لاهاي.. رئيس كوسوفو السابق هاشم تاجي ينفي ارتكاب جرائم حرب

قال رئيس كوسوفو السابق هاشم تاجي (ثاتشي) مع بدء محاكمته أمام محكمة خاصة في لاهاي اليوم الاثنين (الثالث من أبريل/ نيسان 2023) إنه غير مذنب بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بينما احتشد محتجون أمام مقر المحكمة لدعم الزعيم الذي كان الغرب يحتفي به ذات يوم.

ويواجه تاجي وثلاثة متهمين آخرين عشر تهم شملت الاضطهاد والقتل والتعذيب والإخفاء القسري.

وقال مسؤول الادعاء أليكس وايتنج إن الأربعة استهدفوا معارضين سياسيين، وكذلك الأقلية العرقية الصربية وأقلية الروما وأن معظم الضحايا من أبناء الأغلبية الألبانية العرقية التي تبلغ نسبتها 90 بالمئة في كوسوفو.

وقال وايتنج "لا يمكن أن يكون هناك أي مبرر... للاحتجاز التعسفي للمدنيين ومن هم خارج (دائرة) القتال وتعريضهم للانتهاكات والتعذيب والقتل... ولهذا السبب رفع الادعاء هذه القضية للدفاع عن سيادة القانون ومبدأ أن لا أحد فوق القانون، حتى في زمن الحرب".

وبعد بدء جلسة المحاكمة بفترة وجيزة، قال المتهمون الأربعة، وكانوا جميعهم من الشركاء المقربين في جيش تحرير كوسوفو سابقا ولاحقا في سياسات وقت السلم، إنهم غير مذنبين في جميع التهم العشر.

وتجمع عدة آلاف من قدامى المحاربين في جيش تحرير كوسوفو أمس الأحد في بريشتينا احتجاجا على محاكمة تاجي ورفاقه الثلاثة المقربين، كما تجمع المئات اليوم أمام مقر المحكمة رافعين صور ثاتشي ورددوا هتافات مؤيدة لجيش تحرير كوسوفو.

واستقال تاجي (54 عاما) من الرئاسة بعد فترة وجيزة من توجيه الاتهام إليه ونُقل للاحتجاز في لاهاي.

المحاكمة قد تستمر لسنوات

خلال الفترة التي قضاها قائدا لجيش تحرير كوسوفو وسياسيا بارزا، عمل تاجي عن كثب مع العديد من الزعماء الغربيين. وعندما كان جو بايدن نائبا لرئيس الولايات المتحدة، نعته بلقب "جورج واشنطن كوسوفو".

وكان تاجي في طريقه إلى اجتماع في البيت الأبيض في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عندما أُعلنت لائحة الاتهام ضده. وكُتب على لافتة رفعها محتجون خارج المحكمة في لاهاي "حلفاؤكم يحاكمون!".

ومن المرجح أن تكون المحاكمة طويلة، إذ قال ممثلون للادعاء في المؤتمرات الإجرائية إنهم سيحتاجون إلى عامين لتقديم جميع الأدلة.

وبدأت الإجراءات بعد أسبوعين من إصدار المحكمة الجنائية الدولية، وهي المحكمة الدائمة المعنية بجرائم الحرب ومقرها في لاهاي أيضا، مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتهمة ترحيل أطفال أوكرانيين.

وبوتين وتاجي من بين عدد قليل من القادة الذين وُجهت إليهم اتهامات بارتكاب جرائم حرب في أثناء وجودهم في مناصبهم.

تأسست دوائر كوسوفو المتخصصة، ومقرها في هولندا وبها قضاة ومحامون دوليون، في 2015 للتعامل مع قضايا بموجب قانون كوسوفو ضد مقاتلي جيش تحرير كوسوفو السابقين.

ويعتقد كثير من مواطني كوسوفو أن المحكمة منحازة ضد جيش تحرير كوسوفو وتحرص على تشويه سجله في تمهيد الطريق لتحرير المنطقة من حكم صربي وحشي.

وتأسست المحكمة بشكل منفصل عن محكمة الأمم المتحدة الخاصة بيوغوسلافيا السابقة، والتي كانت في لاهاي أيضا، حيث حاكمت وأدانت في الغالب مسؤولين من صربيا بارتكاب جرائم حرب في صراعات كرواتيا والبوسنة وكوسوفو.

ومثل ميلوسيفيتش للمحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة لكنه توفي في 2006 قبل أن يصدر حكم.

وأسفرت حرب كوسوفو بين القوات الصربية والانفصاليين الألبان المسلحين عن سقوط 13 ألف قتيل غالبيتهم من ألبان الإقليم. وانتهت عندما اضطرت حملة ضربات جوية شنتها الدول الغربية في ربيع العام 1999، القوات الصربية على الانسحاب. ودارت الحرب عندما كان لا يزال الرئيس القوي آنذاك سلوبودان ميلوسيفيتش في سدة الحكم.

خ.س/أ.ح (رويترز، أ ف ب، د ب أ)