1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

كربوب لـ DW: إخوتي عارضوا مسيرتي وأحلم بكأس العالم للرجال

٢٨ يناير ٢٠٢٤

تعتبر بشرى كربوب من أفضل الحكام النساء حاليا في كرة القدم الإفريقية. بيد أن مسيرتها كانت حافلة بالإصرار والمثابرة رغم تحديات المجتمع المحافظ الذي نشأت فيه. DW التقت بشرى في بطولة أمم افريقيا في كوت ديفوار.

https://p.dw.com/p/4bjc4
الحكمة المغربية بشرى كربوبي خلال قيادتها لمباراة نيجيريا وغينيا بيساو في بطولة أمم افريقيا في كوت ديفوار 22.01.2024
الحكمة المغربية بشرى كربوبي واجهت مصاعب كبيرة في بداية مشوارها التحكيمي وولعها بكرة القدمصورة من: Kim Price/CSM via ZUMA Press Wire/picture alliance

عندما كانت بشرى كربوب في الرابعة عشرة من عمرها، مزق إخوتها علم التحكيم الذي كان بحوزتها. لم يريدوا أن تجلب أختهم "العيب" للعائلة من خلال دخولها عالم التحكيم. واليوم، وبعد حوالي 23 عاما، أصبحت المغربية من أشهر النساء في بلدها، على الأقل بالنسبة للمهتمين بكرة القدم. بشرى كربوبي البالغة من العمر 36عامًا تتواجد حاليا ضمن الطاقم التحكيمي في بطولة كأس الأمم الأفريقية الرابعة والثلاثين للرجال المقامة في كوت ديفوار والتي تعتبر أهم بطولةكرة قدم في القارة السمراء.

إخوتها عارضوا مسيرتها

نشأت كربوب مع أربعة من إخوتها الذكور في مدينة تازة الواقعة بالشمال الشرقي للمغرب، وهي مدينة معروفة بطابعها المحافظ، لذلك كان في ذلك الوقت عيبا أن ترتدي الفتاة سروالا قصيرا وتقف إلى جانب الذكور في ملعب لكرة القدم.

وهذا ما جعل إخوتها يعارضون بشدة شغف أختهم بكرة القدم. كما اعترضوا أيضا عندما أبدت بشرى اهتماما بمدرسة الحكام التي كانت قد افتتحت للتو في مدينة تازة عام 2001.

وتتذكر بشرى ذلك في حوار مع DW : "لكنني قلت لنفسي: أنا أحب كرة القدم، فلماذا لا أجرّبها؟ حتى ضد رغبة إخوتي". وتلا ذلك حادثة تمزيق علم التحكيم. وقبل وقت قصير من دخولها إلى الملعب أخذت إبرة وخيطًا وأصلحت العلم الممزق. ومنذ ذلك الحين اتضح أن لا أحد يمكن أن يوقف مسيرة بشرى في عالم التحكيم.

الانطلاقة الحقيقة عام 2020

انتقلت كربوب عام 2007 لمدينة مكناس لدراسة إدارة الأعمال وموازة دراستها آنذاك قامت بتحكيم مباريات في الدرجة الأولى والثانية في الدوري المغربي للسيدات. وفي عام 2014، اجتازت اختبار اللياقة البدنية الذي تطلبه الجامعة المغربية لكرة القدم لإدارة مباريات الرجال. بدأت بإدارة مباريات الرجال في الدرجات الدنيا قبل أن يتم اختيارها عام 2016 لإدارة المباريات القارية.

الحكمة المغربية كربوبي خلال كأس الأمم الافريقية في كوت ديفوار
الحكمة المغربية كربوبي آمنت بحلمها وتغلبت على مجموعة من التحديات لتصبح واحدة من أبرز الحكام النساء في القارة الإفريقيةصورة من: Olaf Jansen/DW

اكتسبت كربوب خبرة دولية في بطولة كأس الأمم الأفريقية للسيدات في غانا عام 2018، وبعدها في عام 2020 سُمح لضابطة الشرطة أن تقود مباريات للرجال في الدوري المغربي لأول مرة. وستبقى مباراة المغرب التطواني وأولمبيك خريبكة عالقة في ذهنها باعتبارها بمثابة شرارة الانطلاق في التحكيم في مباريات الرجال في المستوى العالي.

بعد اجتيازها لهذا الاختبار بنجاح عادت كربوب للفت أنظار المتابعين في المغرب والعالم العربي باعتبارها  أول امرأة يُسمح لها بتحكيم نهائي كأس العرش للرجال في المغرب. وخطف هذا الحدث الأنظار أكثر من فوز الجيش الملكي على المغرب التطواني 3-0 في تلك المباراة المهمة التي تابعها جمهور عريض.

رمز التقدم في مجال حقوق المرأة

منذ ذلك الحين، أصبح يُنظر إلى بشرى كربوب على أنها رمز لتقدم حقوق المرأة في العالم العربي. إذ لا تزال المشاركة المتساوية للمرأة في الأعمال والسياسة والمجتمع في العالم العربي تشكل تحديًا كبيرًا في العديد من الأماكن.

بشرى كربوب هي الحكمة النسائية الرئيسية الوحيدة في بطولة كأس الأمم الأفريقية الحالية في كوت ديفوار. وتضم لجنة التحكيم في هذه البطولة الحكمات سليمة موكانسانغا من رواندا، وأكونا ماكاليما من جنوب أفريقيا، وبيفيت ماريا سينكويلا من موريشيوس، وديانا تشيكوتشا من زامبيا. وقد شاركن جميعًا في البطولة وكن مقنعات.

الحلم بالتحكيم في كأس العالم للرجال

إدارة بشرى كربوب لمباراة نيجيريا وغينيا بيساو في دور المجموعات من بطولة أمم أفريقيا في كوت ديفوار حظيت باهتمام كبير. وتقول بشرى عن هذه المباراة "لقد سارت الأمور بشكل جيد".

بيد أن أحلام الحكمة المغربية التي كانت حاضرة ايضا في نهائيات كأس العالم للسيدات 2023 بأستراليا ونيوزيلندا، لم تنته بمشاركتها في كأس الأمم الإفريقية. وبهذا الخصوص تقول كربوبي لـ DW: "إن إدارة مباراة في كأس العالم للرجال يومًا ما هو هدفي الكبير".

أعده للعربية: هشام الدريوش