في مذكرات ميركل ـ ترامب "مفتون" بالقادة السلطويين
٢١ نوفمبر ٢٠٢٤عندما انتُخب دونالد ترامب رئيسا للمرة الأولى، طلبت المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل نصائح من بابا الفاتيكان للتعامل مع الرجل، الذي رأت أنه يتحرك وفقا لعقلية الفائز أو الخاسر كونه مطورا عقاريا، وذلك أملا في إيجاد طرق لإقناعه بعدم الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ.
وقالت ميركل في مذكراتها التي نُشرت مقتطفات منها في صحيفة (دي تسايت) الأسبوعية الألمانية أمس الأربعاء (21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024) إن ترامب بدا لها معجبا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وغيره من الزعماء السلطويين.
وكتبت "كان يرى كل شيء من منظور المطور العقاري، وهي مهنته قبل دخول عالم السياسة". وأضافت "لا يمكن بيع كل قطعة أرض إلا مرة واحدة، وإذا لم يحصل عليها هو فإن شخصا آخر سيحصل عليها. هكذا يرى العالم".
وقالت ميركل إنها عندما سألت البابا فرنسيس النصيحة للتعامل مع أشخاص لديهم "وجهات نظر مختلفة تماما"، أدرك على الفور أنها تتحدث عن ترامب وقال لها "شدي، شدي، شدي، ولكن لا تقطعي".
"ترامب مفتون بالسلطويين"
ووصفت المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل في مذكراتها التي نشرت مقتطفات منها الخميس، دونالد ترامب بأنه "مفتون" بالقادة ذوي الميول السلطوية وبأنه يتصرف "على أساس عاطفي". وقالت المستشارة الألمانية السابقة "سألني الرئيس الأميركي مجموعة من الأسئلة، لا سيما حول أصولي الألمانية الشرقية وعلاقاتي مع فلاديمير بوتين الذي بدا وكأنه يبهره".
وتتابع في كتابها وهو بعنوان "الحرية" والذي سيصدر في 26 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي في ثلاثين دولة أنه "في السنوات التالية، كان لدي انطباع بأن القادة ذوي الميول السلطوية والديكتاتورية كانوا يتركون أثرا مبهرا عليه".
وفي هذا الكتاب، تشارك ميركل التي تولت السلطة في ألمانيا بين 2005 و2021، أفكارها حول مسيرتها السياسية ومبادئها ورؤيتها للتحديات التي واجهتها خلال فترة ولايتها. وتعود خصوصا إلى لقائها الأول مع ترامب في ربيع العام 2017، والذي لم يترك لديها "شعورا جيدا" كما تكتب.
وقبل لقائهما الثنائي في المكتب البيضوي، تجاهل طلب صحافيين ومصورين بمصافحة أخرى، رغم طلب المستشارة بصوت خافت أن يقوما بذلك مجددا.
وخلال لقائهما، استأنف انتقاداته "المعتادة" لألمانيا قائلا إنها دمرت نفسها عبر استقبال لاجئين عامي 2015 و2016، وأنها لا تنفق كثيرا على الشق العسكري وتعتمد ممارسات تجارية غير عادلة.
"انسحاب ترامب من اتفاق باريس كان ضربة قاسية"
وكان يرى خصوصا في الحضور القوي للسيارات الألمانية في نيويورك أمرا مزعجا. وردت ميركل مستندة الى وقائع، لكنها اصطدمت برئيس أميركي يتصرف "على أساس عاطفي" ولا يستمع الى حججها إلا "لتحويلها الى انتقادات جديدة". ولاحظت أن "حل المشاكل لا يبدو هدفه".
عند مغادرتها واشنطن، خلصت المستشارة الى أن "التعاون من أجل عالم مترابط لن يكون ممكنا في عهد ترامب" معربة عن اقتناعها بأن نجاحه يعتمد "على فشل الآخرين".
وفي حزيران/ يونيو 2017 أعلن ترامب لميركل هاتفيا أن الولايات المتحدة تنسحب من اتفاق باريس حول المناخ. وتقول ميركل إن "هذا القرار الذي يتعارض مع جهودي لجعل المناخ موضوعا رئيسيا لمجموعة العشرين، كان ضربة قاسية".
إبطاء انضمام أوكرانيا للناتو بسبب مخاوف من رد روسي
وكشفت المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل في مقتطف من مذكراتها أنها سعت إلى إبطاء مساعي أوكرانيا للانضمامالسريع إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) أثناء فترة ولايتها، بسبب مخاوف من احتمال حدوث رد عسكري من روسيا.
وتناولت ميركل في الكتاب القمة الرئيسية للناتو التي انعقدت في بوخارست عام 2008، والتي ناقشت خلالها طلبات أوكرانيا وجورجيا للانضمام إلى الحلف. وتقر المستشارة الألمانية السابقة، في مذكراتها، برغبة قوية لدى دول وسط وشرق أوروبا في الانضمام السريع إلى حلف الناتو.
لكنها أوضحت أنها كانت تعتقد أن توسيع عضوية الحلف يجب أن يعزز الأمن ليس فقط لتلك الدول، بل للحلف ككل. وأعربت ميركل عن قلقها بشكل خاص بشأن العلاقات بين أوكرانيا وروسيا، مشيرة في الكتاب إلى وجود أسطول البحر الأسود الروسي في شبه جزيرة القرم الأوكرانية، التي ضمتها روسيا بشكل غير قانوني في عام 2014.
وكتبت أن أي مرشح سابق لعضوية الناتو لم يواجه مثل هذه الظروف، وأن هذه التعقيدات العسكرية كان من الممكن أن تشكل مخاطر على الحلف.
وأشارت ميركل إلى أن نسبة قليلة فقط من السكان الأوكرانيين دعمت الانضمام للناتو في ذلك الوقت، ما عزز مخاوفها. ورغم ذلك، يواجه موقفها تجاه أوكرانيا انتقادات مستمرة في كييف.
ع.ش/ أ.ح (أ ف ب، د ب أ)