قمة العشرين في مواجهة عقبات بشأن المناخ وأوكرانيا وغزة
١٧ نوفمبر ٢٠٢٤تنطلق قمة ريو دي جانيرو لمجموعة العشرين يوم الاثنين (17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024) في وقت يزداد فيه تباعد وجهات النظر بين الدول الأعضاء حول القضايا الكبرى، خاصة بعد إعادة انتخاب الرئيس السابق دونالد ترامب رئيسا جديدا للولايات المتحدة.
ملف المناخ من أبرز القضايا الشائكة على طاولة الاجتماعات، كما كان الأمر في اجتماعات سابقة لمجموعة أكبر اقتصاديات في العالم، لكن دون الوصول إلى الزخم المطلوب. فالعقابات لازالت قائمة، وهي كانت أيضا حاضرة في قمة باكو التي دعت إليها الأمم المتحدة حول المناخ، وقبل ذلك في قمة باريس وغيرها، ولا شيء تغير. وما زال المشاركون في كوب 29 في باكو يناقشون هدفا جديدا لحجم الأموال التي ستقدمها الدول الأكثر ثراء لمواجهة تغير المناخ.
الدول المتقدمة تريد من دول نامية ذات الاقتصاديات المتطورة، مساهمة أكبر في التمويل لمعالجة آثار الاحتباس الحراري، لكن العالم النامي يقول إن الأمر متروك لأغنى دول العالم لسداد الفاتورة.
وبات التوصل إلى اتفاق عالمي أكثر صعوبة، في ظل توقعات بانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس بقيادة رئيس منتخب سبق له أن قام بذلك في ولايته الرئاسية السابقة.
ضريبة على الأثرياء
واصطدمت قضية فرض ضرائب على الثروات الكبيرة، وهو اقتراح يتبناه الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا مضيف قمة مجموعة العشرين، بحجر عثرة. وفي تغيير في اللحظة الأخيرة، رفضت الأرجنتين التوقيع على إدراج الاقتراح في البيان الختامي، بل سحبت وفدها من قمة باكو، بينما تسري تكهنات بشأن انسحابها المحتمل من اتفاقية باريس للمناخ، خاصة وأن هذا التطور أعقب زيارة قام بها الرئيس خافيير ميلي لدونالد ترامب في منتجعه في مار الاجو في فلوريدا، كأول زعيم أجنبي يزور ترامب بعد فوزه في انتخابات الرئاسة.
تطور جعل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يضع لقاءه مع ميلي، في صدارة جدول زيارته إلى البرازيل، إذ وفور وصوله السبت (16 فبراير/ تشرين الثاني 2024)، إلى العاصمة البرازيلية التقى الرئيس الأرجنتيني على أمل "ربطه" بـ "الإجماع الدولي" خصوصا في مسألة الاحترار المناخي. ومأذبة عشاء رسمية مسطرة مزمعة الأحد أيضا، بين الرئيسين وعائلتهما.
التعامل مع الحربين
الحرب في أوكرانيا وفي الشرق الأوسط، عقد الأمور أكثر، لتظهر انقسامات جيوسياسية بين المجموعة بشكل أوضح. وتجنب دبلوماسيون من مجموعة العشرين الذين يقودون المحادثات في ريو تجنب مناقشة الحربين في اجتماعات تحضيرية سابقة على مدار العام، ويقولون الآن إنهم يخططون لقصر أي نص على فقرة عامة تستند إلى مبادئ الأمم المتحدة والحاجة إلى احترام السلام، تليها فقرة عن أوكرانيا وأخرى عن غزة.
وبخصوص أوكرانيا، استبقت مجموعة الدول السبع، اجتماع ريو دي جينيرو مؤكدة في بيان مشترك "دعمها الراسخ" لأوكرانيا "مهما استغرق ذلك من الوقت"، وأن روسيا هي" العقبة الوحيدة أمام إحلال سلام دائم وعادل".
ضغوط إسرائيلية لتغيير مسودة القمة
أما عن الحرب الدائرة في غزة ولبنان، وأمام الانتقادات النوعية التي وجهتها الأمم المتحدة لإسرائيل وإلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تضغط إسرائيل نحو "تعديل" صياغة مسودة الإعلان الختامي لقمة مجموعة العشرين.
وفي تغريدة له على مواقع التواصل الاجتماعي، وصف وزير الخارجية جدعون ساعر المسودة، بأنها "غير متوازنة ومنحازة". وذكر انه اتصل بالعديد من وزراء خارجية دول مجموعة العشرين مطلع الأسبوع وأعرب عن استيائه منها. وتابع أنه "في مناقشاتي مع نظرائي، ذكرت أنه ينبغي أن يتضمن البيان الموجز الذي يتناول الصراع في منطقتنا، الاعتراف بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، والمطالبة بإطلاق سراح جميع الرهائن الذين احتجزهم مسلحو حماس لأكثر من 400 يوم في ظل ظروف مروعة، وإدانة كل من حماس وحزب الله".
ومضى ساعر يقول إن أي بيان لا يتناول هذه العناصر "سيضر بالسلام والأمن، ولن يؤدي إلا إلى تشجيع إيران ووكلائها على الاستمرار في نشر عدم الاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط".
و.ب/ع.غ (أ ف ب، د ب أ، رويترز)