طهران تعلن استعدادها لتبادل اليورانيوم مع القوى النووية
٣ فبراير ٢٠١٠أعربت الولايات المتحدة عن استعدادها للاستماع إذا كان لدى إيران عرض جديد لإيجاد حل وسط بشأن برنامجها النووي المثير للجدل، ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤول أمريكي كبير طلب عدم الكشف عن هويته قوله: "إذا كان لدى طهران شيئ جديد تقوله، فنحن على استعداد للاستماع إليها". كما وصف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، مايك هامر، المقترح الإيراني الجديد بأنه "يحظى بقبول جميع الأطراف"، موضحاً أنه "في حال عكست تصريحات أحمدي نجاد موقفا إيرانيا جاداً، فمن المنتظر من طهران أن تعلم الوكالة الدولية للطاقة الذرية به".
يأتي ذلك عقب إعلان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد مساء أمس الثلاثاء الثاني من فبراير/ شباط استعداد بلاده لإتمام صفقة تبادل اليورانيوم مع القوى النووية العالمية. ففي مقابلة مع التلفزيون الإيراني الرسمي قال نجاد: "إن إيران، وبعد تجدد المحادثات مع بعض القوى الكبرى، مستعدة لتبادل اليورانيوم منخفض التخصيب بآخر معالج عالي التخصيب لاستخدامه كوقود في مفاعل طهران البحثي النووي". وأضاف أنه سيتم "توقيع عقد خاص بهذا الشأن" وذلك "بهدف تهدئة المخاوف في الداخل وضمان أن يتم تنفيذ الصفقة بشكل مناسب وكامل". ولفت الرئيس الإيراني إلى أن هناك بعض التطورات الجديدة بعد إجراء محادثات إيجابية مؤخرا مع بعض الدول المشاركة في المفاوضات. وفيما تجنب ذكر أسماء الدول التي شاركت في تلك المحادثات، إلا أن مراقبين يعتقدون أنها روسيا والصين.
إيران مستعدة لتخصيب اليورانيوم في روسيا وفرنسا
وأوضح أحمدي نجاد أن هناك اتفاقات حول تبادل اليورانيوم في إيران وأن بلاده يمكن أيضاً أن ترسل يورانيوم منخفض التخصيب إلى الخارج لمزيد من المعالجة، مشيراً إلى رغبته في "إقامة تعاون بناء" وموضحاً "أن بإمكان الإيرانيين في أي وقت إنتاج يورانيوم منخفض التخصيب مجدداً داخل إيران". لكنه قال في الوقت نفسه إن "بلاده لا تستطيع لأسباب فنية تبديل اليورانيوم خلال ثلاث مراحل".
يأتي هذا التصريح، الذي يصفه مراقبون بأنه يمثل "تطورا في الموقف الرسمي الإيراني"، بعد انتهاء المهلة، التي حددتها طهران للدول الغربية الكبرى بشأن اتفاق تبادل الوقود النووي الذي عرضته الوكالة الدولية للطاقة الذرية من قبل على إيران. إلا أن أحمدي نجاد لم يعط أي مؤشر حول كمية اليورانيوم التي قد يشملها هذا التبادل، وهي أبرز نقطة خلاف في المفاوضات مع الدول الكبرى.
يذكر أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية كانت قد توسطت في خطة، تم التوصل إليها في تشرين أول/أكتوبر الماضي، يتم بموجبها نقل اليورانيوم الإيراني منخفض التخصيب إلى روسيا لمزيد من المعالجة ثم إلى فرنسا لتحويله إلى وقود يتم استخدامه بعد ذلك في مفاعل في طهران. وكانت الولايات المتحدة قد أيدت خطة الوكالة الدولية وحثت إيران على قبول المقترح.
تشكك ألماني من المقترح الإيراني
بيد أن رولف موتسينيش، الخبير الألماني في السياسة الخارجية لدى الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض، شكك في تصريحات لإذاعة "دويتشلاند كولتور" اليوم الأربعاء الثالث من فبراير/ شباط في نوايا الرئيس الإيراني موضحاً أن "الحكومة الإيرانية دائما ما تقوم بهذه المساعي عندما تقترب مرحلة فرض عقوبات جديدة عليها من قبل مجلس الأمن". وصرح موتسينيش أنه يتعين في الوقت الحالي "الانتظار لرؤية ما إذا كان الأمر سيتمخض عن محادثات حقيقية".
ومن جانبه، قال غيدو فسترفيله، وزير خارجية ألمانيا اليوم الأربعاء إن على ايران تقديم تنازلات حقيقية فيما يتصل ببرنامجها النووي ولا تكتفي بمجرد الحديث عنها. وصرح لتلفزيون (إن-24): "إذا لم يحدث هذا وكانت كل هذه مجرد تكتيكات، فإن المجتمع الدولي سيوافق على اتخاذ مزيد من الإجراءات. حينذاك لا يمكن استبعاد العقوبات". وأضاف فسترفيله للصحفيين في برلين إن العودة الجادة للمفاوضات هي وحدها التي ستمنع المجتمع الدولي من اتخاذ مزيد من الإجراءات وفرض مزيد من العقوبات.
(ش.ع / د.ب.أ / أ.ف.ب / رويترز)
مراجعة: سمر كرم