فرق الدوري الالماني 2004/2005
استعراض للفرق المشاركة ، سجلها الرياضي، نجومعا وتوقعات جماهيرها
كايزرسلاوترن
انه الفريق الذي يجسد العنقاء التي تنهض من وسط الرماد. هكذا كان حال كايزرسلاوترن الذي هبط عام 1996 إلى الدرجة الثانية لأول مرة في تاريخه، لكنه تمكن من نفض الرماد والصعود مباشرة إلى الدوري الممتاز والفوز ببطولة الدوري لعام 1998 بقيادة المدرب الشهير اوتو ريهاقل، مدرب منتخب اليونان الفائز ببطولة أوروبا 2004، ومنذ ذلك الوقت واجهت أزمات شتى هذا النادي المعروف بأنه بالكاد أن يُقهر على أرضه وبين جمهوره حتى انه كاد يهبط إلى الدرجة الثانية من جديد، وبقيت أحواله متعثرة طوال المواسم المتتالية. أيعيد هذا الفريق الكرة مرة أخرى ويفاجئ الجميع سيما بعد إجرائه تغييرات في إدارته وطاقم تدريبه وصفوف لاعبيه؟ عادة ما يميز هذا الفريق هو جمهور عريض ومخلص في منطقة البفالتس الواسعة في جنوب غرب ألمانيا ـ لكنه بحاجة إلى نجاح جديد لترسيخ موقعه ـ إلا أن مدربه كورت يارا يقول: إن علينا أولاً أن نثبت أقدامنا ولا حاجة بنا حتى ذلك الحين إلى أحلام كبيرة، لا قدرة لنا عليها آنيا. أهو محق؟ لننتظر ونرى . . .
هانزا روستوك
يعيدنا هذا النادي إلى حدث سياسي وتاريخي مؤثر ألا وهو سقوط جدار برلين عام 1989، وبتوحد الألمانيتين توحد الدوري الألماني. وقد خصص في مطلع التسعينات موقعان لأندية ألمانيا الشرقية، أما بقاءهما في الدوري فهو رهن بأدائهما الرياضي. وبالرغم من ذلك بقي الأمل في تمكن أحد هذه الأندية من شرق ألمانيا من البقاء والمنافسة في الدوري إرضاء لجمهور الكرة العريض في ولايات الشرق الألمانية. دريسدن لم يصمد طويلاً كوتبوس لم كن أفضل حالا. أما روستوك وإن كافح في أكثر من موسم ضد الهبوط، فقد نجح في تجنبه من قبل ويبدو أنه عقد العزم على التصدي له هذا الموسم أيضا. لم يتمكن النادي من تعزيز صفوفه بنجوم جدد، بل خسر أهم نجم لديه من الموسم الماضي، ألا وهو المهاجم مارتن ماكس الذي سجل عشرين هدفاً في العام الماضي وشد اهتمام وسائل الإعلام وكان أقوى منافسي البرازيلي أيلتون على لقب هدّاف الدوري. لكن مارتن ماكس البالغ من العمر 35 سنة قرر اعتزال اللعب نهائيا. أما روستوك وإن أحزنه غياب نجمه فهو واثق من الصمود في البندسليغا.
ماينز 05
ما العمل إن وضع المرء هدفاً ما نصب عينيه ولم يبلغه؟ وما العمل إن حاول ثانية وفشل في آخر دقيقة، وإن تكررت المحاولة وكان الفشل فبي آخر ثانية؟ ربما قال البعض: لا فائدة ولا أمل مهما حاولت أو ناورت! وربما قال آخرون عسى ولعل بعد عشرات السنين! إلا نادي ماينز الذي لم ييأس لحظة ولم يغفل التقويم والبناء في ظل المحاولات الأولى الفاشلة. لقد تمكن المدرب يورغن كلوب ومدير أعمال النادي كريستيان هايدل من إعداد العدة لمرحلة النجاح، فبُني استاد يليق بالمقام وتكون فريق متكامل متفاهم وتطور فيه أسلوب لعب جميل وذو مستوى فني رفيع. وإذا بالأقدار تبتسم لماينز بعد المحاولة الرابعة ويصعد الفريق إلى الدرجة الأولى لأول مرة في تاريخه، ليسعد جمهور منطقة راين ـ هيسن بأكمله. لم يكن أحد قد وضع في حسبانه الحديث عن نجوم في هذا النادي، إلا أن أداء الفريق المتماسك يؤكد ما يقال أحياناً عن أن النجم هو الفريق. وعلى كلٍ ما زال من السابق لأوانه الحكم على الفريق، إلا انه من المؤكد أنه يكون لنا عودة إلى ماينز وناديها ونجومها ومفاجآت فريقها . . .
فولفسبورغ
يرتبط اسم مدينة فولفسبورغ الواقعة في الشمال الألماني باسم واحدة من أكبر شركات السيارات العالمية، ألا وهي فولكسفاغن. وهذه الشركة هي الممول الرئيسي لنادي فولفسبورغ الذي كان حتى فترة قصيرة من بين الأندية المغمورة. وقد تمكن النادي في السنين الأخيرة من احتلال مراتب وسطية في الترتيب العام تحت إشراف المدرب فولفغانغ فولف. لكنه عانى في الموسم الأخير من تراجع الأداء الرياضي، مما جعله مهدداً بخطر الهبوط. سرح النادي مدربه المعروف فولف واستبدله بالبلجيكي إريك غيريتس الذي تمكن مع الفريق من الحيلولة دون وقوع الكارثة. وحتى لا تتكرر تلك الحالة سعى النادي مستعيناً بأموال الدعم الوفيرة من فولكسفاغن إلى تقوية صفوفه بثلاثة من اللاعبين الأرجنتينيين الشباب وبالبلغاري هريستوف القادم من كايزرسلاوترن. أما أبرز الأرجنتينيين الثلاثة فهو لاعب الوسط ونجم أولمبياد أثينا الأخير داليساندرو. ويبدو أن ذلك الاستثمار كان مجديا، إذ احتل فولفسبورغ صدارة الدوري أسابيع طويلة، بدلاً من مواجهة خطر الهبوط، كما كان يفعل في السابق.
نادي هامبورغ
إنه النادي الوحيد الذي لم يهبط إلى الدرجة الثانية منذ تأسيس الدوري الألماني عام 1963 وأحد أبرز أندية الدوري الألماني المعروفة في نظر العالم الخارجي، وهذا بالطبع محط فخر لجماهيره. لقد احتل هذه المكانة بما قدّمه من أداء عبر عشرات السنين وهو الذي فاز ببطولة الدوري وبكأس ألمانيا مرارا، كما فاز بألقاب أوروبية من بينها بطل أوروبا لأبطال الكأس عام 1977 وبطل أوروبا لأبطال الدوري عام 1982. لكن هذه الإنجازات مضى عليها زمن طويل، وقد كاد المعجبون ينسونها بفعل سنوات قاحلة توالت في تسعينات القرن الماضي. حيث لم يتجاوز النادي العريق المرتبة الثامنة في الموسم الماضي. وقد أعدّ العدة للموسم الحالي بالتعاقد مع مهاجمين، الأول مخضرم دولي وهو البلجيكي إميل مبينزا الذي سبق وأن لعب في شالكه ومن بعدها في ليتيش البلجيكي والثاني ألماني فتي وموهبة واعدة هو بينيامين لاوت وقد لعب حتى الموسم الفائت لدى ميونيخ 1860. ويبقي السؤال مطروحا: هل تمكن هذه الوجوه هامبورغ من استعادة مجده الغابر؟
نورنبيرغ
نورنبيرغ، الفريق الذي كان يوما المنافس الأقوى والأعند لبايرن ميونيخ، فاز ببطولة الدوري الألماني تسع مرات كان أخرها عام 1968، ولكنه لم يحقق أي انجاز منذ ذلك الوقت وبقي يتراوح في كل موسم بين مراتب الهبوط أو أدنى الوسط، بل أنه هبط إلى الدرجة الثانية خمس مرات وهو ما يعتبر سجلا أليماً في تاريخه. يتولى تدريبه حالياً فولفغانغ فولف الذي أشرف على تدريب فولفسبورغ سنوات طويلة وبنجاح. لكن مصير نورنبيرغ ليس رهناً بمدربه فحسب، بل وبمستوى لاعبيه أيضا. وإن كان نورنبيرغ مراراً أفضل فريق في دوري الدرجة الثانية، فإن مستوى طاقمه وتمويله لا يسمحا له بتحقيق قفزات كبيرة، وأصبح من البديهي أن يجد المرء فريق نورنبيرغ على مدى متوسط أو طويل في أسفل الترتيب العام للدوري وبالتالي من أقوى المرشحين للهبوط والاضطرار إلى سلوك طريق الصعود الصعب. هل يفاجئنا نورنبيرغ بالحفاظ على مستوى جيد بين أندية الدرجة الأولى هذا الموسم؟
شالكه 04
أحد اندية منطقة الرور التي اشتهرت بصناعة الحديد والصلب وبالمناجم والفحم الحجري. وهو واحد من أعرق الأندية الألمانية، بالرغم من صغر المدينة التي ينتمي إليها وهي غلزن كيرشن. لكن معجبي هذا النادي يتوزعون على بقية مدن الرور المكتظة بالسكان، بل ينظر كثير من معجبي الكرة في ألمانيا إليه بفخر وإعزاز. وبسبب قرب مدن الرور في غرب ألمانيا من بعضها البعض نمت روح تنافس شديد بين أنديتها المختلفة، ولعل بروسيا دورتموند هو المنافس التقليدي رقم 1 بالنسبة لنادي شالكه. وبصرف النظر عن موقع كل منهما في الترتيب العام تعتبر لقاءات الفريقين في كل موسم قمة في الإثارة والمشاحنة. ويدير النادي مدير طموح هو رودي أساور الذي استثمر الملايين موسماً بعد موسم واستقطب كبار المدربين امثال يوب هاينكيس. وفي الموسم الحالي تم التعاقد مع هداف الدوري للموسم السابق البرازيلي أيلتون ومع زميله من بريمن كريستاييتش. كما تم التعاقد مع البرازيلي بوردون لتدعيم خط الدفاع على أمل الفوز ببطولة الدوري ولا شيء غير ذلك.
أرمينيا بيليفيلد
لم يبرز نادي بيليفيلد في تاريخ الكرة الألمانية إلا بعدد المرات التي صعد فيها إلى الدوري الممتاز وما يوازيها من آلام الهبوط. سبع مرات حتى الآن وهبط في ست منها بعد فترة قصيرة من انتمائه لدوري البونديسليغا. كان هذا الرقم القياسي سبباً يستدعي سخرية الغير وحتى سخرية معجبي النادي أنفسهم. إذ أنهم ينظرون إلى جبل " ألم" الذي يعد أعلى جبل في ألمانيا وهو قريب من استاد النادي في بيليفيلد، ويقول المعجبون في إشارة إلى واقع ناديهم الرياضي: إن المرء بحاجة إلى عام للصعود إلى قمة الجبل وعام آخر في الهبوط. فون هيزن مديرً أعمال الفريق يقول إن صعود بيليفيلد في نهاية الموسم الماضي كان بمثابة المعجزة، لأن طاقمه الرياضي كان متواضعا. ويبدو أن بيليفيلد بحاجة إلى معجزة أخرى للبقاء موسماً آخر في البونديسليغا بطاقم لم يتعزز بالنجوم وبموازنة تعتبر ثاني أصغر موازنة في الدوري الأول. وعزاء معجبي هذا النادي يكمن في ثقتهم بصعوده من جديد كلما هبط إلى الدرجة الثانية.
بروسيا دورتموند
من يتذكر الأعوام 1995ـ 1998 من منظور كرة القدم يعرف من هو فريق بروسيا دورتموند: أنه الفريق الذي فاز بالدوري الألماني عامي 95 و96 وبكأس أبطال أوروبا عام 1997 وأتبعها بالفوز بكأس أبطال العالم عام 1998. كانت تلك حقبة اكتمل فيها فريق دورتموند بمدافعيه العملاقين شتيفان رويتر ويورغن كولر وبخط وسطه الذي برز فيه ماتياس زامر وأندرياس مولر وبمهاجمه ريدله والسويسري شابويزا وبمدربه النجم هيتسفيلد، احد أفضل المدربين في العالم. يبدو أن تلك المرحلة التي كان فيها بروسيا دورتموند المنافس الحقيقي لبايرن ميونيخ على بطولة الدوري قد أدبرت، فمنذ ذلك الوقت لم يفز الفريق ببطولة الدوري إلا مرة واحدة عام 2002 تحت إدارة مدربه الشاب ماتياس زامر. وبالرغم من ذلك بقي المعجبون على إخلاصهم للفريق املا بمستقبل أفضل. وفي هذا الموسم يطرح التساؤل من جديد: فريق بلاعبين أقوياء وجمهور عريض مخلص...وأداء متواضع لا يليق باسم النادي وبقدراته المفترضة ـ ما المعضلة؟ وأين المخرج؟ ومتى......؟
باير لفركوزن
ناد صغير يستقي دعمه من منطقة ضيقة لا تتجاوز أبعاد مدينة لفركوزن بكثير، لكنه حصل لسنوات طويلة على دعم مالي سخي من شركة الكيمياء والأدوية "باير". ولذا ارتبط اسم هذا النادي بالشركة وأحيانا بمسميات أدوية مختلفة من انتاجها وفي مقدمتها الأسبرين, ولم تظهر على الفريق أعراض الصداع في السنين الأخيرة، إذ كان دائما في عداد المنافسين على بطولة الدوري. ولكن عام 2002 اضطر الفريق وجمهوره والقائمون عليه إلى تناول حبات الأسبرين بعد صداع ودوار لا يحتملان بسبب النهاية الدرامية المؤلمة للموسم: فقد تمكن النادي من بلوغ نهائي أبطال أوروبا وكأس ألمانيا آنذاك، كما كان يتصدر الدوري الألماني بعد عروض رياضية مثيرة جدا، إلا انه خرج من كل هذه البطولات بخفي حنين، فقد خسر كأس ألمانيا وفشل في الفوز بلقب بطل أوروبا أمام ريال مدريد وخسر صدارة الدوري لصالح بايرن ميونيخ. ويوصف لفركوزن هزلاً بالنادي الذي ينافس على المركز الثاني في الدوري لكثرة عدد المرات التي حل بها ثانيا، فهل يكسرالفريق القاعدة هذا العام.
فردر بريمن
بريمن هو احد الأندية الألمانية القليلة التي فازت بالدوري وبالكأس في موسم واحد. لقد تحقق هذا الإنجاز في موسم 2003/2004، كما فاز نجمه البرازيلي أيلتون بلقب هداف الدوري أيضا. لكن النادي خسر اثنين من أفضل لاعبيه لصالح شالكه هذا الموسم، وهما أيلتون وكريستاييتش، مما جعل الكثيرين يتساءلون عن مدى قدرة بريمن في الدفاع عن اللقب. ولكن مدربه توماس شاف ومدير أعماله كلاوس ألوفس مطمئنان إلى ان طاقم الفريق الحالي الذي تم تدعيمه بالمهاجم الدولي ميروسلاف قادر على منافسة الكبار. وتقوم فلسفة الفريق التي استقاها من مدربه الملهم أوتو ريهاغل، مدرب منتخب اليونان الذي فاز بكأس الأمم الأوروبية في البرتغال عام 2004 والحائز على عدة ألقاب محلية ودولية مع بريمن، على أساس أن النجم هوا لفريق وليس لاعباً بحد ذاته. وما زالت هذه هي فلسفته على الرغم من تخريج الفريق نجماً وراء الآخر، وكان من بينهم على مدى السنين رودي فولر وريدله وبازلر وأخيراً أيلتون
بوخوم
غالباً ما يستخدم تعبير "الفأر الرمادي" كإشارة إلى شخص دون ملامح محددة لا حضور له في الذاكرة. وهذا الوصف ينطبق على نادي بوخوم الذي يبدو مولعا بلعبة الصعود والهبوط في الدوري الألماني، لكن هذا النادي لم يحرز أي لقب على أي صعيد إنجازاه الأكبر تمثل دائما في قدراته على عرقلة مسيرة الكبار. ربما يمثل الموسم الحالي لـ بوخم ولمدربه بيتر نويرورار فرصة للتحرر من اللون الرمادي والتزين بألوان البطولات الأوروبية، ولكن نتائج مرحلة الذهاب لا تبشر بخير. تأهل بوخوم في الموسم الفائت لكأس الاتحاد الأوروبي متفوقاً على خصمين عنيدين في جيرته هما دورتموند و شالكه. وهذا إنجاز كبير تتضح عظمته عند مقارنة موازنات الأندية الثلاثة، إذ يعتبر فريق بوخوم الأفقر منها، مما لا يساعده على الشابة التعاقد مع النجوم. بل على العكس، فقد خسر النادي حفنة من أفضل لاعبيه وعلى رأسهم الإيراني هاشميان والإفريقي أوليسيه أو لاعبي المنتخب الألماني الشباب فراير وفارنهورست.
فرايبورغ
إن كان هناك من ناد قد استحوذ على قلوب الطلبة ورافضي التبذير والصفقات المالية الضخمة فهو نادي فرايبورغ. إنه النادي الذي يسير أموره بموازنة متواضعة جدا وبأقل قدر من الاستثمارات المالية في اللاعبين الجدد. هل هذا يعني ان هذا النادي هو الأضعف والأكثر عرضة للهبوط والصعود؟ كلا...بل على العكس من ذلك، فقد تمكن فرايبورغ من تحقيق نتائج طيبة وشغل في إحدى السنوات مرتبة أهلته للمشاركة في البطولات الأوروبية، كما خرّج صفاً من كبار النجوم الذين انتقلوا فيما بعد إلى نواد أكثر شهرة. ولم يستبدل النادي مدربه فولكر فينكه منذ 13 عاما بعكس الأندية الأخرى التي طالما تميزت باستبدال مدربيها عندما تهب رياح الأزمات مهما كانت خفيفة. وتقوم فلسفة النادي ومدربه على أساس التواضع في المظهر والحماسة في اللعب. وجاذبية هذا الفريق الصغير المكافح منسجمة مع سحر مدينة فرايبورغ الوادعة والتي تستقطب الزوار لحسن موقعها على على حدود جبال الالب.
هيرتا برلين
ما زال نادي هيرتا برلين الذي عانى من عزلة المدينة الغربية طوال أربعة عقود غير قادر على فرض نفسه في الساحة الرياضية كأحد فرق الصدارة الذي يمثل العاصمة. بقي الترتيب العام لهذا النادي في البونديسليغا يتأرجح في الوسط طوال الأعوام الأخيرة، حتى أنه بالكاد تجنب الهبوط إلى مصاف الدرجة الثانية في الموسم الماضي. وقد تطلب الأمر منه تبديل المدرب مرتين خلال موسم واحد املا من إدارة النادي المنافسة على احتلال إحدى المراتب الثلاث الأولى في الترتيب وبالتالي المشاركة في مسابقات أوروبية...لكن حساب الحقل لم يطابق ما جاء به البيدر، وتبددت أحلام المعجبين وارتفعت وتيرة احتجاجاتهم. يبدو أن القائمين على النادي ومن بينهم مدير أعماله ديتر هينيس قد تعلموا التواضع بعض الشيء فأعلنوا أن جهدهم ينصب على أن يكون الموسم الحالي أفضل حالاً من سابقه... ولا غير!
نادي هانوفر 96
كان نادي هانوفر يلقب بالعملاق النائم طوال سنوات قضاها في عداد أندية الدرجة الثانية. إذ يملك نادي عاصمة سكسونيا السفلى وإحدى أشهر مدن الشمال الألماني إمكانيات كبيرة لتحقيق نتائج طيبة. وهناك عدد من الشركات الطامحة إلى تمويله ليكون وسيلة دعائية لها إضافة إلى جمهور عريض في هانوفر ومن حولها كان يطمح إلى التغني ببطولات نادي هانوفر في الدوري العام. وهو ما تحقق بصعود هانوفر إلى الدرجة الأولى قبل سنوات. كما تم توسيع إستاد هانوفر ليرقى إلى مستوى دولي. لكن خلافات دائمة على مستوى الإدارة بين رئيس النادي ومدير أعماله ومدربه السابق رانغنيك حالت دون إحرازه نتيجة تليق به في الموسم الماضي، فتم التعاقد مع المدرب إيفالد لينين ومع لاعب خط الوسط البرتغالي ريكاردو سوزا وكذلك مع حارس المرمى الواعد روبرت إنكه. ومع كل هذه التغيرات لم يعد هناك من مبرر لأن يكون أداء هانوفر متأرجحاً كما كان في الموسم الفائت. بل إن البعض يتوقع منه أن يثبت أقدامه بين فرق الوسط في الترتيب العام للدوري.
شتوتغارت
يرتبط اسم مدينة فولفسبورغ الواقعة في الشمال الألماني باسم واحدة من أكبر شركات السيارات العالمية، ألا وهي فولكسفاغن. وهذه الشركة هي الممول الرئيسي لنادي فولفسبورغ الذي كان حتى فترة قصيرة من بين الأندية المغمورة. وقد تمكن النادي في السنين الأخيرة من احتلال مراتب متوسطة في الترتيب العام. لكنه عانى في الموسم الأخير من تراجع الأداء الرياضي، مما أخذ شبح الهبوط يلازمه باستمرار. سرح النادي مدربه فولف واستبدله بالبلجيكي إريك غيريتس الذي تمكن مع الفريق من الحيلولة دون وقوع الكارثة. وحتى لا تتكرر تلك الحالة سعى النادي مستعيناً بأموال الدعم الوفيرة من فولكسفاغن إلى تقوية صفوفه بثلاثة من اللاعبين الأرجنتينيين الشباب أبرزهم لاعب الوسط ونجم أولمبياد أثينا الأخيرة داليساندرو وبالبلغاري هريستوف. ويبدو أن ذلك الاستثمار كان مجديا، إذ احتل فولفسبورغ صدارة الدوري أسابيع طويلة، بدلاً من مواجهة خطر الهبوط، كما كان يفعل في السابق. ولكن الى أي مدى يقوى فولفسبورغ على مصارعة الكبار؟
بايرن ميونيخ
كلما ذكر اسم لاعب كبير غادر ناديه وانتقل إلى ناد آخر في الدوري الألماني توجب البحث عن اسمه في طاقم بايرن ميونيخ. إنه النادي الأقدر على شد المواهب الرياضية والمخضرمين على حد سواء من أمثال اوليفر كان وميشائيل بالاك وسيباستيان دايسلر وتورستن فرينغس والبرازيليان تسي روبرتو ولوسيو إضافة إلى الهولندي الدولي روي ماكاي والإيراني هاشميان والبرواني كلاوديو بيزارو. كلهم نجوم يسعون إلى تحقيق النجاحات الرياضية وجمع الألقاب، وأي ناد يمكنه منافسة هذا النادي العريق على هذا الصعيد! فهو صاحب الرقم القياسي في عدد بطولات الدوري ولا يكاد يمر موسم دون لقب محليا كان أم دوليا. هل يمكِن تعاقد النادي مع المدرب فيليكس ماغاث المعروف عنه شدته وصرامته مع النجوم ومع نخبة من أفضل اللاعبين الدوليين بايرن ميونيخ من إحراز اللقب من جديد للموسم 2005؟ هذا هو أقل ما يطلبه رئيس النادي فرانس بيكنباور ومعه رئيس مجلس الإدارة كارل هاينز رومينيغه ومدير أعمال الفريق أولي هينيس.
بروسيا منشنغلادباخ
المهور تعرف برشاقتها وخفة حركتها، وهي تبدو مرحة تثير البهجة لدى محبيها. هذا ما كان ينطبق على فريق منشنغلادباخ في سبعينيات القرن الماضي حيث عرف منذ ذلك الحين بفريق الأمهار. كان من بين لاعبيه نجوم عرفهم عشاق كرة القدم كمدربين ومعلقين رياضيين بارزين فيما بعد، ومن بينهم يوب هاينكيس الذي درب ريال مدريد وبايرن ميونيخ وشالكه مؤخرا، وكذلك المعلق الرياضي الفذ غونتر نيتسر ومدرب المنتخب الألماني السابق بيرتي فوغتس. ولكن من ينظر إلى آخر بطولات النادي المحلية والدولية يدرك بسرعة أن ثلاثين سنة انقضت على آخر لقب. ولا عجب أن يحنّ معجبو الكرة في منشنغلادباخ، البلدة الصغيرة الواقعة في غرب ألمانيا ومعهم عشاق هذا النادي في كل مكان إلى تاريخه العريق وإلى نجاحاته التي وإن اعتلاها غبار الزمن تبقى حقيقة لا يمكن انكارها. على كل حال، تمكن منشنغلادباخ من تعزيز صفوفه في بداية الموسم بالتعاقد مع أوليفر نيفيل، ومع لاعب الدفاع المخضرم كريستيان تسيغه، فيما غادره حارس المرمى يورغ شتيل والمهاجم أري فان لينت.