قبل زيارة مثيرة للجدل.. شولتس يعلن عن سياسة جديدة تجاه الصين
٢ نوفمبر ٢٠٢٢أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس عن سياسة جديدة تجاه الصين وذلك عشية الزيارة المرتقبة التي ىسيقوم بها إلى بكين غدا الخميس (الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني 2022)، وهي أول زيارة يقوم بها للبلاد منذ توليه منصب المستشار.
وفي مقال لصحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" الألمانية الرصينة، برر شولتس هذا التغير في السياسة تجاه الصين بنتائج مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني الأخير قبل أسبوعين.
وقال شولتس إن الالتزام بالماركسية اللينينية كان من الممكن أن يأخذ مساحة أكبر بشكل ملحوظ مما كان يجري في مؤتمرات سابقة، مشيرا إلى طموح بكين نحو استقرار النظام الشيوعي والحكم الذاتي القومي سيحظى بمزيد من الأهمية مستقبلا. وأكد: "من الواضح أنه إذا تغيرت الصين، فيجب أن تتغير طريقة تعاملنا معها".
وتستغرق زيارة شولتس لبكين 11 ساعة فقط حيث سيلتقي الرئيس الصيني شي جينبينغ كأول زعيم غربي منذ إعادة انتخاب شي أمينا عاما للحزب الشيوعي لولاية ثالثة في كسر للتقليد الذي كان متبعا منذ انتهاج الصين الإصلاحات في مرحلة ما بعد ماو تسي تونغ.
وأعرب شولتس في المقال عن اعتراضه على الانفصال الاقتصادي الصيني، لكنه رأى في الوقت نفسه ضرورة إنهاء الاعتماد أحادي الجانب.
وقال في مقاله: "ستقوم شركاتنا لسبب وجيه بتوسيع نطاق سلاسل توريدها في المجالات التي نشأت فيها تبعيات محفوفة بالمخاطر على سبيل المثال في مجال المواد الخام المهمة أو بعض العناصر الأرضية النادرة أو تقنيات مستقبلية بعينها، ونحن ندعمها في ذلك على سبيل المثال عن طريق عقد شراكات جديدة في مجال المواد الخام".
وأعلن شولتس أنه لن يتجاهل خلال محادثاته مع القيادة الصينية التطرق إلى "قضايا صعبة، ومن ذلك احترام حقوق الحرية المدنية والسياسية بالإضافة إلى حقوق أقليات إثنية على سبيل المثال في إقليم شينجيانغ"، في إشارة إلى أقلية الأويغور المسلمة.
ويتهم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة القيادة الصينية بقمع غالبية سكان الإقليم من مسلمي الإيغور، وفي المقابل، تنفي حكومة بكين هذه الاتهامات.
اقرأ أيضا: هل تسمح ألمانيا للصين بابتزازها كما تحاول روسيا فعله؟
وأعرب شولتس عن انزعاجه حيال الوضع المتوتر حول تايوان: "نحن مثل الولايات المتحدة ودول أخرى عديدة نتابع سياسة الصين الواحدة، والتي تعني أن أي تغيير للوضع القائم لا ينبغي أن يتم إلا بشكل سلمي وبتوافق متبادل".
انتقادات شديدة لشولتس بسبب الزيارة
وكان المستشار الألماني قد تعرض لانتقادات شديدة بسبب زيارته المرتقبة للصين كما طالبه المؤتمر العالمي للأويغور بإلغائها. بدورهم طالب 186 معارضا ومفكرا ناقدا من الصين في خطاب مفتوح لشولتس بإلغاء الزيارة.
وجاء في الرسالة التي نشرتها منصة " تيبل ميديا" الإعلامية الرقمية أن موقعي الرسالة يناشدون ضمير المواطنين في ألمانيا وحول العالم رفع صوتهم: "سيد شولتس، من فضلك لا تسافر إلى الصين".
واتهم الموقعون على الرسالة القيادة الصينية بارتكاب العديد من انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك في مناطق الحكم الذاتي في شينجيانغ والتبت ومنغوليا الداخلية، كما تحدثوا عن "إبادة جماعية".
ويشمل الموقعون قادة طلابيين سابقين في الحركة الديمقراطية، التي تم قمعها بوحشية في عام 1989، مثل وانغ دان ووير كايشي، والفائز بجائزة السلام لعام 2012 لتجارة الكتب الألمانية والمقيم في برلين، لياو يوو.
في المقابل رحبت غرفة التجارة الألمانية في الصين بالزيارة المرتقبة للمستشار الألماني إلى بكين. وقال عضو مجلس إدارة الغرفة، ينس هيلدبرانت: "التبادل السياسي هو العمود الفقري لعلاقات اقتصادية فعالة... من الأفضل دائما التحدث مع بعضنا البعض بدلا من التحدث عن بعضنا البعض".
وفي ألمانيا يخيم على الزيارة نقاش ساخن حول كيفية التعامل المستقبلي مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وكأحد الدروس المستفادة من الصراع في أوكرانيا والاعتماد على روسيا، غالبا ما يُطلب من ألمانيا ألا تعتمد بشكل مماثل على الصين. ومع ذلك فإن العلاقات الاقتصادية مع الصين أكثر تعقيدا.
ف.ي/ أ.ح (د ب أ)