في يومها العالمي - إبداع مستخدمي لغة الإشارة بسبب الجائحة
٢٣ سبتمبر ٢٠٢١مع وقوع العالم في قبضة جائحة كورونا على مدار ما يقرب العامين الماضيين، تعلم معظمنا التواصل بطرق جديدة. سواء كنت تشارك في مناقشات عمل رقمية، أو"حضور" مدرسة في فصول دراسية افتراضية أو حتى الحديث مع الأصدقاء والعائلة، فقد انتقل كل ذلك إلى مؤتمرات الفيديو.
ومع ذلك، فقد طورنا طرقاً لمواصلة العمل اليومي ونحن ملتصقون بشاشات الكمبيوتر الخاصة بنا، وتمكنا من التكيف مع التواصل أثناء ارتداء الكمامات.
وقال ستيفان بالم-زيزينيتس، رئيس جمعية هامبورغ للصم والبكم في حديث لـ DW: "إن لوائح ارتداء الكمامات تجعل الاتصال أكثر صعوبة... حتى أثناء ارتدائها، يستطيع الصم التواصل مع بعضهم البعض بشأن القضايا اليومية باستخدام لغة الإشارة."
وأضاف بالم-زيزينيتس، وهو رجل في أواخر الخمسينيات من عمره ولم يتمكن من السماع منذ ولادته: "لكن التواصل مع الأشخاص الذين يسمعون عندما يرتدون الكمامات هو أمر مستحيل".
ويطلب من الأشخاص الذين يسمعون خلع الكمامات قبل التحدث حتى يتمكن من قراءة شفاههم ورؤية تعابير وجوههم. وأشار إلى أن هامبورغ لديها مرسوم يسمح للأشخاص الذين يتحدثون مع ضعاف السمع في الأماكن العامة بإزالة كماماتهم طوال مدة المحادثة، بشرط وجود مسافة تباعد جسدي كافية.
الجائحة تعدّل الإشارات
في مؤتمرات الفيديو، كان لانتشار الوباء تأثير أيضًا على لغات الإشارة نفسها. فوفقاً لمقال نُشر في شباط/ فبراير 2021 في مجلة (سانتفيك أميركان) بعنوان " كوفيد زووم يعيد تشكيل لغة الإشارة"، يتم تعديل الإشارات لتلائم اتصالات الفيديو.
بينما يمكن لمستخدمي لغة الإشارة الاستفادة من مؤتمرات الفيديو لأنهم يستطيعون رؤية بعضهم البعض، يمكن أن يحد حجم نافدة الشاشة من إمكانية التعبير. وقال مايكل سكايير، المحاضر البارز في تعليم الصم في معهد روتشستر للتكنولوجيا، لـ (سانتفيك أميركان): "مساحة الإشارة واسعة". وقال سكايير، وهو نفسه أصم، "الكثير من الإشارات تحتاج لمساحة أكبر لإتمامها".
ظهور إشارات جديدة
بالإضافة إلى ذلك، يصعب نقل وعرض الإشارات الصغيرة ذات الحركات الدقيقة باستخدام الأصابع فقط على الشاشات الصغيرة.
وبالمثل، يصعب فك رموز الحركات الأمامية وجهاً لوجه، مما أدى ذلك إلى إجراء بعض التعديلات، بحيث يمكن رؤية إيماءاتهم جزئياً من الجانب. كما ظهرت إشارات جديدة بلغة الإشارة، مثل "تكبير".
الجدير بالذكر أن لغات الإشارة، مثل أي لغة أخرى، دائماً ما تكون في حالة تغير مستمر، حيث تتكيف مع الظروف والأوقات المحددة.
ولا توجد لغة إشارة واحدة، بل المئات في جميع أنحاء العالم، حيث تساعد لغة الإشارة الدولية في تسهيل التواصل بين الصم في المؤتمرات العالمية، على سبيل المثال.
كما تستخدم إشارات مختلفة باختلاف البلدان والمناطق. فقد لا يفهم الأمريكيون، الذين يعرفون لغة الإشارة، لغة الإشارة البريطانية، على سبيل المثال.
أمامنا طريق طويل
في ألمانيا، تم الاعتراف بلغة الإشارة الألمانية قانونا فقط في عام 2002 في قانون المساواة لذوي الاحتياجات الخاصة.
وفي آذار/ مارس العام الجاري، تم إدراجها في قائمة اليونسكو لجرد التراث الثقافي غير المادي على الصعيد الوطني.
ومع ذلك، قال بالم-زيزينيتس إن الفجوة بين النظرية والواقع لا تزال واسعة، وذكر أن بعض الناس في المجتمع أصبحوا أكثر تقبلاً لمجتمع الصم لكن البعض الآخر متأخر. إذ يهتم كثير من الناس "في ألمانيا" الذين يمكنهم السماع، بتعلم لغة الإشارة الألمانية [DGS]، حيث باتت مدارس ودورات لغة الإشارة تحظى بشعبية كبيرة".
يمكنك التعبير عن أي شيء
قالت كريستينا لاريسا فونكهاوزر، مغنية الأوبرا ، لـ DW: "يعتقد الكثير من الناس أن لغة الإشارة هي شكل مبسط من التعبير- مثل عندما تريد التواصل مع "السباحة "، على سبيل المثال، أنك تقوم فقط بحركات السباحة"... وأضافت:"هناك اعتقاد أنه لا يمكنك نقل الأفكار إلا بطريقة محدودة بلغة الإشارة. ولكن العكس هو الصحيح: يمكنك التعبير عن أي شيء كل موضوع مجرد، أي عاطفة ثانوية وكبيرة."
في تونس، حيث يبلغ عدد الأشخاص فاقدي حاسة السمع نحو 200 ألف تونسي، تساعد الشابة شيماء العمدوني مجتمع الصم في مكافحة كورونا بطريقة إبداعية، حيث تطوعت لإيصال كافة المعلومات حول الوباء لهم، كما ترجمت ندوات وزارة الصحة المتعلقة بفيروس كورونا إلى لغة الإشارة مجاناً.
وينصح عند التواصل مع الأشخاص الذين لا يسمعون بالنظر إليهم مباشرة في أعينهم، والتحدث ببطء في جمل قصيرة. واكتب الأشياء على الورق عندما تصبح المواضيع معقدة.
ر.ض/ ص.ش