كيف يمكن التخلص من الحجب والرقابة على الإنترنت؟
١٧ ديسمبر ٢٠١٢خلال الدورة الصحافية المفتوحة على الإنترنت لأكاديمية DWجرت مناقشة أربعة محاور مهمة: الأول، خلق مساحة للتعبير عن القضايا المحلية، والثاني: تأكد من مصادر معلوماتك- عامل ثروة المعلومات التي تحصل عليها من الإنترنت بمسؤولية. المحور الثالث: البيانات تقود الصحافة - أكتشف طرقاً جديدة للحصول على المعلومات وتقديمها. لكن ما هي البيانات وما أهميتها في الصحافة؟ والمحور الأخير هو البقاء مع الإنترنت: التعامل مع الرقابة والتدخل عبر الإنترنت، فهل يمكن التهرب من الرقابة على الإنترنت؟
#video#
أولى المشاركون في الدورة الموضوع الرابع أهمية خاصة، إذ يعاني كثير من مستخدمي الإنترنت سواء كانوا متصفحين أو أصحاب مواقع من هجمات الكترونية أو من حجب مواقعهم أو مراقبة لسلوكهم خلال تصفح الإنترنت. غريغوار بوشيه، خبير الأعلام الحديث في منظمة "مراسلون بلا حدود" قال عن هذه الإشكالية إن نسبة من لا يتمكن من استخدام الإنترنت بحرية حول العالم تبلغ الثلث من بين مستخدمي الشبكة العنكبوتية. وأضاف أنه يوجد نوعان من التعرض عن طريق الإنترنت، أولهما هو التعرض لهجوم الكتروني والآخر للحجب التام. ولتجنب هجوم الكتروني يقول بوشيه إنه يجب استخدام نظام إدارة صفحة الكترونية قوي، مثل WordPressأو Drupal.
حجب الموقع
أما في حالة حجب الصفحة الالكترونية من قبل جهة معينة، وهي حالة تمثل تحدياً حقيقياً للكثير من أصحاب المواقع الالكترونية، فإنه يجب استنساخ الموقع وتمريره من خلال تصويره عن طريق استعمال أدوات مثل HTTrack، ثم نشر النسخة عن طريق تويتر أو الفيسبوك.
وهناك مشكلة أخرى تخص متصفحي الإنترنت وتكمن في عدم الشعور بالأمان عند دخول مواقع معينة، أو عدم القدرة على تصفحها. بوشيه يقترح استخدام ما يسمى بـ "شبكة خاصة افتراضية" (VPN)، أو استعمال برامج مجانية مثل Tor. "يجب عليك أن تكون ذكياً وخلاقاً في التعامل مع إمكانيات الإنترنت المتاحة"، يقول بوشيه معلقاً على كيفية استعمال بعض الحيّل للتهرب من الرقابة، مثل نسخ الـURLللموقع المحجوب وطبعه على مترجم غوغل Google Translateوالبحث عنه مرة أخرى أو استعمال PDF convertersللغرض نفسه ونقل نسخة من ملف PDFإلى البريد الالكتروني الخاص.
من أداة رقابة إلى أداة حرية
أما معز شكشوك، مدير عام وكالة الإنترنت التونسية، فقد شرح التحول الكبير الذي طرأ على الوكالة التي يديرها منذ الثورة في تونس ATI، لتتحول الوكالة من الأدوات التي كان يستعملها النظام السابق لقمع حرية التعبير إلى أكثرها حرية بعد الثورة التونسية. "رسالتنا هي: الإنترنت هو حرية"، كما يقول شكشكوك. فقد فتحت هذه الحرية المجال للمجتمع المدني للتعرف على الحرية عبر الإنترنت والثقة بما يدور في عالم الشبكة العنكبوتية.
ويعتقد شكشوك أن على "المدونين والمواطنين الصحافيين توعية المجتمع بالقضايا الحقيقية"، لكنه يشير في الوقت ذاته إلى أهمية، أن الحرية الشخصية مرتبطة أيضاً بالمسؤولية خلال استخدام الإنترنت. ودعا شكشوك المدونين العرب إلى التعاون فيما بينهم، وإلى التركيز على قضايا ذات محتوى مهم بالنسبة للمواطن العربي، موكداً على أنه يجب على الجميع تبادل الخبرات فيما بينهم لغرض الاستفادة الجماعية.
كل من شكشوك وبوشيه دعا إلى الانضمام إلى مبادرات مهمة مثل ElectronicFrontier Foundation, Telecomix، Privacy Internationalأو إلى Jhackأو إلى مؤتمر حرية الإنترنت في مايو/ آيار 2013. روابط مهمة وبرامج أخرى يمكن إيجادها ضمن مشروع We Fight Censorshipلمنظمة "صحافيون بلا حدود".
وأخيراً يقول معز شكشوك: "الإنترنت ينتمي إلى المستخدم"، ولهذا فإنه يجب على المستخدم الدفع به ليكون مجالاً حراً للتعبير.