صحف أوروبية: تحديات أمنية جديدة في العالم
٤ فبراير ٢٠١٤دعوة وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في مؤتمر ميونخ للأمن العالمي ومطالبته بدور ألماني أكبر في السياسات العالمية والمساهمة في حل النزاعات، أثار لدى صحيفة نوير زوريشه تسايتونغ (Neuer züricher Zeitung) التساؤل التالي:
"هل سنرى في المستقبل الجنود الألمان جنبا إلى جنب مع الأميركيين والبريطانيين والفرنسيين في مواقع جبهات النزاعات الدولية؟".
"ليس ذلك بالأمر الهين. فلا أحد في السياسة الألمانية يمكنه أن يعكس العبارات المعلنة محتواها الكامل. لقد أعطى وزير الخارجية ، فرانك فالتر شتاينماير، بنفسه الضوء الأخضر، للتأكيد أن كل تدخل عسكري سيكون فقط كآخر ملاذ، كما قال. ان قيمة تدابير جيدة في السياسة الخارجية لا تُقاس فقط بتوفر إرادة العمل العسكري، بل أيضا من خلال عناصر أخرى مهمة ". كما تبرز الصحيفة الصادرة في زيوريخ.
أما صحيفة شتوتغارتر تسايتونغ (Stuttgarterzeitung) فترى أن قوة ألمانيا الاقتصادية ودورها المحوري في أوروبا، ينبغي أن يترجم في مجال السياسة الخارجية والسياسات الأمنية.
الصحيفة الصادرة في شتوتغارت ترىأن" ألمانيا كقوة إقتصادية ومحرك لأوروبا، لن يكون لها بعد الآن مصداقية، اذا لم يتم ترجمتها الى مجال السياسة الخارجية والسياسات الأمنية. وهناك دول عديدة تنتظر من برلين الاضطلاع بدور، كما عبر عن ذلك أخيرا أمين عام الأمم المتحدة".
وخصصت صحيفة دير ستاندار ( Der Standard) تعليقها لما تتطلبه السياسة العالمية في مواجهة التحديات الأمنية. واعتبرت الصحيفة النمساوية "أن الدول أضحت متشابكة أكثر من أي وقت مضى، بحيث يذوب الفرق بين السياسة الداخلية والخارجية. ومع ذلك فإن السياسة تبقى دوما محلية. أما الشؤون الخارجية والحاجة أحيانا إلى إبراز القوة العسكرية وما يمكن توفيره من مهارات، فهي مسائل لم تعد مشكلة في أوروبا.
ودعت الصحيفة الصادرة في فيينا إلى أخذ العبرة من دعوة السيد هيلموت شميد ( المستشار الألماني الأسبق) للنظر نحو المستقبل، مشيرة إلى أن "الثقل السكاني والنمو الاقتصادي يوجد حاليا في آسيا على الخصوص. تحديات السياسة الأمنية بالنسبة لأوروبا تكمن في افريقيا. يتعين نهجُ مسارات دبلوماسية، واذا لزم الأمر التفكير في عمليات عسكرية، مع لفت الإنتباه إلى أن المسافة بين تمبكتو(مالي) وتامسفيك Tamsweg(منتجع مشمس في النمسا)، أو بين بانغي (عاصمة إفريقيا الوسطى) وبريغنتس Bregenz(مفترق شعاب في النمسا)، أصبحت في يومنا هذا، أقصر بكثير مما يريد البعض أن يعترف به".
صحيفة تاغس تسايتونغ ( Tageszeitung ) الصادرة في برلين استنتجت خلاصات من مؤتمر ميونيخ حول توجهات السياسة الخارجية الايرانية في ظل الرئيس حسن روحاني وقالت:
يبدو ان روحاني ووزير خارجيته، يعقدان العزم على فتح بلدهما، ليس فقط تجاه أوروبا، بل أيضا تجاه الولايات المتحدة الأميركية التي وصفها النظام في إيران على مدى 34 عاما بـ"الشيطان الأكبر". السؤال هو هل تتوقف إيران عن وضع "الشيطان الأصغر" إسرائيل في خط النار؟ إن ذلك يشكل أحد التنازلات التي يبدو أن الحكومة الايرانية على استعداد لتقديمها.
لكن الصحيفة تستدرك أن"التغيير الجذري ينطوي أيضا على مخاطر. فهنالك قوى نافذة في إيران، والخوف قائم من أن تفقد الدولة الإسلامية جوهر منطلقها وشرعيتها الإيديولوجية. وهذه القوى على استعداد لنسف خطط روحاني. إن ما تعيشه إيران الآن هو صراع بين خطين - لا هوادة فيه."