا الحائط من الأسلاك الشائكة والاسمنت مدينتهم بشكل مباغت إلى قسمين. في "احد الأسلاك الشائكة" الذي صادف في 13 آب/أغسطس 1961 استيقظ الألمان الشرقيون ليجدوا أنفسهم عالقين في القطاعات التي يحتلها الاتحاد السوفيتي وقد فصلوا بين ليلة ضحاها عن عائلاتهم وأقاربهم. فقد قررت المانيا الشرقية وضع حد لنزوح سكانها الذي كانوا يفضلون الحرية والازدهار في ألمانيا الغربية على الصرامة المتبعة في منطقة النفوذ السوفيتية. وكانت برلين مع منطقتي الاحتلال المختلفتين فيها المعبر المفضل لهؤلاء. ففي سرية تامة جند عشرات آلاف الرجال ليشيدوا على عجل في تلك الليلة الجدار بفضل الأسلاك الشائكة مكرسين بذلك انقسام
أوروبا في الحرب الباردة.
محاولات فردية وجماعية
عندما بدأت عملية بناء سور برلين في آب /أغسطس من عام 1961 لم يستوعب الكثيرون في ألمانيا الشرقية سابقا أبعاد بناء مثل هذا السور. وبعد أن بدأت الصورة تتضح مع مرور الأيام أصبح الحائط مسرحا للعديد من محاولات الهروب، وكان الوضع من السوء بحيث أقدم البعض على المجازفة معرضا حياته للخطر. واتسمت عمليات بالإثارة والمغامرة. ووقعت بالفعل حوادث قتل عندما فتحت قوات حرس الحدود الشيوعية النار على الهاربين. وفي محاولة جماعية للفرار قام هاري ديترلينغ الذي عمل آنذاك سائقا للقطار في ألمانيا الشرقية، باختطاف قطار من ثماني عربات لكي يستخدمه في نقل 24 من أصدقائه وأقاربه عبر الجدار. وفي الشهور الأولى التي تلت بناء الجدار تمت عمليات هروب تحت الأرض عبر أنفاق تم حفرها أسفله.
"النفق 57"
ويسرد فولفغانغ فوكس الذي كان آنذاك في الرابعة والعشرين من عمره تفاصيل محاولته الناجحة للهروب أسفل الأسلاك الشائكة برفقه زوجته وطفليه. بيد أنه لم يكتف بأن نال حريته هو وأسرته، إذ قام بعد نجاح محاولته بتجنيد معاونين له لحفر نفقين أسفل الحائط. استغرق حفر أحد الأنفاق سبعة أشهر كاملة وبلغ طوله 140 ياردة حيث امتد من سرداب أسفل مخبز في "بيرماويرشتراسه" في الشطر الغربي إلى مرحاض بمنزل يقع بالقرب من الجانب الشرقي لسور برلين. وكان يطلق على ثغرة الهروب السرية هذه "النفق 57" وذلك لأن 57 شخصا قاموا بالزحف عبره للوصول إلى الغرب، قبل حادث إطلاق الرصاص الذي وقع في الرابع من تشرين أول /أكتوبر 1964 وهو الحادث الذي أدى إلى اكتشافه وتدميره من قبل قوات حرس الحدود. وتمكن عشرات آخرون من الهروب عبر نفق ثان قريب أشرف عليه أيضا فوكس ومعاونوه المتحمسون. لكن سرعان ما أصبح الهروب أسفل الأرض مستحيلا بعد إزالة أو هدم المنازل القريبة من السور على الجانب الشرقي، حيث تم توسيع منطقة الحدود وتكثيف أعمال الدورية، بل أكثر من ذلك، نسف الشيوعيون كنيسة بالمدينة رأوا أنها قريبة جدا من خط الحدود.
الفرار بحرا
وفي تشرين أول /أكتوبر 1976 جرت محاولة هرب مختلفة في نوعها من جانب مارتن كاشتن، وهو طبيب شاب كان يعمل بمستشفى حكومي في بولتينهاغن وهي بلدة ساحلية في ألمانيا الشرقية. ففي الوقت الذي كانت فيه المصابيح الضخمة تمسح الشاطئ كل بضع دقائق بحثا عن هاربين، شرع الطبيب الشاب في رحلة السباحة الأخطر في حياته. فعند منتصف الليل ألقى الرجل بنفسه وسط المياه مرتديا ملابس ضفدع بشري ومزودا بأجهزة التنفس الخاصة بالغواصين. بيد أن زوارق الدورية التابعة للنظام الشيوعي في ألمانيا الشرقية التي كانت تجوب بحر البلطيق بحثا عن الساعين للهرب سباحة لم تتمكن من رصد الطبيب الشاب. وبعد ثمانية عشر ساعة من السباحة المتواصلة انتشلت الطبيب المنهك القوى عبارة سويدية كانت في طريقها إلى ميناء ترافيمونده في ألمانيا الغربية. وفيما بعد شرح كاشتن قراره بالمجازفة بحياته رغم أن حالته المادية كانت ممتازة فقد كان والده يملك عيادة خاصة وكان بوسعه إدارتها وأضاف "بيد أن ذلك لم يكن الهدف، فأنا أردت أن أصبح جراحا لكني كنت أدرك أن ذلك يستلزم الانضمام للحزب الشيوعي، وهذا ما لم أريده. وكل ما في الأمر لم أستطع تقبل الأحوال في جمهورية ألمانيا الشرقية."
(ن.ط / د ب أ/ أ ف ب)
مراجعة: عبده المخلافي