صحف ألمانية وأوروبية: اسرائيل ستدفع ثمن هجومها على غزة ديبلوماسيا
١٥ نوفمبر ٢٠١٢نبدأ من صحيفة "راينيشو بوست " الألمانية،والتي ركزت في مقالها على التأثير الخارجي لهذا التصعيد، معتبرة إياه أول اختبار لمرسي في سياسته مع إسرائيل:
" الهجوم على القائد العسكري لحماس ليس المحاولة الأولى لإسرائيل من أجل قمع الجماعات الإرهابية
وربما لن يكون الأخير أيضا. مع ذلك فإن عملية "عمود السحاب" لها أهمية خاصة على المنطقة: فهي بمثابة أول اختبار لهياكل السلطة الجديدة في دول الشرق الأوسط بعد الربيع العربي. فحتى الآن، تم تقسيم المنطقة إلى معسكرين: حلفاء أميركا، بما في ذلك إسرائيل ومصر الذين كانوا متحدين في محاربة مساعدي إيران، مثل حماس. ولكن هذا النموذج، الذي تم من خلاله تحليل جميع الصراعات في المنطقة قد عفا عليه الزمن. فالرئيس المصري محمد مرسي نأى بنفسه عن واشنطن واقترب أكثر من غزة. والآن عليه مواجهة أول أزمة سياسة خارجية. فهل سيشارك، مثل سلفه حسني مبارك، في حملة ضد حماس ولعب دور الوسيط؟ عندها ستكون هناك تغييرات طفيفة فقط. أم أنه سيقطع العلاقات مع إسرائيل؟ أو هل سيقدم المساعدة لحماس؟.رد فعل مرسي في هذه المرحلة من شأنه أن يؤثر على تطور الوضع وموازين القوى في الشرق الأوسط."
وأما جريدة "تاغس تسايتونغ" البرلينية فقد أطلقت على مقالها عنوان " مناورات نتانياهو الانتخابية." مستنكرة القتل المستهدف الذي لا يتوافق حسب رأيها مع القانون الدولي، ثم استرسلت قائلة:
"على الصعيد الدبلوماسي ستدفع إسرائيل الثمن. فقد استدعت مصر سفيرها من تل أبيب. فالحكومة في القاهرة التي تسعى للتوسط بين الطرفين، غاضبة. وكلما تصاعدت حدة القتال بين إسرائيل وقطاع غزة، يزداد أيضا الضغط على جماعة الاخوان المسلمين،الحاكمة، في الإقدام على خطوات أكثر وضوحا في سياسيتها مع إسرائيل، كما فعل ذلك حسني مبارك. ولكن كيف ما كانت حدة انعكاسات مقتل الجعبري على السياسة الخارجية للحكومة الإسرائيلية، إلا أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو سيستفيد منها في انتخابات الكنيست التي ستجرى في غضون شهرين."
ومن جهتها انتقدت صحيفة "تسوريشر تسايتونغ" السويسرية غياب إرادة حقيقية للحكومة الإسرائيلية في حل الأزمة قائلة:
" الحكومة الإسرائيلية تنقصها الإرادة والقدرة على اتخاذ القرارات من أجل تغيير الوضع الحالي وتقديم بعض التنازلات المؤلمة كحل وسط في قضية القدس، التي تثير المشاعر في أنحاء مختلفة في العالم الإسلامي وتعتبر رمزا مهما بالنسبة للجماعات الأصولية. وبالإضافة إلى ذلك، فقد سمم هذا الصراع العلاقات العربية الأمريكية بشكل مستدام. وتطبيع العلاقات مع إسرائيل من شأنه أن يساعد في حل الأزمة. فهناك أيضا أصوات في إسرائيل ترى أن "حل الدولتين" قد يصبح متجاوزا، ولهذا يجب الإسراع في تنفيذ هذا الحل، من أجل إنقاذ مشروع الدولة اليهودية الديمقراطية."
كما علقت صحيفة "إنديباندانت" البريطانية هي الأخرى على التصعيد بين إسرائيل وغزة بعد مقتل أحمد الجعبري وذلك في مقال بعنوان: " القتل سيعود على إسرائيل."
" مقتل أحمد الجعبري يعني العودة إلى القتل غير المشروع كما في الماضي. ففي غزة، كانت هناك ردود فعل فورية، مما يجعلنا نخشى دورة جديدة من العنف. إسرائيل تشهد في يناير كانون الثاني انتخابات عامة واغتيال أحمد الجعبري يعني إعلانا جديدا للحرب على حماس. فإذا كان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يريد من خلال ذلك إظهار أن حملته الانتخابية تعتمد على الجانب الأمني بالأساس وأنه لن يقبل بتحكم خارجي من واشنطن، فعلينا الاستعداد لفصل شتاء مضطرب. وإذا استمر نتنياهو كما بدأ الآن فإن الحل السلمي سيصبح أكثر بعدا. "