متحف الحمراء بإسبانيا يعرض أسلحة بني نصر
١٧ أكتوبر ٢٠١٣يستضيف متحف الحمراء التابع لـ"مؤسسة رعاية قصر الحمراء وحدائق العريف" في مقره بقصر الإمبراطور "كارلوس الخامس" المجاور للقصر الأندلسي في جنوبي إسبانيا، معرضا مؤقتا حتى يوم 15 نوفمبر/تشرين الثاني القادم يحمل عنوان "أسلحة ومعدات للدفاع النصري".
ويتكون متحف الحمراء من قسم كبير يضم المعرض الدائم لروائع قصر الحمراء، وقسم في نهايته للمعارض المؤقتة يضم الآن تشكيلة من قطع ذات أهمية كبيرة تمثل شاهدا ماديا على عتاد وأسلحة استخدمها بنو نصر -وهم آخر حكام غرناطة- في الدفاع عن مملكتهم التي تعد آخر مملكة عربية أندلسية تسقط في أيدي الملوك الكاثوليك. وتتميز القطع المعروضة بحالتها الجيدة لأن غالبيتها كانت محفوظة داخل مباني الحمراء، أو عُثِرَ عليها داخل مجمع منشآته أثناء عمليات تنقيب، ومنها ما عُثر عليه خارج أسوار هذا "القصر/المدينة"، وكان دليلا على وجود الأسرة النصرية في تلك الأماكن.
وقُسِّمَت القطع المعروضة على مجموعات مختلفة تسمح للزائر في مجملها بمعرفة الكيفية التي كانت عليها أسلحة الدفاع النصرية وزينتها، وأنواع الأسلحة التي كانت مستخدمة في ذلك الوقت، ومنها الأسلحة البيضاء والأقواس والسهام والمقذوفات النارية ورؤوس الحراب والسهام.
معروضات نادرة
وتشمل معروضات المتحف ما كان يستخدمه المحاربون في تزيين لباسهم الحربي ومعداتهم وخيولهم، وزخارف بارزة كانوا يضعونها على قمة خيمة القيادة، وأصفادا كانوا يستخدمونها لتقييد الأسرى، ويمثل المعرض نموذجا للمعدات الدفاعية التي استعملها آخر ملوك الأندلس. وقالت بوريفيكاثيون مارينيتو، رئيسة إدارة صون المتاحف، في "مؤسسة رعاية قصر الحمراء وحدائق جنة العريف" والمسؤولة عن تنظيم هذا المعرض- إن فكرة إقامته جاءت نظرا للعدد الكبير من القطع المحفوظة داخل المخازن في إطار المجموعة الأثرية التي يمتلكها متحف الحمراء، ولكون هذه القطع هي خير ممثل لوسائل الدفاع وزخارفها التي اشتملت على رموز للأسرة النصرية.
وأضافت -في حديث للجزيرة نت- أن المعرض المؤقت يقدم عددا محدودا من تلك القطع التي ستعرض خلال وقت طويل نسبيا في ذلك القسم من متحف الحمراء، لتعريف الجمهور بها ولإتاحة فرصة للمهتمين برؤيتها، وأن المعرض يسعى للتعريف بقطع تكون عادة محفوظة في المخازن ولكنها تتمتع بنوعية وأهمية استثنائية. وأوضحت مارينيتو أن هناك قائمة بمحتويات المعرض متاحة في صفحة متحف الحمراء على الإنترنت للراغبين في معرفة مزيد من التفاصيل عنها من زائري المعرض أو من غيرهم في مختلف بقاع العالم.
إقبال كبير
وأكدت مارينيتو أن كافة القطع المعروضة مملوكة لمتحف الحمراء ما عدا ثلاث قطع تم طلبها كوديعة مؤقتة من متحف الآثار بغرناطة، وهي قوس الرماية وقطعتا الركاب، لأنها تبيِّن إلى حد بعيد جماليات زخارف هذه المعدات في عصر الأسرة النصرية. وأشارت إلى أن قوس الرماية المعروض هو الوحيد من نوعه المحفوظ مكتملا منذ ذلك العصر، أما باقي المتاحف فتمتلك أجزاء فقط من أمثاله لأنها لم تصل بحالة حفظ جيدة إلى عصرنا.
وترى المسؤولة الإسبانية أن القوس والركاب كانا على الأرجح من ممتلكات أسرة أبي عبد الله الصغير آخر ملوك غرناطة العرب، لأنها وُجِدَت في مكان عاش فيه بمنطقة جبال البشرات الغرناطية بعد تسليم مدينة غرناطة للملوك الكاثوليك. مؤكدة أن المعروضات توضح تطور الأسلحة البيضاء المستخدمة في عهد الأسرة النصرية، وتقدم للباحثين الكثير من المعلومات عنها.
وختاما قالت مارينيتو إن المعرض لقي اهتماما عظيما من الجمهور الإسباني والأجنبي، الذي يأتي خصيصا لزيارته نظرا لوجود العديد من القطع التي لم تـُر من قبلُ قط، ويبدي إعجابه بقطع كثيرة منها الخوذة الحديدية المزخرفة والسيوف وحمالاتها، ويُفاجأ بوجود المقذوفات النارية التي استخدمت كنوع جديد من أدوات القتال في أواخر حرب غرناطة.
المصدر: الجزيرة نت / aljazeera.net