صحف ألمانية: الأمة البريطانية تواجه حالة تمزق
٢٧ يونيو ٢٠١٦تستقبل المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الاثنين (27 يونيو/حزيران 2016 ) في برلين رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك ثم الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند ورئيس الحكومة الإيطالي ماتيو رينزي للتباحث في تبعات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وتحت عنوان "ماذا الآن؟"، اختصرت صحيفة "صنداي تايمز" أجواء التوتر الذي تعيشه بريطانيا منذ الاستفتاء الذي زاد الانقسامات السياسية وتلك المتعلقة بالهوية وعزز الطموحات الانفصالية للقوميين الأسكتلنديين.
وفي هذا السياق كتبت مجلة "دير شبيغل" على موقعها الإلكتروني تقول: "العريضة المطالبة بتنظيم استفتاء جديد حول العضوية البريطانية في الاتحاد الأوروبي أحدثت مخاضا غير متوقع. ففي صباح الأحد كان أكثر من ثلاثة ملايين شخص قد وقعوا عليها ـ وهذا التوجه في ازدياد. وقد يكون جزء من تلك الأصوات قادم من الخارج، لكن بطاقة العريضة تكشف أن أكثر من 100.000 توقيع تأتي من منطقة لندن الكبيرة وحدها. وانطلاقا من هذه العتبة وجب على البرلمان البريطاني الإلمام بالعريضة. وفي العادة يصل القليل من العرائض إلى عتبة 200.000 توقيع. فحتى مقترح منع دونالد ترامب في الدخول إلى بريطانيا لم يجلب إلا أقل من 600.000 توقيع. فهل يصل الأمر فعلا إلى تنظيم استفتاء جديد وإلغاء الخروج البريطاني؟ الفرصة صغيرة، ولكنها واردة".
أما صحيفة هانوفرشه ألغماينه تسايتونغ فقد سلطت الضوء على تبعات الاستفتاء على بريطانيا، وكتبت تقول: "أماط الاستفتاء حول عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي اللثام عن الانقسام العميق داخل المجتمع البريطاني. فنتيجة الاقتراع لا تأتي من عدم. الانقسام يفصل بين الفقير والغني وبين الكبير والصغير وحتى بين أجزاء البلاد. ففي الوقت الذي صوت فيه مواطنو بلاد ألغال (ويلز) وانجلترا ـ باستثناء لندن ـ ضد العضوية في الاتحاد الأوروبي، أيد الإيرلنديون الشماليون والسكوتلنديون بقوة البقاء في الاتحاد الأوروبي... الأمة تواجه حالة تمزق".
صحيفة فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ اعتبرت عقب التصويت لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أن هناك حاجة كبيرة إلى تنفيذ إصلاحات داخل الاتحاد الأوروبي، وكتبت تقول: "الغضب الشعبي المبهم القائم في أوروبا منذ سنوات طويلة، بل عقود من الزمن يوجه لأول مرة ضربة كبيرة حقيقية لمشروع الاندماج. فالخروج البريطاني يجسد الذروة الحزينة والمؤقتة لتطور يشمل المشاركة الضعيفة في الانتخابات الأوروبية واستفتاءات الاتحاد الأوروبي الفاشلة ونسبة التأييد الضعيفة للاندماج وتنامي تيار الحركات المناهضة لأوروبا. السياسة مطالبة بتقديم أجوبة جديدة ولا سيما أفضل على كل هذه الأمور. فلن يكون كافيا إدخال تعديلات على بعض المؤسسات والاتفاقيات، وليس من خلال تعزيز دور المفوضية الأوروبية إلى "حكومة أوروبية حقيقية"."
صحيفة نورنبيرغر ناخريشتن كتبت في هذا الموضوع تقول: "هذه هي الظاهرة الجديدة: لم يعد ممكنا كسب تأييد الكثير من الناس ليس فقط في الاتحاد الأوروبي وحده من خلال الحجج والحقائق والعقلانية. إنهم يتبعون مشاعرهم ـ إذن في الغالب مشاعر الخوف. وعليه، فإن السياسيين ليس فقط في بروكسيل يجب عليهم تقديم أجوبة جديدة على ذلك وإيجاد سبل خطاب جديدة. أوروبا يجب عليها أيضا إعادة كسب قلوب أولئك الذين لم يعودوا يقبلون الفكرة الرائعة لقارة موحدة".