كراناخ والحداثة في العصور الوسطى

أفعى وعلى رأسها تاج، ولها جناحا خفاش وتحمل في فمها خاتم ياقوت، هكذا كان شعارهما. عملا كرسامي بلاط، وكان الأمراء يزورونهما. وفي مرسمهما طوّرا تقنيات رسم سريعة وخطط عمل معيارية من أجل إنتاج لوحات بورتريه ولوحات تتناول مواضيع دينية. بالإضافة إلى ذلك كانا يديران ورشات طباعة أيضاً، وكانا تاجري جملة للورق، وكعمدة للمدينة أثرا على مصير جامعة مدينة فتنبيرغ المعروفة في جميع أرجاء أوروبا. يعد الفنانانلوكاسكراناخ الأكبر(1472- 1553) وابنهالذييحملذاتالاسم(1515- 1586) من أكثر فناني القرن السادس عشر متعددي الجوانب.

قلما جسد أحد مُثل الإنسان في عصر النهضة أفضل منهما. بسبب حبهما للإصلاح لم يكن كراناخ الأكبر والأصغر يخفيان أي سر. وقد تناولا مواضيع بروتستانتية بكل صراحة، مثل موضوع الخلاص بعد الخطيئة. لوحاتهما التي تصور لوثر لا تزال حتى يومنا هذا راسخة في أذهاننا عن هذا المصلح العظيم. وبفضل كراناخ جرى طباعة ترجمة الإنجيل إلى اللغة الألمانية.

عام 2015 هو عام كراناخ: بمناسبة مرور 5 قرون على ذكرى ميلاد لوكاس كراناخ الأصغر تقام معارض ضخمة في اثنتي عشرة مدينة ألمانية. وبهذه المناسبة تعرض مؤسسة دويتشه فيله فيلماً وثائقياً عن كراناخ. بيتر شلوغل زار الأماكن التي عاشت فيها عائلة الرسامين واكتشف جماليات كراناخ المتعلقة بتقنيات الرسم، واطلع على أرشيف كراناخ الرقمي، والذي لا يزال يحتوي على الكثير من الأسرار والأسئلة التي لم تجد لها إجابة بعد.