مبارك يدعو نتنياهو إلى التفاوض على الحدود النهائية للدولة الفلسطينية
١٤ سبتمبر ٢٠٠٩أجرى الرئيس المصري محمد حسنى مبارك مشاورات وصفتها الرئاسة المصرية بالـ "هامة وصريحة" أمس الأحد في القاهرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وتركزت في مجملها حول قضية السلام. وأكد مبارك خلال اللقاء على ضرورة استئناف المفاوضات مع الجانب الفلسطيني من حيث توقفت، مؤكداً عدم جدوى الحديث عن دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة. ودعا في هذا السياق إلى التفاوض على الحدود النهائية للدولة الفلسطينية، بما يفتح الطريق أمام الاتفاق على كافة قضايا الوضع النهائي خلال إطار زمني محدد ودون استبعاد أي منها من عملية التفاوض، مشدداً على "حساسية" وضع القدس ومكانتها في العالمين العربي والإسلامي. وفيما يتعلق بالأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، طالب الرئيس مبارك إسرائيل بالمزيد من التسهيلات ورفع الحواجز بالضفة الغربية، كما دعا إلى رفع الحصار عن غزة وتسهيل حركة الفلسطينيين بين الضفة والقطاع.
من جهتها ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت " الإسرائيلية في موقعها الالكتروني أن مكتب نتنياهو أشار إلى أن المحادثات كانت مثمرة وجرت في مناخ ودي. وجاء في بيان صادر عن مكتب نتنياهو إنهما "ناقشا التحديات التي تواجه المنطقة وضرورة أن تلعب جميع الأطراف- إسرائيل والفلسطينيين والدول العربية والمجتمع الدولي - دورها في دفع عملية السلام." جدير بالذكر أن نتنياهو قال خلال اجتماع لمجلس الوزراء قبيل مغادرته للقاهرة، إنه يأمل في تضييق الفجوات بين الجانبين والتي تحول دون استئناف محادثات السلام، "وربما تجسيرها للبدء مجددا في العملية الدبلوماسية" على حد تعبيره.
وتزامنت زيارة نتنياهو لمصر مع زيارة المبعوث الأمريكي جورج ميتشل إلى الشرق الأوسط، حيث جرت محادثات أمس الأحد بين ميتشل والرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز ووزير الخارجية أفيجدور ليبرمان، في إطار ما تعهد به مسئولو البيت الأبيض بإعطاء دفعة جديدة لخطة السلام في الشرق الأوسط خلال الشهر الجاري.
إرجاء اجتماع نتنياهو مع ميتشل
وقال المبعوث الأمريكي جورج ميتشل أمس الأحد إنه يأمل في التوصل خلال أيام قلائل إلى اتفاق في المحادثات مع الزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين حول تجميد الاستيطان وإحياء مفاوضات السلام. وقال ميتشل وبجانبه الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريس: "في حين أننا لم نتوصل بعد لاتفاق بشأن الكثير من القضايا البارزة، إلا أننا نجتهد من أجل ذلك والهدف بالطبع من زياراتي هنا في هذا الأسبوع هو محاولة التوصل لاتفاق."
ويسعى ميتشل الذي وصل إلى إسرائيل أول أمس السبت إلى إعداد ترتيب تقوم إسرائيل بموجبه بتجميد الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة وتتخذ الدول العربية خطوات أولية باتجاه الاعتراف بإسرائيل. وتأمل واشنطن في أن يقود هذان التحركان لاستئناف محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية المعلقة منذ ديسمبر/ كانون الأول.
من ناحية أخرى قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الاجتماع الذي كان مقررا بينه وبين ميتشل اليوم الاثنين تأجل إلى الثلاثاء حتى يتسنى لنتنياهو حضور جنازة الطيار عساف رامون الذي قتل في حادث تدريب. وسيعقد الاجتماع بين نتيناهو وميتشل يوم غد الثلاثاء حيث سيبحث الجانبان إمكانية عقد قمة ثلاثية في نيويورك الشهر الحالي باشتراك نتنياهو والرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وأوضح ميتشل الذي التقى أمس الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز أنه سيحاول خلال لقائه نتنياهو تقليص الفجوات بين مواقف الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني بهدف دفع عملية التفاوض بينهما.
(ط. أ/ أ ف ب/ د ب أ/ رويترز)
مراجعة: سمر كرم