قناة فضائية من غزة لمخاطبة العالم العربي
١٣ مايو ٢٠١٤بدأت "حكومة" حماس في قطاع غزة استعداداتها منذ عدة أشهر لإطلاق قناة تلفزيونية فضائية ناطقة باسمها، كأول قناة تلفزيونية موجهة إلى العالم العربي، رغم مواجهتها لأزمة مالية خانقة منذ الإطاحة بنظام الإخوان المسلمين في مصر وإغلاق الأنفاق المؤدية إلى قطاع غزة.
ويعمل مكتب حكومة حماس الإعلامي على قدم وساق للتحضير للقناة من خلال تجهيز الكوادر الصحفية والفنية وتوفير الأدوات اللازمة، بالإضافة إلى إعداد التقارير التلفزيونية. وأطلقت المحطة قناة خاصة على موقع "يوتيوب" الإلكتروني لبث التقارير المعدة من قبل طاقم القناة قبيل إطلاق بثها على الهواء.
فلسفة "الحكومة" وليس الحركة
وكان رئيس مكتب الإعلام إيهاب الغصين، قد أعلن في وقت سابق (16شباط/ فبراير2014) عن بدء الإجراءات لوضع قرار "مجلس الوزراء" في غزة بإنشاء قناة تلفزيونية موضع التنفيذ للتعبير عن سياسات حماس تجاه القضايا الفلسطينية المختلفة. وأوضح في حديثه لصحيفة "فلسطين" اليومية التابعة لحماس أن "الفضائية ستحمل رسالة إعلامية تخدم القضية الفلسطينية ومشروعها الوطني".
وتملك حماس عدداً من وسائل الإعلام المختلفة التي أنشأت معظمها بعد فوزها في الانتخابات الفلسطينية عام 2006، من بينها صحيفة يومية وأخرى نصف أسبوعية، وأكثر من إذاعة محلية تبث عن موجات FM، وكذلك مجلة شهرية تعالج قضايا مجتمعية، بالإضافة إلى أكثر من وكالة أنباء محلية ومواقع إخبارية، وشركة للإنتاج الإعلامي، وكذلك قناة "الأقصى" الفضائية، إلى جانب بعض وسائل الإعلام التلفزيونية والمواقع الإخبارية التي تملكها حماس في الخارج.
فضائية رغم العجز المالي
وحاول إسماعيل الثوابته مدير عام فضائية "الرأي"، والمتوقع انطلاق بثها التجريبي خلال العام الجاري، التقليل من تأثير الأزمة المالية في غزة على إطلاق القناة، رافضاً الإفصاح عن الموازنة التقديرية لتكاليف إنشائها. وقال في حديثه مع DW عربية "نحاول بكل جهد مستطاع استغلال الإمكانات البشرية والمادية المتاحة من أجل إتمام التحضيرات التي تسير على قدم وساق لإطلاق القناة التلفزيونية، ونسعى لتقنين أكبر قدر ممكن من المصروفات". وأضاف الثوابتة "طاقم الفضائية الحالي حوالي 30 موظف بعضهم من الموظفين الحكوميين الذين يعملون في وزارات الحكومة المختلفة ولديهم إمكانات للعمل فيها، ونتعاون كذلك مع شركات إنتاج إعلامية محلية لإنتاج بعض البرامج بأقل التكاليف وأحيانا مجاناً". وأشار إلى أن استعدادات القناة لم تتوقف بعد توقيع اتفاق المصالحة، وأن الفضائية ستكون من "ضمن مهام الحكومة القادمة وفلسفتها لن تتغير، كونها كانت ستعبر عن الكل الفلسطيني سواء بوجود حكومة حماس أو حكومة الوحدة".
خطاب موجه للخارج
أما إسراء المدلل الناطقة باسم "حكومة" حماس في غزة، فقد أوضحت أن القناة الجديدة ستوجه خطابها إلى الخارج بشكل أساسي ولن يكون خطابها موجهاً إلى المجتمع المحلي، لتعريفه بالمشاكل التي يعاني منها المجتمع. وقالت لـDW عربية "سيكون خطاب القناة مختلفاً عن وسائل الإعلام التابعة لحماس، وستعبر عن موقف الحكومة ولن تكون نسخة من فضائية الأقصى التابعة لحماس، سنحاول أن نسلط الضوء على الجانب الإنساني والمعاناة وكذلك الجوانب الإيجابية في المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة".
ويذكر أن وسائل الإعلام التابعة لحماس اتخذت مواقف سياسية داعمة في سياستها التحريرية لحركة الإخوان المسلمين في مصر. وكذلك أتاحت المجال في مساحات واسعة لتغطية القضايا العربية وفقاً لمواقف حركة حماس من تلك القضايا. ولا يتفق الصحافي فتحي صبّاح رئيس مجلس إدارة المعهد الفلسطيني للاتصال والتنمية مع مبررات إنشاء "حكومة" حماس لقناة فضائية جديدة في ظل الأزمة المالية التي تعاني منها ووجود وسائل إعلام كافية لمخاطبة الجمهور سواء المحلي أو العربي.
وقال في حديثه مع DW عربية "اعتقاد حركة حماس وحكومتها أن وسائل الإعلام تستطيع إقناع الناس محلياً وخارجياً برؤية الحركة وتوجهاتها قد يكون خاطئاً، ولن يجدي نفعاً زيادة وسائل الإعلام واحدة أخرى". وأضاف صباح "حماس بدوائرها المختلفة والحكومة بوزاراتها يتواصلون مع وسائل الإعلام ويرسلون عبر البريد الإلكتروني والرسائل النصية عبر الهواتف النقالة وغيرها من أدوات التواصل بيانات صحفية ومواقفهم السياسية تجاه مختلف القضايا دون حاجة الصحافي للتوجه بالسؤال إليهم، فما الداعي من إنشاء قناة تلفزيونية جديدة؟".
ولا زالت حركة حماس وحكومتها في غزة تولي الشؤون العربية اهتماماً بالغاً لانعكاسها على عملها في قطاع غزة، وهو ما دفعها للبدء في تنفيذ اتفاق المصالحة وتقديم تنازلات لخصمها السياسي حركة فتح، وهو ما ستحاول القناة الفضائية الجديدة الواعدة تقديمه، رغم الغموض الذي يكتنف مستقبلها في حال تشكيل حكومة فلسطينية موحدة برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.