شولتس وأردوغان: من المهم الحفاظ على استقرار سوريا وسيادتها
١١ ديسمبر ٢٠٢٤تبادل المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس التركي رجب طيب أردوغان الآراء بشأن الوضع في سوريا خلال محادثة هاتفية. وقال المتحدث باسم الحكومة شتيفن هيبسترايت مساء الثلاثاء (10 كانون الأول/ديسمبر 2024): "اتفق الطرفان على أن سقوط نظام (بشار) الأسد الديكتاتوري تطور إيجابي للغاية". وأضاف أن الهدف الآن يجب أن يكون جعل سوريا وطناً آمناً لجميع السوريين، بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية أو الدينية.
كما قال الجانبان إنه من المهم الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسيادتها. وأضاف المتحدث أن الهدف هو العمل نحو هذه الأهداف مع الشركاء في الاتحاد الأوروبي وكذلك في المنطقة.
كما تحدثت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين مع أردوغان وأعلنت بعد ذلك عن نيتها السفر إلى تركيا بداية الأسبوع المقبل لإجراء محادثات بشأن التطورات الأخيرة في سوريا.
تحذير من ترحيل جماعي للسوريين في ألمانيا بعد سقوط الأسد
وفي كل من الاتحاد الأوروبي وتركيا، هناك أمل في أن يعود الاستقرار إلى سوريا بعد سقوط الأسد وأن يعود المزيد من اللاجئين طواعية إلى وطنهم.
وفي هذا السياق، حذرت نقابة فيردي العمالية في ألمانيا من عمليات ترحيل واسعة النطاق للسوريين من ألمانيا بعد الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. وقال فرانك فيرنكه، رئيس النقابة، في مقابلة بالفيديو مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، إن عمليات الترحيل الواسعة "تتعارض مع مصالح الناس، ومن ناحية أخرى، تتعارض أيضاً مع مصالح سوق العمل، على الأقل في بعض المناطق بألمانيا".
ونصح بـ"التعامل مع الوضع بعقل هادئ". وأضاف: "الكثير منهم (السوريين) اندمجوا وأصبحوا جزءاً من سوق العمل هنا وهم مهمون بالنسبة لنا". وقال إن السوريين يعملون مثلا في قطاع التجزئة أو خدمات التوصيل أو في قطاعات الرعاية. وأصبح العديد منهم أعضاء في نقابة فيردي.
وحث فيرنكه الحكومة الألمانية والاتحاد الأوروبي على مراقبة الوضع عن كثب في سوريا. وأكد أنه عند تشكيل حكومة انتقالية، يجب أخذ المجموعات العرقية والدينية في الاعتبار.
ومن خلال محادثاته في الأيام الأخيرة، قال فيرنكه إنه رصد ردود فعل متنوعة من السوريين في ألمانيا. وقال إنهم يراقبون الوضع في سوريا عن كثب، وهم بالعموم سعداء للغاية بالإطاحة بالأسد. وأضاف: "الكثير منهم يفكرون أيضا في العودة إلى سوريا ومتى يعودون". ومع ذلك، أشار إلى أنه من الضروري أن يرى الجميع أولا ما الذي سيحدث فعلا في البلاد الآن.
ومن جانبها، صرحت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر بأنها لا تؤيد ترحيل جميع اللاجئين السوريين إلى بلادهم. وعلى هامش زيارة للعاصمة البريطانية لندن، قالت فيزر للقناة الثانية بالتلفزيون الألماني اليوم الثلاثاء إن ألمانيا بها العديد من السوريين الذين يعملون هناك والذين اندمجوا بشكل جيد للغاية في المجتمع الألماني،
وأردفت متسائلة:" فلماذا لا ينبغي أن يبقوا عندنا؟"، لافتة إلى أن ألمانيا تعاني من نقص في القوى العاملة والكوادر الفنية المتخصصة. وأضافت الوزيرة المنتمية إلى حزب المستشار أولاف شولتس الاشتراكي الديمقراطي:" من هذا المنطلق سيكون من الجيد أن يتمكن بعض السوريين من البقاء عندنا".
في الوقت نفسه، رأت فيزر أن من المؤكد أن هناك أيضا أشخاصا يرغبون في العودة بعد انتهاء حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد للمشاركة في إعادة بناء بلدهم. لكنها شددت على أنه لا تزال هناك حاجة إلى التثبت أولا من مسألة مدى أمان العودة ومتى ستكون ممكنة .
وتابعت الوزيرة التي تشارك في لندن في مناقشات حول مكافحة شبكات التهريب، أنه "من الجيد أن الأسد رحل، لكننا لا نعرف بعد من القوى التي ستتولى مقاليد السلطة هناك، ومدى ديمقراطية تلك القوى، ومدى الحماية التي ستمنح للناس هناك".
وكان المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين في ألمانيا أعلن أمس الاثنين أنه سيقوم بتعليق البت في طلبات اللجوء المقدمة من سوريين مؤقتاً، وذلك بسبب التطورات المتسارعة للوضع في سوريا.
خ.س/ح.ز (د ب أ)