منع قافلة مساعدات من دخول شمال غزة ودعوات لوقف إطلاق النار
٦ مارس ٢٠٢٤أعلن برنامج الأغذية العالمي الثلاثاء (الخامس من مارس/آذار 2024) أن الجيش الإسرائيلي منع دخول أول قافلة مواد غذائية له -خلال ثلاثة أسابيع- إلى شمال غزة، عند "نقطة تفتيش وادي غزة" بعد انتظار ثلاث ساعات.
وأوضحت المنظمة في بيان أنه عقب قرار الجيش الإسرائيلي منع مرور المساعدات، أوقفت القافلة من جانب "حشود كبيرة من الأشخاص اليائسين الذين نهبوا المواد الغذائية"، واستولوا على حوالي 200 طن من هذه المواد. وقال كارل سكاو، نائب المدير التنفيذي للمنظمة: "رغم أن قافلة اليوم لم تصل إلى الشمال لتقديم مساعدات غذائية إلى الأشخاص الذين يعانون من الجوع، يواصل البرنامج بحث جميع السبل الممكنة لتنفيذ ذلك".
وأكد البرنامج أن الكميات الكبيرة من المساعدات الغذائية اللازمة لتجنب حدوث مجاعة في شمال قطاع غزة، لا يمكن نقلها إلا عن طريق البر. وكانت القوات المسلحة الأردنية نفذت أمس الثلاثاء، ثمان إنزالات جوية مشتركة لمساعدات على قطاع غزة، بالتعاون مع "دول شقيقة وصديقة، هي الأكبر منذ بدء عمليات الإنزال".
وشملت عمليات الإنزال ثلاث طائرات من نوع (C130) تابعة لسلاح الجو الملكي الأردني، وثلاث طائرات أمريكية، وطائرة مصرية، وطائرة فرنسية. واستهدفت المساعدات الإغاثية والغذائية عدداً من المواقع في شمال غزة، فيما تضمنت المساعدات مواد مقدمة من برنامج الأغذية العالمي.
دعوة إلى وقف "فوري ودائم" لإطلاق النار
من جهتهم، دعا قادة دول رابطة جنوب شرق آسيا (آسيان) وأستراليا الأربعاء إلى وقف سريع ودائم لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، واصفين الوضع الإنساني بأنه "فظيع". وجاء في بيان مشترك لقادة عشر دول من بينها بلدان مسلمة -مثل إندونيسيا وماليزيا- مجتمعين منذ الإثنين في ملبورن الأسترالية: "نحث على التوصل لوقف إنساني لإطلاق النار فوري ودائم". وكان النص محور توترات دبلوماسية.
وكان الوضع المتدهور في قطاع غزة موضوع نقاش حاد خلال اجتماع قادة بلدان آسيان العشرة في ملبورن في قمة تستمر ثلاثة أيام مع نظرائهم الأستراليين. ومع اقتراب شهر رمضان، تكثف الولايات المتحدة وعدد متزايد من الدول جهودها للتوصل إلى هدنة.
وقالت دول آسيان وأستراليا: "ندين الهجمات ضد جميع المدنيين والمنشآت المدنية، التي تؤدي إلى مزيد من التدهور في الأزمة الإنسانية في غزة، بما في ذلك تقييد الوصول إلى الغذاء والماء والاحتياجات الأساسية الأخرى". وأضافت "ندعو إلى إيصال المساعدات الإنسانية بشكل سريع وآمن ومن دون عوائق ومستدام إلى جميع المحتاجين، بما في ذلك عبر زيادة القدرات عند المعابر الحدودية وعن طريق البحر".
وعبرت المجموعة أيضا عن دعمها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا)، على الرغم من تعليق أستراليا تمويلها، بعد اتهام إسرائيل عددًا من موظفي المنظمة بالانتماء إلى مجموعات إسلامية مسلحة.
وضع إنساني كارثي
وأدى الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة إلى نزوح معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة وتسبب في أزمة إنسانية خانقة تشمل النقص الحاد في الغذاء والماء والدواء. وقالت الأونروا إن نحو 1.7 مليون شخص، أي أكثر من 75 بالمئة من السكان، نزحوا داخل القطاع، واضطر كثيرون منهم إلى النزوح أكثر من مرة.
وكثفت إسرائيل الشهر الماضي قصفها لمدينة رفح الواقعة جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر، حيث يكتظ نحو 1.5 مليون شخص. ومعظم السكان الذين يعيشون في رفح حاليا نزحوا من منازلهم في شمال القطاع هربا من الحملة العسكرية الإسرائيلية التي بدأت في أعقاب الهجوم الإرهابي الذي شنه مسلحون من حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
يذكر أن حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
ع.ش/ ح.ز (د ب أ، رويترز)