صحف ألمانية: "بيغيدا" أكثر من مجرد مواطنين قلقين
٢٢ يناير ٢٠١٥بالنظر إلى الجدل القائم بشأن ماهية حركة "بيديغا" (مواطنون أوروبيون ضد أسلمة الغرب) والتي جلبت الآلاف من المواطنين المتعاطفين معها علقت صحيفة " فولكستسيتونغ" الصادرة في مدينة لا يبتزغ، مشيرة إلى استقالة زعيم الحركة وأحد مؤسسيها بعد تصريحات معادية للأجانب والكشف عن صورة له تقمص فيها شكل الزعيم النازي أدولف هتلر وقالت:
"إن حركة بيغيدا التي فقدت أمس زعيمها لوتز باخمان من خلال استقالته تحاول الآن النأي بنفسها عن شقيقتها في لايبتزغ ( المعروفة ب"ليغيدا"). واستخلصت الصحيفة أنه من"غير الواضح معرفة ما إذا كان ذلك النأي ممكنا".
من جهتها اعتبرت صحيفة "جينيرال أنتسايغر" الصادرة في مدينة بون وقالت:
"إن هذا الرجل الذي يظهر في الصورة على شكل الديكتاتور هيتلر ويشتم في المواقع الاجتماعية اللاجئين وطالبي اللجوء بأنهم "حيوانان" و"أوساخ" و"قمامات" لا يمكن اعتباره أنسانا نزيها بل مشعل للحرائق. وفتح النائب العام في دريسدن تحقيق ضده بتهمة تحريض المشاعر يشير بكل وضوح إلى أن الدولة لا تتسامح في مثل ذلك."
واستخلصت الصحيفة قائلة:
"الشكوك في مواقف حركة "بيغيدا" تزداد من خلال التصريحات المعادية للأجانب واشتباهها في التعاطف مع شعار نظام النازية هتلر. وهناك روابط إيديولوجية قوية لدى عدد كبير من مؤيديها، تتسم بأفكار يمينية متطرفة، مما لا يسمح بتصديق رواية بأن مشاعر قلق المواطنين (من الإسلام والأجانب) هي الدافع لهؤلاء".
أما صحيفة "سيكسيشه تسايتونغ" الصادرة في دريسدن فقد تناولت في تعليقها الحوار الذي شهدته دريسدن يوم الأربعاء والذي حضره 350 مواطنا في أول محاولة لمناقشة المواقف المرتبطة باندماج الأجانب. وعن آفاق مثل هذه الحوارات قالت الصحيفة:
"لا أحد يمكنه معرفة أفضل أشكال الحوار أو التكهن بما سيأتي به ذلك في نهاية الأمر. فإذا كانت هناك حوارات كثيرة في أماكن كثيرة، وإذا تم الاستماع إلى المحبطين من بين الناس، فقد يكون من الممكن ثني بعضهم على الأقل. وسيعتبر ذلك نجاحا كبيرا. لا يتعلق الأمر فقط بإعادة الصورة الجميلة لدريسدن".
من جهتها لاحظت صحيفة "مونشنر ميركور" في حديثها عن مستقبل "بيغيدا" وكتبت:
"إن وضعية هذه الحركة تتجه نحو التقلص وهي تأخذ صبغة جهوية في ولاية سكسونيا". وأوضحت الصحيفة إن"مستقبل بيغيدا مرهون بمدى وجود عدد كاف من الغاضبين من استقالة (زعيمها لوتز) باخمان وبكيفية التعامل معها. ويعني ذلك الفصل بين الذين يرون في بيغيدا وسيلة لخلق مواقف معاداة الأجانب وزرع الأفكار اليمينية المتطرفة في المجتمع، وبين المواطنين الديمقراطيين الذين لديهم قلق سياسي ملموس. وهؤلاء هم الذين يمكنهم الاستمرار في المسار الصحيح".
وأخيرا إليكم تعليق صحيفة "دارمشتيتر إيكو" التي طالبت المشاركين في مسيرات "بيغيدا" باستنتاج الأحداث على خلفية استقالة زعيم الحركة وكتبت:
"إن قضية باخمان أظهرت بكل وضوح أن مسيرات العديد من المواطنين في دريسدن وفي غيرها من المدن تحت لافتات "بيغيدا" تسعى إلى خلق إزعاج للسياسات القائمة. غير أنه في مقدمة هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم كمنقذين للغرب هناك وجوه متعفنة في المستنقع النازي مثل لوتز باخمان. ولذلك يجب على كل شخص يشارك في مسيرات "بيغيدا" أن يعلم ذلك".