صالح يغادر اليمن وسقوط قتلى في"مسيرة الحياة"

قال الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، الذي أعلن أنه سيتخلى عن السلطة في شباط/فبراير المقبل، إنه سيتوجه الى الولايات المتحدة خلال الأيام المقبلة. وقال صالح في مؤتمر صحفي بصنعاء: "سأغادر الى الولايات المتحدة الامريكية خلال الأيام المقبلة ليس بغرض العلاج فأنا أتمتع بصحة جيدة، وإنما لغرض تهيئة الجو لحكومة الوفاق الوطني للقيام بعملها ولإجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة".

ومن المقرر أن يتم إجراء تلك الانتخابات في 21 شباط/فبراير. وقال صالح إن مهمة حكومة الوفاق الوطني هي "مهمة وطنية تستدعي متابعة ما يحدث في الوطن لإخراجه من الأزمة الراهنة"، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ). وطالب صالح أمين عام الأمم المتحدة وأمين عام مجلس التعاون الخليجي ودول الخليج والدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن مراقبة جميع الاطراف في اليمن والكشف عن الطرف الذي يعرقل تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها وتحميله مسؤولية ذلك.

وقالت مصادر طبية أن سبعة متظاهرين قتلوا السبت (24 كانون الأول/ ديسمبر) في احدى احياء جنوب العاصمة اليمنية صنعاء برصاص قوات الامن وموالين للرئيس علي عبد الله صالح، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية. وأصيب عشرات المتظاهرين بجروح عندما اطلقت قوات الامن ومسلحون النار فضلا عن الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لعرقلة تقدم عشرات الالاف من المشاركين في تظاهرة للمطالبة بمحاكمة صالح، بحسب شهود ومصادر طبية. وذكر موقع "المصدر اونلاين" المؤيد للثوار ضد نظام صالح أن عدد القتلى بلغ سبعة بينما وصل عدد الجرحى والمصابين بحالة أختناق إلى أكثر من 200 شخص.

قتلى في "مسيرة الحياة"

وكانت وكالة رويترز للأنباء قد نقلت عن شهود عيان قولهم، إن قوات موالية للرئيس اليمني علي عبد الله صالح أطلقت النيران في الهواء لمنع عشرات الآلاف من المحتجين المطالبين بمحاكمة صالح من الاقتراب من مقره في العاصمة اليمنية صنعاء، اليوم. وأضافوا أن القوات الموالية لصالح أطلقت أعيرة نارية بعد وصول مسيرة انطلقت منذ أيام من مدينة تعز الجنوبية إلى العاصمة، وكان المحتجون يرددون خلالها شعارات ترفض منح صالح الحصانة.

فيما أشار موقع المصدر أونلاين المعارض إلى سقوط جرحى بالرصاص الحي وحدوث عشرات الاختناقات، إثر إطلاق قوات الأمن المركزي النار وقنابل مسيلة للدموع على "مسيرة الحياة" في شارع تعز شمال العاصمة صنعاء. كما أشار الموقع الالكتروني إلى أن قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري تمنع سيارات الإسعاف من الوصول إلى شارع تعز لإنقاذ المصابين، رغم إصابة عشرات المحتجين بحالة إغماء كامل بسبب الغازات المسيلة للدموع.

المسيرة قطعت مسافة 255 كيلومترا

وقدر المراقبون وصول نحو ثلاثة آلاف شخص يشاركون في "مسيرة الحياة" بعد ظهر اليوم السبت إلى العاصمة، بعد مسيرة استمرت أربعة أيام قطعوا خلالها 255 كيلومترا. وكان المحتجون قد بدأوا المسيرة الأربعاء الماضي صوب شمال البلاد لإدانة منح الحصانة للرئيس اليمني المنتهية ولايته، علي عبدالله صالح، بموجب اتفاق نقل السلطة الذي توسط بشأنه مجلس التعاون الخليجي. وجرى نشر جنود من الحرس الجمهوري بقيادة أحمد، نجل صالح، على طول المدخل الجنوبي للعاصمة وفرضوا إجراءات أمنية صارمة على كل الطرق المؤدية إلى القصر الجمهوري.

ومن المقرر أن يعقد أعضاء البرلمان جلسة مع الحكومة الانتقالية الجديدة لوضع الخطط الخاصة بالمرحلة المقبلة. وتجري الترتيبات لسفر صالح إلى الولايات المتحدة للعلاج قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في شهر شباط / فبراير المقبل، وذلك حسبما ذكرت صحيفة"الخليج" الإماراتية.

وكان صالح قد أصيب في هجوم على مجمعه الرئاسي في شهر حزيران/ يونيو الفائت، وأمضى فترة علاج بالمملكة العربية السعودية. وسوف تجري انتخابات رئاسية مبكرة كجزء من الاتفاق، التي تم برعاية خليجية ويهدف إلى إنهاء الاضطرابات التي بدأت باحتجاجات مناهضة للحكومة في شهر شباط/ فبراير الماضي.

(ف. ي/م.س/ رويترز، د ب ا، أ ف ب)

مراجعة: عبد الرحمن عثمان (ع.ج.م/ م.أ.م)